صحافي صومالي يكشف عن معاناته بسبب ملاحقة حركة الشباب للإعلاميين
آخر تحديث GMT12:42:50
 السعودية اليوم -

ارتكاباتها تجعل من مقديشو مكاناً خطيراً للعيش والعمل فيها

صحافي صومالي يكشف عن معاناته بسبب ملاحقة "حركة الشباب" للإعلاميين

 السعودية اليوم -

 السعودية اليوم - صحافي صومالي يكشف عن معاناته بسبب ملاحقة "حركة الشباب" للإعلاميين

معاناه اهل الصومال من "حركة الشباب" المتطرفة
مقديشو ـ سعيد الغامدي

يغادر الصحافي حسن داهير، 28 عاما، مرة كل شهر، فندقه الصغير في وسط العاصمة الصومالية "مقديشو"، في الظلام لزيارة والدته في حي "ياقشيد" شمال شرق المدينة، ويقضي الليل معها ثم يعود إلى غرفته قبل الفجر.

وذكرت صحيفة الـ"غارديان" البريطانية، أنه على مدار الـ8 سنوات الماضية، تخفى داهير في أوقات الليل ليزور عائلته، لأنه يخشى من "حركة الشباب" المتطرفة، التي يقول إنها "قتلت على الأقل 5 من أصدقائه المقربين".

وأصبحت المدينة خطيرة جدا لداهير حتى أنه لم يتمكن من حضور جنازة شقيقه الصغير الشهر الماضي، وقال:" قُتل في سوق (باكرا) نهاية الشهر الماضي من قبل مسلح مجهول، أردت حقا الالتحاق بعائلتي أثناء دفنه، ولكنهم نصحوني بعدم الذهاب إلى الموقع، بعدما استهدفت الحركة في الماضي الصحافيين الذين يزورون المقابر."

ولا ينطبق ذلك على حياة الصحافيين فقط ولكن أيضا عمال الإغاثة، والموظفين الحكومين، والقادة الشباب العاملين في مقديشو، حيث يواجهون خطر العنف والاستهداف للقتل. كما أن الكثير منهم يتركون المناطق التي عاشوا فيها خلال فترة الطفولة ويستقرون في وسط المدينة وحول "المنطقة الخضراء" بالقرب من المطار، والتي تعد آمنة إلى حد ما.

أقرا ايضًا:

مقتل 12 مسلحاً من "حركة الشباب" جراء غارتين أميركيتين

 

وقال داهير:" عدد القتلى من الصحافيين لا يحصى، فقدت 5 من أصدقائي المقربين، وأعتقد أن موعد قتلي يقترب، لا يوجد مكان لأهرب إليه، أفضل ما تفعله هو الاختباء داخل المدينة والبقاء حذرا."

ووفقا للجنة حماية الصحافيين، تعد الصومال أحد أخطر الأماكن على الصحافيين، وعلى مدى الأربع سنوات الماضية، كانت الدولة الواقعة في منطقة القرن الأفريقي على رأس قائمة أسوأ البلدان التي تحدث فيها جرائم ضد الصحافيين.

وطردت "حركة الشباب" خارج مقديشو في عام 2011، ولكنها ما تزال تشن هجمات مميتة بالسيارات المفخخة، وكذلك عمليات اغتيال، وهي تحارب للإطاحة بالحكومة المدعومة دوليا، وترى أن كل من يعمل مع الحكومة مثل الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية، أعداء.

وفي الشهر الماضي، أطلق رجل مسلح النار على ساكاريا هادوف، رئيس مقاطعة "هودان". وقال الشهود إنه كان يغادر المسجد بعد صلاة الجمعة حين هجم عليه، وتوفي وهو في المستشفى في وقت لاحق من ذلك اليوم.

وتقع مقديشو في أيدي قوات الأمن الصومالية والتي تدعمها قوات حفظ السلام للاتحاد الأفريقي، ولكن "حركة الشباب" لا تزال تسيطر على المدينة وعلى ناسها بطرق مختلف، من بينها إغلاق ملاعب كرة القدم، والحصول على (الخوات) الأموال من الأعمال التجارية الصغيرة من الضرائب.

واستخدم وزراء ومسؤولو الحكومة المركبات المضادة للرصاص والقوات المسلحة لحماية أنفسهم، ولكن المدنيين والعاملين المحليين العاملين لدى الأمم المتحدة وغيرها من وكالات المساعدة، ليس لديهم حماية خاصة وباتوا شخصيات مستهدفة.

وفي مايو/ آيار الماضي، اغتال مسلح مجهول ماريا عبد الله، العاملة لدى "منظمة الصحة العالمية"، بعدما ذهبت إلى "سوق باكارا" للتسوق والتجهيز لزفافها.

وفي بداية شهر فبراير/ شباط، انفجرت سيارة في مركز مكتظ للتسوق، وقتل 11 شخصا وجرح 10 آخرون. وفي مثل هذه المدينة العنيفة، يتصل داهير بوالدته مرتين يوميا ليوافيها بآخر التطورات عن سلامته، ويقول:" يجب أن اتصل بها صباح كل يوم  قبل الذهاب إلى العمل، وفي الليل قبل النوم."

ولا يعد الاتصال بوالدته أمرا سهلا، خاصة في أعقاب الانفجارات حول المدينة التي يعيش فيها، حيث يقول:" حين يكون هناك انفجار، يستخدم الجميع الهواتف، وفي بعض الأحيان تتوقف الشبكات عن العمل، وتظل والدتي تتصل بي إذا فشلت في الاتصال بها، وتعقد أحيانا أنني مت في حال لم اتصل."

وفي الوقت نفسه، ينتظر داهير الوقت الذي يمكنه العودة فيه إلى منزله، قائلا:" أشعر أنني تحت الإقامة الجبرية، لا يمكنني التجول بحرية أو العيش مع عائلتي، ولكن لا يزال لدي أمل أن الأوضاع ستتغير في المستقبل."

ويقول مسؤول صومالي رفيع المستوى يعمل مع الأمم المتحدة في مقديشو، إن "الصومال تعد على وجه الخصوص مكانا خطيرا للسكان المحللين العاملين مع المنظمات الأجنبية". وهو يعيش الآن بالقرب من المطار، حيث توجد وكالات الأمم المتحدة والسفارات بما في ذلك اللجنة البريطانية، وهي من أحد أكثر المناطق حماية في العاصمة.

وفي هذا السياق، يقول عبد الفتاح علي حسن، مدير الأمن في إدارة "بانادير" الإقليمية: "تستهدف حركة الشباب الجميع بغض النظر عن العمل أو المؤسسة، فهم يهددون وجود الشعب الصومالي، ولهذا السبب يقتلون الأبرياء يوميا."

وأضاف:" نحن ملتزمون بحماية العامة من المتطرفين غير الرحماء، وواثقون بأننا سنقضي على تهديدهم للعاصمة والبلاد بأكملها". وقال: "مع ذلك، ننصح العامة خاصة العاملين مع الحكومة والمنظمات غير الحكومية بأخذ احتياطات السلامة الشخصية لتجنب أن يصبحوا مستهدفين."

ويضيف:" كوني أبا، أشعر بقلة الحيلة، إذا مرض ابني في وسط الليل، لا يمكنني الخروج والذهاب إليه واحتضانه، فأنا أعيش بعيدا عن عائلتي منذ 6 سنوات، وهذا مؤلم لأنني أعيش في خوف دائم. كما أنه لا يمكنني أن أشرح لأطفالي سبب ابتعادي عنهم."

وقال حسن:" نبذل أقصى ما في وسعنا لضمان أن مقديشو آمنة للجميع، الشرطة هنا الآن وتنتشر في الأحياء، لدينا علاقة جيدة مع العامة، الوضع في الواقع يتحسن، حين كانت المدينة مقسمة سيطرت حركة الشباب على نصفها، ولكن الآن تمت هزيمتها، وكل ما يمكنها فعله هو تخويف الناس."

ويشعر معظم الصوماليين بالإحباط لإعادة بناء بلادهم المنخرطة في حرب منذ عدة عقود، والآن يوجد بها عدد مضاعف من الجماعات المتطرفة.

وقد يهمك أيضًا:

مقتل 9 أشخاص جرَّاء تفجير سيارة في مقديشو

كينيا تتلقى تحذيرات من هجوم "إرهابي" وشيك من "حركة الشباب" الصومالية

alsaudiatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

صحافي صومالي يكشف عن معاناته بسبب ملاحقة حركة الشباب للإعلاميين صحافي صومالي يكشف عن معاناته بسبب ملاحقة حركة الشباب للإعلاميين



إطلالات متنوعة وراقية للأميرة رجوة في سنغافورة

سنغافورة - السعودية اليوم

GMT 11:02 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الحوت الثلاثاء 6 أكتوبر/تشرين الأول 2020

GMT 22:38 2020 الثلاثاء ,22 أيلول / سبتمبر

بـ«family house».. فنانة مصرية شابة تدخل عالم هوليوود

GMT 12:00 2019 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

وحيد .. هل يقلب الهرم؟

GMT 00:54 2018 الأربعاء ,20 حزيران / يونيو

أمير كرارة ينفي وجود أخطاء إخراجية في "كلبش 2"

GMT 01:46 2018 الأربعاء ,06 حزيران / يونيو

ميس حمدان تكشف سر ابتعادها عن السباق الدرامي في مصر

GMT 18:37 2017 الجمعة ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

شركة فيليب موريس مصر تعلن عن أسعار السجائر

GMT 01:47 2017 الأحد ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تكشف أهمية الحفاظ على 5 أصدقاء مقربين للمرأة

GMT 11:35 2017 الخميس ,05 تشرين الأول / أكتوبر

إنفوغراف 19

GMT 04:25 2016 الإثنين ,24 تشرين الأول / أكتوبر

محمد نبوي يؤكد أن "القرموطي" يكشف زيف تنظيم "داعش"

GMT 14:37 2019 الأربعاء ,25 أيلول / سبتمبر

الديوان الملكي يعلن عن وفاة أميرة سعودية

GMT 15:14 2019 الأحد ,01 أيلول / سبتمبر

هل الاقتصاد العالمى تنتظره أزمة جديدة؟!

GMT 21:18 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

5 أنوع من الأسوار لحماية ورود الحديقة

GMT 13:49 2019 الإثنين ,04 شباط / فبراير

محافظ البدائع يرأس المجلس المحلي للمحافظة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
alsaudiatoday alsaudiatoday alsaudiatoday
alsaudiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab