أبو ظبي - العرب اليوم
يلتقي فن التصميم الداخلي والفنون البصرية الأخرى مع اليخوت الفاخرة، لتشكل عالماً قائماً بحد ذاته ومستعصياً على المحيط الخارجي، ومن أسباب هذا الارتباط أن نسبة كبيرة تعتبر من أبرز مقتني الأعمال الفنية في العالم.
ولا يعُرف عن هذا العالم القائم بحد ذاته أحد سوى أصحاب اليخوت والمقربون منهم أو من قام بالتصميم الداخلي إما لإحدى غرف اليخت أو عدد منها، خاصة وأن العقد مع الفنان أو المصمم يلزمه السرية التامة.
ولا يتمكن المصمم أو الفنان في الغالب من تكوين صورة كاملة عن المشهد الداخلي لليخت حيث لا يسمح لأي منهما بالدخول إلا إلى المكان المخصص لعمله.
وتبدو اليخوت في الظاهر متشابهة لكن الاختلاف في معظم الأحيان يتمثل في التصميم الداخلي والتعديلات الخاصة بالديكور التي يطلبها أصحابها.
وأكد بودوين المتخصص في فن القوارب واليخوت ويعمل في الشرق الأوسط منذ عام 2005 عن أجواء هذا العالم، أنّ "عالم هذا الفن محاط بالسرية نظراً لرغبة أصحاب اليخوت في الاحتفاظ بخصوصيتهم".
وأوضح أنّ "كل منهم يسعى إلى وضع بصمته الخاصة في يخته، والتي تتمثل في الديكور الخارجي أو الداخلي والإكسسوارات كالثريات والسجاد ونوعية الأثاث، والرسم على الجدران الداخلية"، مبينًا أن "شاهدت في بعض اليخوت لوحات مشاهير الفنانين كمونيه وغيره، ليبدو بعضها بمثابة متحف لأعمال رواد الفن".
انتقل بودوين، بعد ذلك إلى الحديث عن الفارق بين الذائقة الفنية لمالكي اليخوت في الغرب والشرق من خلال عمله في العالمين، مبينًا أنه يهتم معظم أصحاب اليخوت في الغرب بالشكل الخارجي الفني أما فيما يخص التصميم الداخلي فغالبا يعتمد تقسيم المساحة وجودة المواد، مع بعض الأفكار الغريبة كأحدهم الذي طلب تركيب "كرة ديسكو" في مؤخرة قاربه بهدف لفت الانتباه لدى وصول يخته إلى المرفأ.
ويحرص العرب في المقابل، منهم على تجميل قاربهم من الداخل ليعكس تميزهم بمستوى فندق 7 نجوم وفي الوقت نفسه ليصبح أكثر ألفة مع محيطهم.
وتتميز ذائقتهم باختيار ألوان داكنة للجدران كالبني والذهبي، مع ميل لاستخدام الرخام والكروم ومادة فايبر كربون القاسية ذات السطح الأملس والتي يصنع منها في بعض الأحيان الأثاث، كذلك الثريات والسجاد والمرايا وفي بعض الأحيان تزيين بعض الديكورات بالأحجار الكريمة.
ومن أجمل الأفكار التي طرحها صاحب يخت عربي، طلبه الرسم على جدران يخته الداخلية امتداد مشهد البحر الخارجي، وبذا يخيل للجالس أنه على السطح وفي الهواء الطلق.
وأشار بودوين إلى اختلاف آخر قائلاً »ما لفت انتباهي خلال عملي في المنطقة، حرص العرب على يخوتهم والصلة الوثيقة التي تربطهم بها والتي يشبهها البعض بالزوجة الثانية. كذلك عدم بيعها وتوارثها جيلا بعد جيل. أما نسبة النساء التي تمتلك اليخوت فتقل عن 5 %، أما عن التكلفة فقال تتراوح ما بين آلاف الدراهم والملايين.
أرسل تعليقك