إيرانفراعنة الدين والكهنوت الخطر الأكبر على العراق والعروبة
آخر تحديث GMT12:42:50
 السعودية اليوم -

إيران..فراعنة الدين والكهنوت.. الخطر الأكبر على العراق والعروبة

 السعودية اليوم -

 السعودية اليوم - إيران..فراعنة الدين والكهنوت.. الخطر الأكبر على العراق والعروبة

بقلم: أحمد الدراجي

 يُولد المنطق الفرعوني والمليشياوي والتطرفي، عندما تُسحق القِيَم والأخلاق، ويُوظَّف الدين، ويُسَوَّق المكر والخداع، ويُغَيَّب العقل، وتغلب ثقافة "الأنا"، ويسود الجهل والتجهيل، وتُسلب الإرادة، وهنا تعيش الأمة مأساة الفرعونية والمليشيات والعصابات، وقمعها واستخفافها، لأنَّ المنهج الفرعوني والمليشياوي قائم على الأنا ، أنا ربكم الأعلى . فهو يختزل كل شيء في أنانِيَّته، ويستخف بالآخرين ويستعبدهم، بعد أن أعلنوا الطاعة له وسلموا تسليما، وقيَّدهم بخطوط حمراء يُحرم عليهم تعدِّيها، لكي يبقى هو محافظاً على ما يريد الحفاظ عليه، ويكون هو سيد الساحة وملك الغابة،
    تسود في بلادنا ومجتمعنا الفرعونية لكن بوجه آخر يتوارى وراء الدين والعناوين الرنانة، وبصورة أكثر تفرعُناً، لأن الفرعونية القديمة قبلت أن تدخل في ساحة المنازلة العلمية مع خصمها النبي موسى "عليه السلام" ،أما فرعونية اليوم فهي ترفض كل غَيْرِيَّة، لأنها لا ترى إلا ذاتها ومصالحها، أطرَّت وجودها وكيانها بهالة من القداسة والكهنوتية يجعلها مُتَرَفِّعَة عن كل شيء، فحالة الفراغ من مقومات المواجهة العلمية والمواقف المبدئية تفرض عليها أن تكون في برج عاجي لاهوتي، تتقوقع فيه كي تنأى عن الحضور في محافل العلم والمبادئ والأخلاق،
    ومن هنا تبذل كل طاقتها وإمكاناتها لإطفاء نور العلم وطمس ثقافة المواطنة والتعايش السلمي والقضاء على مَن يحمل مشعله، ولهذا نجد أن دول الاستكبار والإمبراطوريات الهالكة وعلى رأسها إيران الشر تقف بالضد من منهج العلم والأخلاق والمواقف والوطنية والعروبية والإنسانية، وتعمل على اختزال المواقع الدينية وغيرها في شخوص فارغة من العلم والأخلاق والمواقف الوطنية والإنسانية، لكي تمتطيها وتُمَرَّر تحت مظلتها أجنداتها، لأن مثل تلك الشخوص لا تمتلك مقومات المواجهة والصمود أمام وسائل الترهيب أو الترغيب التي ينتهجها أعداء الشعوب والأوطان، على عكس مَنْ يمتلك العلم والمواقف المبدئية فهو يشكل عقبة كئود أمام إيران ودول الاستكبار، وهنا يكمن السر في استهداف الرموز والكفاءات العلمية والوطنية والعروبية وفي طليعتها المرجع العراقي العربي الصرخي الذي سكن في ضمائر الأحرار، يقول الأمين العام للجمعية العربية للدفاع عن حقوق الإنسان الدكتور سفيان التكريتي: (المرجع الكبير السيد الصرخي دخل ضمائر وعقول الأحرار والمظلومين من خلال فلسفته العقائدية والفكرية والوطنية المعتدلة وراحت جموع المحرومين تلتف حوله بالملايين رافضين للسياسات الطائفية المتطرفة والعميلة التي دمرت هذا البلد الأمين).
    ولما كان الخطر الإيراني من أبرز وأكبر الأخطار التي يواجهه العراق والأمة العربية والذي استطاع أن يتمدد في جسدها من خلال حملة المنهج الفرعوني والمليشياوي والفراغ العلمي من مرجعيات كهنوتية وشخوص سياسية على حين غفلة من العرب، فلابد أن يكون من أوليات الإستراتيجية الناجعة الجديدة لمواجهة الخطر الإيراني هو أن تعمل تلك الدول على دعم الرموز والقيادات التي تمتلك من المؤهلات العلمية والوطنية والعروبية وخصوصا في العراق حتى تكون بديلا ناجحا لأدوات إيران وحلفائها، لتبني مجتمعات تتسلح بالعلم والمعرفة والولاء لأوطانها كي تساهم في بنائها والحفاظ على أمنها، ولا تكون لقمة سائغة بين فكي الوحش الإيراني الذي يريد أن يقضم كل دول وشعوب العرب والمنطقة. وهذا ما حدده وشخصه المرجع الصرخي في خطاباته وبياناته لمواجهة التمدد الفارسي ومنها ما جاء في سياق الحوار الذي أجرته معه صحيفة الشرق الأوسط حيث قال:
    (( كل تجمع بشري ان شعر انه وجوده وثقافته ودينه ومعتقده مهدد بالخطر والزوال فانه سيبذل كل جهده من اجل الدفاع عن نفسه ووجوده وكيانه ومعتقداته حتى لو استعان بأعداء او شيطان فضلا عن حاكم فاسد متسلط محتال ومن هنا يسلك المتسلطون المحتلون والحكام الظالمون مسلك التأجيج الطائفي والمذهبي المقيت كي يخاف الشعب ويفقد القدرة على التفكير الصحيح لشعوره بالتهديد والاستئصال فيتصور ويصدق ان الحاكم والمتسلط الظالم هو المنقذ والمخلّص ، ومن هنا إن أردنا التغيير فلابد من المقدمات الصحيحة لذلك ومنها ان نتعامل مع رموز فكرية واجتماعية ونهييء لها كل الأسباب كي تكون بديلاً حقيقياً صالحاً مصلحاً كي يثق المجتمع بقوى التغيير وإلا فسيفقد الثقة وسيكون النفور والابتعاد كما يحصل الآن من عدم ثقة ونفور شعبي عام من كل ما يطرحه الاحتلال ومن ارتبط معه ممن طُبع وتطبّع على الظلم والفساد والإفساد...والكلام يشمل العلويين مورد السؤال كما يشمل غيرهم من شيعة وسنة في العراق والشام وإيران وبلاد العرب وغيرها من بلدان.)).
   

 

alsaudiatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إيرانفراعنة الدين والكهنوت الخطر الأكبر على العراق والعروبة إيرانفراعنة الدين والكهنوت الخطر الأكبر على العراق والعروبة



GMT 13:30 2023 الأربعاء ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

القلب الممتلىء بالوجع

GMT 14:34 2023 الإثنين ,30 تشرين الأول / أكتوبر

لم يعد مهمّاً بعد اليوم أن يحبّنا أحد

GMT 10:25 2023 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

فلسطين والقدس الأبية

GMT 06:52 2023 الأحد ,01 تشرين الأول / أكتوبر

أنا النزيل الأعمى على حروف الهجاء ( في رثاء أمي الراحلة)

GMT 06:50 2023 الأحد ,01 تشرين الأول / أكتوبر

لماذا أكتب لك؟؟ وأنت بعيد!!

GMT 14:59 2023 الخميس ,07 أيلول / سبتمبر

السقيفة الملعونة

GMT 20:56 2021 الإثنين ,22 شباط / فبراير

من عيون شعر العرب - ٢

GMT 14:39 2021 الأحد ,21 شباط / فبراير

من عيون شعر العرب - ١

إطلالات متنوعة وراقية للأميرة رجوة في سنغافورة

سنغافورة - السعودية اليوم

GMT 16:48 2024 الثلاثاء ,16 كانون الثاني / يناير

اكتشاف بروتين يحفز إنتاج الدهون الجيدة والتخلص من السمنة

GMT 19:18 2021 الخميس ,04 شباط / فبراير

يتيح أمامك هذا اليوم فرصاً مهنية جديدة

GMT 00:36 2017 الثلاثاء ,12 كانون الأول / ديسمبر

5 طرق لتنظيف السيراميك والأرضيات من الطبيعة

GMT 16:43 2021 السبت ,13 شباط / فبراير

بناطيل هوت كوتور ربيع 2021 من أسبوع باريس

GMT 12:48 2020 الأربعاء ,15 إبريل / نيسان

جامعة سعودية تتوصل لنتائج تقضى على فيروس كورونا

GMT 13:28 2019 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

عادل عصمت يناقش "الوصايا" في نادي ركن الياسمين

GMT 19:49 2018 الأربعاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

"البيت الأبيض" يُعلن سحب قوات بلاده من سورية

GMT 19:12 2018 الإثنين ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

فورد إكسبلورر 2020 الجديدة تظهر بتمويهات خفيفة

GMT 03:54 2018 الخميس ,30 آب / أغسطس

ترشيح أحمد السقا لبطولة فيلم "أشرف مروان"
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
alsaudiatoday alsaudiatoday alsaudiatoday
alsaudiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab