بغداد - نجلاء الطائي
أفاد مسؤول أمني في الشرطة الاتحادية، عن مقتل خمسة من عناصرهم بهجوم مسلح شنه عناصر "داعش" بعد خروجهم من أحد الأنفاق في حي سكني يقع غربي الموصل، في وقت دعا رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، كلاً من الولايات المتحدة وإيران إلى عدم جر العراق للخلافات بينهما، مؤكدًا أن بلاده تسعى لمواصلة التعاون مع كلا الدولتين.
وقال المصدر إن " 7 مسلحين من داعش هاجموا نقطة تفتيش للشرطة الاتحادية بحي الرفاعي وأدت الاشتباكات إلى مقتل 5 أفراد النقطة، وإن المهاجمين لاذوا بالفرار الى جهة مجهولة ".
وبحسب سكان من المنطقة فإن المهاجمين فقدوا في المنطقة نفسها، فيما شنت قوة من الشرطة الاتحادية حملة مداهمة وتفتيش استغرقت لاكثر من ساعة، ويعدّ هذا الحادث الثاني من نوعه خلال اسبوعين بعد هجوم مماثل لثلاثة عناصر من "داعش" على سيطرة للشرطة الاتحادية في منطقة الزنجيلي وسط الموصل القديمة بالساحل الأيمن من الموصل، حيث قتل في الهجوم ضابط برتبة رائد واثنن من مرافقيه .
وبحسب سكان الموصل فإن هذه الهجمات تشنها خلايا نائمة لداعش بالمدينة او بقايا مسلحي التنظيم الذين ربما مازالوا مختبئين في انفاق كانوا قد حفروها بالمدينة سابقاً، وفي غضون ذلك دعا رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، كلا من الولايات المتحدة وإيران إلى عدم جر العراق للخلافات بينهما، مؤكدا أن بلاده تسعى لمواصلة التعاون مع كلا الدولتين.
وقال العبادي، في مقابلة حصرية مع صحيفة "Wall Street Journal"، "ما نؤكده للجميع، ومن بينهم جيراننا الإيرانيون، وكذلك الولايات المتحدة، الذين أصبحوا أصدقاء لنا من خلال دعمنا في محاربة داعش، هو أننا نرحب بتأييدكم، ونود العمل معكم..، لكن من فضلكم لا تنقلوا مشاكلكم إلى العراق".
وفي تطرقه إلى قضية الحدود العراقية التركية في ظل التوتر الحالي في العلاقات بين الحكومة المركزية في بغداد وإقليم كردستان العراق، الذي تقع على أراضيه المنافذ الحدودية مع تركيا، قال العبادي: "إنه ينبغي أن تكون لدى العراق حدود (مفتوحة) مع تركيا، يجب عليهم (سلطات إقليم كردستان) ألا يقطعوا العراق عن تركيا".
وأضاف العبادي، في إشارة إلى الأزمة الناجمة عن إجراء إقليم كردستان العراق الاستفتاء على الانفصال عن الدولة العراقية يوم 25 سبتمبر/أيلول الماضي: "إن الأكراد هم مواطنون عراقيون، وتتمثل أولويتي بحمايتهم، وحماية باقي العراقيين، لكنني أوجه رسالة قوية: إذا استمريتم بقتل الجنود العراقيين فإنكم ستتحملون المسؤولية عن ذلك".
وفي تعليقه على الهجمات، التي تجري من حين إلى آخر ضد عناصر القوات الأميركية، المنتشرة في أراضي العراق، أشار رئيس الوزراء العراقي إلى أن كل المقاتلين من الولايات المتحدة والدول الغربية الأخرى الموجودين في بلاده جاءوا بدعوة رسمية من بغداد، مشددا على أنها(بغداد) لن تتسامح مع أي أعمال عدائية بحق قوات التحالف الدولي المناهض لـ"داعش" بقيادة الولايات المتحدة.
وأوضح العبادي في هذا السياق: "أي هجوم ضدهم هو هجوم ضد العراق وسيادته وسيادة الدولة العراقية"، كما تطرق العبادي خلال المقابلة إلى قضية الحشد الشعبي، التي أثارت في الآونة الأخيرة نقاط اختلاف بين واشنطن وبغداد على خلفية تصريحات وزير الخارجية الأمريكي، ريكس تيلرسون، القائلة إن "المقاتلين الشيعة المدعومين من إيران عليهم مغادرة العراق" بعد هزيمة "داعش".
وأشار العبادي، في غضون ذلك، إلى أن "قوات الحشد الشعبي يجب أن تكون موالية للعراق وحده ولا لغيره، يجب أن تكون موالية لمؤسسات الدولة العراقية والقائد الأعلى للقوات المسلحة، وليس للأحزاب السياسية أو أي قوة أخرى إن كانت داخل العراق أو خارجه"، وشدد العبادي على أنه، في حالة معاكسة، ستعتبر هذه القوات "خارج القانون"، مبينا أنه "من غير الجائز أن يحمل أي أحد، خارج قوات الأمن العراقية، الأسلحة".
أرسل تعليقك