الإعجاز القرآني والبلاغي في لفظي مطر و غيث
آخر تحديث GMT12:42:50
 السعودية اليوم -

الإعجاز القرآني والبلاغي في لفظي مطر و غيث

 السعودية اليوم -

 السعودية اليوم - الإعجاز القرآني والبلاغي في لفظي مطر و غيث

المطر
القاهرة - العرب اليوم

توجد بعض الفروق البلاغية بين بعض كلمات القرآن الكريم التي تبدو متشابهة، ولنغترف من معين البلاغة الذي لا ينتهي ونبدأ بالتفرقة بين (الغيث) و(المطر) فيما ورد ذكرهما في كتاب الله العزيز.

• أولًا: دلالة اللغة

- في (اللسان): (الغيث) المطر والكلأ (العشب)، و(المطر): الماء المنسكب من السماء.

- قال الطبرسي: (الغيث) (المطر) الذي يغيث من الجدب. وكان نافعًا في وقته، والمطر :قد يكون نافعًا
وقد يكون ضارًا في وقته، وفي غير وقته.

- في (الفروق اللغوية، أبو هلال العسكري): نزل المطر، وأمطرت السماء، وقلّ من يستخدم كلمة (الغيث)للتعبير
عن نزول الماء من السماء، والحق أن جُل المعاجم اللغوية لا تفرق في المعنى بين الكلمتين، فـ(الغيث)عندهم بمعنى (المطر).

- في الوسيط: (الغيث) (المطر)، أو الخاص منه بالخير، وجمعه غيوث وأغياث، و(المطر):الماء النازل
من السحاب وجمعه أمطار.

• ثانيًا: الدلالة القرآنية

- في (معجم الفروق الدلالية في القرآن الكريم): (الغيث)تستخدم في سياق المطر النافع المخصب للأرض
والنبت، وهو ملمح النفع والخير والخصب.

- وقال (أبوهلال العسكري في الفروق اللغوية): (الغيث)في القرآن الكريم يدل على النفع والرحمة، أو
طلب الاستنجاد والنصرة.

- (المطر) :تستخدم في سياق العقاب الإلهي للطاغين والمفسدين.

- قال (الزمخشري في الكشاف): قد يكون(المطر)حجارة من السماء أهلكت الطغاة المجرمين، كما في سائر
المواضع التي ورد فيها المطر في القرآن الكريم.

- في (معجم الفروق الدلالية في القرآن الكريم) : اختص المطر العذاب والهلاك في القرآن الكريم.

- وقال (أبوهلال العسكري في الفروق اللغوية): القرآن استخدم كلمة (المطر) مع الأذى، ونزول العذاب
والضرر.

• بعض الآيات التي ورد فيها لفظ (الغيث):

قال تعالى: "إِنَّ اللَّهَ عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي
الْأَرْحَامِ"(لقمان34)

قال تعالى: "وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِن بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنشُرُ رَحْمَتَهُ
وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ"(الشورى 28)

• الآيات التي ورد فيها لفظ (المطر):

قال تعالى: "وَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِن كَانَ بِكُمْ أَذًى مِّن مَّطَرٍ أَوْ كُنتُم مَّرْضَى
أَن تَضَعُواْ أَسْلِحَتَكُمْ وَخُذُواْ حِذْرَكُمْ إِنَّ اللّهَ أَعَدَّ لِلْكَافِرِينَ عَذَاباً مُّهِينا"(النساء 102)

قال تعالى:" قَالُوا هَذَا عَارِضٌ مُّمْطِرُنَا بَلْ هُوَ مَا اسْتَعْجَلْتُم بِهِ رِيحٌ فِيهَا
عَذَابٌ أَلِيمٌ"(الأحقاف 24)

قال تعالى: "وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِم مَّطَراً فَسَاء مَطَرُ الْمُنذَرِينَ"(الشعراء 173)

قال تعالى: "وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِم مَّطَراً فَسَاء مَطَرُ الْمُنذَرِينَ"(النمل 58)

قال تعالى:" وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِم مَّطَراً فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُجْرِمِينَ"(الأعراف
84)

قال تعالى:"فَلَمَّا جَاء أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً
مِّن سِجِّيلٍ مَّنضُودٍ"(هود 82)

قال تعالى: "فَجَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِّن سِجِّيلٍ"(الحجر
74)

• يقول الدكتور أحمد مختار عمر في (قاموس القرآن): "ذهب كثير من اللغويين إلى ترادف لفظي الغيث
والمطر وتطابقهما في المعنى، ولكن تتبع استعمال القرآن يدل على وجود صفة مميزة تفرق بينهما بعد إشراكهما في أصل المعنى، فنقل الثعالبي:(المطر) إذا جاء عقيب المحل أو عند الحاجة إليه فهو (الغيث)، ونقل القرطبي:(الغيث) (المطر) وسمي غيثا لأنه يغيث الخلق.

- وعن الأصمعي قال: مررت ببعض قبائل العرب وقد مطروا فسألت عجوزا منهم: أتاكم المطر؟ فقالت: "غثنا
ما شئنا غيثا"

- وعقب القرطبي نقلا عن الماوردي قائلًا: (الغيث) ما كان نافعًا في وقته، و(المطر)قد يكون نافعًا
وضارًا في وقته وفي غير وقته (الجامع لأحكام القرآن)

- ويعقب الدكتور عمر قائلا: "ولا شك أن الاستعمال القرآني يؤيد هذه التفرقة الدقيقة في المعنى"
وهذا إشارة إلى أن الغيث يستخدم في النفع بينما يُستخدم المطرُ في الضرر".

alsaudiatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الإعجاز القرآني والبلاغي في لفظي مطر و غيث الإعجاز القرآني والبلاغي في لفظي مطر و غيث



إطلالات متنوعة وراقية للأميرة رجوة في سنغافورة

سنغافورة - السعودية اليوم

GMT 16:48 2024 الثلاثاء ,16 كانون الثاني / يناير

اكتشاف بروتين يحفز إنتاج الدهون الجيدة والتخلص من السمنة

GMT 10:54 2020 الإثنين ,29 حزيران / يونيو

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 09:30 2016 الأربعاء ,11 أيار / مايو

لازم يكون عندنا أمل

GMT 05:34 2020 الثلاثاء ,28 إبريل / نيسان

"قبعات التباعد" سمحت بعودة الدراسة في الصين

GMT 11:29 2020 الخميس ,05 آذار/ مارس

أعمال من مجموعة «نجد» تعرض في دبي 9 الجاري

GMT 14:43 2017 الخميس ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح من أجل محاربة الأرق عن طريق الوجبات الخفيفة

GMT 18:25 2016 الثلاثاء ,25 تشرين الأول / أكتوبر

معين شريف يهاجم راغب علامة عبر قناة "الجديد"

GMT 04:58 2012 الخميس ,06 كانون الأول / ديسمبر

سلوى خطاب بائعة شاي في"إكرام ميت"

GMT 03:32 2016 الإثنين ,04 كانون الثاني / يناير

جيسيكا هيلز ستعتزل في 2017 لتتفرَّغ لإنجاب طفل آخر

GMT 11:22 2012 الثلاثاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

تفاصيل سرية تنشر للمرة الأولى بشأن اغتيال الشيخ أحمد ياسين

GMT 15:55 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

ارتفاع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي علی غزة إلى 24448 شهيدًا

GMT 17:10 2021 السبت ,16 كانون الثاني / يناير

مواطنة من فئة الصم تحصل على درجة الماجستير من أمريكا
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
alsaudiatoday alsaudiatoday alsaudiatoday
alsaudiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab