آمنة صينية تجدد مجد العربية في بكين وريم نسخة صينية من فيروز بأبهتها الغنائية
آخر تحديث GMT12:42:50
 السعودية اليوم -

آمنة صينية تجدد مجد العربية في بكين وريم نسخة صينية من فيروز بأبهتها الغنائية

 السعودية اليوم -

 السعودية اليوم - آمنة صينية تجدد مجد العربية في بكين وريم نسخة صينية من فيروز بأبهتها الغنائية

بكين ـ سبأ

إذا شبهت اللغة العربية بلون، فأي لون تكون، هل هي صدفة في صحراء تمتد من غرب آسيا إلى شمال افريقيا .. أم زرقة البحار التي تحيط ببلاد العرب، من المحيط إلى الخليج ..هل هي خضرة أشجارها وأعشابها التي تغطي جبال لبنان وسهول تونس؟!.. هل هي حمرة الفجر طالعة على ضفاف نهر النيل؟! أم أن اللغة العربية أقرب إلى قوس قُزح يجمع الواناً زاهية مبهرة . إذا شبهت اللغة العربية بصوتٍ فأي صوت تكون هل هي خرير الجدول وقصف الرعد أم ترنيمة البلبل وهديل الحمامة، هل هي أصداء المآذن وأجراس الكنائس ام أغان ساحرة تنبعث من حنجرة فيروز... أن اللغة العربية أقرب إلى سيمفونية تتألف من أصوات جذابة رنانة. وإذا شبهت اللغة العربية بإنسان فأي إنسان تكون .. هل هي لغة عنترة بن شداد الذي يخرج من كنفه مقترناً بالبطولات العربية الأصيلة، أم لغة شهر زاد الراوية التي حكت حكايات كثيرة مفعمة بالذكاء والحكمة، هل هي بمثابة صبي ذي أضراس قوية ومعدة سليمة تقدر على ابتلاع كل شيء جديد نافع... هذه اسرار أطرحها على اللغة العربية فتجيبني؟! أن البحر في أحشائه الدرُ كامن فهل سألوا الغواص عن صدفاته ". هذه المقدمة ليست أنشودة المطر لبدر شاكر السياب، ولا مقدمة أبن خلدون، و ليست نبض الحروف لأنيس منصور، ولا الفراديس وأبجدية الروح للدكتور عبد العزيز المقالح، وليست ترنيمات عبدالله البردوني، ولا بلاغة عائض القرني، وفصاحة محمد العريفي، وليست وصية من وصايا لقمان الحكيم، ولكنها تعبيراً صادقاً وخطاباً نابعاً من قلب شابة صينية عشقت اللغة والأدب العربي كعشق الأرض لنزول المطر.. لم يكن خطاباً مُعداً أو مجهزاً كما يعتاد عليه الكثير من الخطباء والشعراء والأدباء، ولكنه كان خطابا ًمرتباً ذا دلالات لغوية وبعد إنساني تميز بسلامة النطق وقوة المعنى جُسد فيه قول المستشرقة الألمانية زيفر هونكه :" كيف يستطيع الإنسان أن يُقاوم جمال هذه اللغة ومنطقها السليم، وسحرها الفريد، فجيران العرب أنفسهم في البلدان التي فتحوها سقطوا صَرْعَى سحر تلك اللغة ". عندما يجتمع الجمال والطبيعة والإبداع فأنه يولد ذائقة أدبية متفردة تقاوم الطبيعة وتتحدى الخيال وتجعل من المستحيل واقعاً والخيال حقيقة، هذا ما جسدته الشابة الصينية التي اختارت لنفسها أسماً عربياً " آمنة" وتدرس في المستوى الثالث في كلية اللغة العربية بجامعة بكين واستطاعت أن تتقن اللغة العربية كتابةً ونطقاً خلال فترة وجيزة لا تتجاوز السنتين وبضعة اشهر وحازت على المرتبة الأولى في مسابقة فن الخطابة باللغة العربية على مستوى العاصمة الصينية "بكين" وعبرت عن مدى حبها للغة العربية والأدب العربي كما وصفتها في خطابها البديع الذي منح للغة العربية مكانتها وكينونتها وأهميتها في بلد تعداد سكانه مليار و 300 مليون نسمة يتكلمون اللغة الصينية. تمكنت الشابة الصينية (آمنة) من إعداد وتقديم هذه الذائقة الأدبية المتفردة بروائع الدرر ونفيسها للغة العربية التي تشبه في نغماتها صوت آلة العود إذا نقرت على أحد أوتاره رنت لديك جميع الأوتار وخفقت، ثم تُحَرَّك اللغة في أعماق النفس من وراء حدود المعنى المباشر مَوْكباً من العواطف والصور الجميلة، فقد هيجت أشجاننا ونثرت على مسامعنا أجمل وأعذب الكلمات بأسلوب بديع ولغة فصحى وصوت رنان ممزوج بعنفوان وشموخ كبيران واعتزاز لما حققته من إنجاز على صعيد اللغة العربية وسط ذهول الوفد العربي المشارك في الملتقى الثاني للشباب العربي بالصين الذي بدا عليهم علامات الذهول والدهشة من قدرة الطالبة الصينية على الحديث بهذا المستوى والأسلوب الراقي مما جعلها تتخاطب وتتواصل مع العالم العربي مهد الحضارة وأصل الثقافات، لتؤكد أن هناك أناس يقدرون اللغة والأدب العربي في وقت يتفاخر العرب بهجرانها والتنافس على تعلم الآداب واللغات الأخرى كالإنجليزية والفرنسية... كان وقع ذلك على أعضاء الوفد العربي كبيرا لدرجة ان بعضهم ذرف الدموع ووقف إجلالاً وإكباراً واحتراماً لهذه الفتاة التي علمت الوفد العربي درساً في كيفية الحفاظ على اللغة العربية التي قال فيها المستشرق الألماني اوجست فيشر "إذا استثنينا الصين فلا يوجد شعب أخر يحق له الفخر بوفرة كتب علوم لغته غير العرب" . منذ أن تنكر الزمن للغة العربية وقلب لها ظهر المجن وسلط عليها هولاكو التتري الذي دمر بغداد، وألقى بكتب مكتبتها الزاهرة في نهر دجله سنة 656 للهجرة، وعلى الرغم من الاهتمام البالغ باللغة العربية في عصرنا الحاضر فإن هناك أخطاء شائعة شاعت لها خطورتها على ألسنة كثير من الأدباء والشعراء والمؤلفين والمعلمين والإعلاميين، وساهمت هذه الأخطاء في تشويه وإيذاء العربية والترويج للأفكار والألفاظ التي تحرف كلماتها وتغير معانيها، إلا إن ما شاهدناه ولمسناه في كلية اللغة العربية في جامعة بكين ومستوى التعليم فيها يعيد لنا الثقة والأمل بأن مستقبل اللغة العربية في الصين في تقدم وازدهار و قادرة على الانتشار والمنافسة في جنوب وشرق آسيا وستساهم في تعزيز الحوار بين الحضارات و الثقافات المختلفة بين الشعوب . الشابة الصينية (آمنة)، ومثلها الطلاب الصينيون الذين أطلقوا على أنفسهم أسماء عربية كـ عـلي و ريم وعائشة ومثلهم الكثير الذين قدموا لنا نماذج من فن الإلقاء و الخطابة باللغة العربية تحت عنوان " اللغة العربية نصيحتي" عبرت عن مدى إعجابهم واهتمامهم لاكتساب مهارة الحديث باللغة العربية التي وصوفها بأنها لغة الأدب والفن والثقافة والأصالة والمعاصرة، ولغة التواصل بين الحضارتين العربية - والصينية التي تمتد إلى آلاف السنين والتي تربطهما علاقات تاريخية مشتركة منذ تجارة الحرير البري والبحري قبل الإسلام ، ومنهم الطالبة المسلمة عائشة التي قالت ان سبب تعلمها للغة العربية ليس من أجل الحصول على وظيفة ولكن من أجل التواصل مع العالم العربي والإسلامي وخصوصاً أن اللغة العربية تتميز بأنها لغة القرآن الكريم الذي تحب قراءته وسماعه باستمرار حسب قولها. لم تقتصر جلسة الحوار العربي – الصيني في كلية اللغة العربية بجامعة بكين الذي ساهم في إعادة تأهيلها وترميمها سمو الشيخ الراحل زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه ، على فن الخطابة والإلقاء فقط بل كان للفن والغناء العربي حضوراً بالكلية وبأصوات صينية، حيث صدحت الطالبة الصينية التي أطلقت على نفسها (ريــــم) من سماء العاصمة الصينية بكين بأغان عربية أصيلة للفنانة الكبيرة فيروز الشرق " أخر أيام الصيفية " عبرت من خلالها عن العواطف الجياشة والأحاسيس المرهفة والحروف السليمة وحسن الأداء والصوت الجميل والإبداع الشامل والكامل على كل أصعدة اللغة والفنية، نالت إعجاب واستحسان الحاضرين. تخلل جلسات الحوار والنقاش بين وفد الشباب العربي وطلاب الكلية قصائد شعرية مقدمة من الشاعر اليمني الشاب محمد محمد ابراهيم الذي أهداها لطلاب اللغة العربية، والتي علق عليها عميد الكلية شوي تشينغ ، مشيرا إلى قصائد للشاعر اليمني الكبير عبدالله البردوني، مستعرضاً وضع الكلية ومراحل تأسيسها وعدد الطلاب المتخرجين والبالغين قرابة المائتينمنذ التأسيس وطبيعة الدارسة للغة والأدب العربي المعاصر والقديم، والأنشطة والفعاليات الفنية والثقافية والأدبية التي ينفذها المركز في سبيل تعزيز وتطوير العلاقات العربية – الصينية. تبقى اللغة أهم أدوات التعبير والتفاهم بين الإنسان والحضارات ويبقى في مقدور العقل البشري استيعاب أكثر من لغة والحديث بعدد منها    

alsaudiatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

آمنة صينية تجدد مجد العربية في بكين وريم نسخة صينية من فيروز بأبهتها الغنائية آمنة صينية تجدد مجد العربية في بكين وريم نسخة صينية من فيروز بأبهتها الغنائية



GMT 15:16 2023 الأربعاء ,04 تشرين الأول / أكتوبر

46% من القراء السعوديين يفضلون المجلات والجرائد الورقية

GMT 08:09 2023 الثلاثاء ,03 تشرين الأول / أكتوبر

فتح باب جوائز الشارقة الدولي للكتاب 2023 وترجمان

GMT 08:03 2023 الثلاثاء ,03 تشرين الأول / أكتوبر

الأزهر يحذر من 6 أخطاء أثناء أداء مناسك الحج

GMT 19:32 2021 السبت ,23 كانون الثاني / يناير

وفاة الأديب والصحفي السعودي عبد الله مناع

GMT 17:49 2021 السبت ,23 كانون الثاني / يناير

وفاة الروائي السوداني إبراهيم إسحق

إطلالات متنوعة وراقية للأميرة رجوة في سنغافورة

سنغافورة - السعودية اليوم

GMT 13:27 2017 الأربعاء ,04 تشرين الأول / أكتوبر

الجيش الجزائري يدمر مخبأ للمتطرفين في محافظة بومرداس

GMT 05:13 2017 الأحد ,14 أيار / مايو

عِبْرة في زحام الخبرة

GMT 03:10 2016 السبت ,17 كانون الأول / ديسمبر

"فورسيزونز" تفتتح فندقها على جزيرة في المالديف

GMT 04:58 2017 الأحد ,27 آب / أغسطس

مايا خليفة تسخر من تهديدات "داعش" لها

GMT 09:46 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الثور 6 أكتوبر/ تشرين الأول 2020

GMT 06:15 2020 الثلاثاء ,08 أيلول / سبتمبر

أسعار الذهب في السعودية اليوم الثلاثاء 8 سبتمبر 2020

GMT 05:36 2020 الثلاثاء ,23 حزيران / يونيو

معلومات مهمة عن السياحة في باريس 2020

GMT 23:12 2020 الثلاثاء ,05 أيار / مايو

إسرائيل تتوعد بقصف سورية من جديد
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
alsaudiatoday alsaudiatoday alsaudiatoday
alsaudiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab