صناعة وزخرفة مقابض أدوات الطعام حرفة جزِّينيَّة تتلاشى
آخر تحديث GMT12:42:50
 السعودية اليوم -

صناعة وزخرفة مقابض أدوات الطعام حرفة جزِّينيَّة تتلاشى

 السعودية اليوم -

 السعودية اليوم - صناعة وزخرفة مقابض أدوات الطعام حرفة جزِّينيَّة تتلاشى

بيروت - رياض شومان

يجلس العجوز الثمانيني جوزيف عون في محترفه الصغير في سوق السد التراثي في مدينة جزين الجنوبية اللبنانية،  حيث يمضي معظم وقته منكباً على تشكيل قطع خشبية وتلبيسها بالعاج المطعم بالذهب وتحويلها قطعة فنية مزخرفة لتكون مقبضاً لملاعق او سكاكين او شوك طعام تزين الموائد في لبنان والمغتربات، او تزدان بها البيوت من ضمن ما تفاجئ به زائريها من تحف وقطع فنية وحرفية القاسم المشترك بينها جميعا "صنع في جزين". هي الحرفة الجزينية التي ذاع صيتها وتخطت شهرتها حدود لبنان الى العالم كله حرفة اهديت لملوك ورؤساء وقادة عرب واجانب لتأخذ موقعاً متقدماً في بيوتهم وعلى موائدهم وفي ثمين مقتنياتهم. ها هي اليوم تفقد وهجها وتكاد تتلاشى تحت طبقات من الغبار التي تغطي هذه القطع المعروضة في ما تبقى من محترفات ومحال تعرضها، بسبب تراجع الاقبال عليها من جهة، والاهمال الرسمي وغياب الدعم اللازم لإستمراريتها من جهة ثانية. يوضح جوزيف، وهو رئيس "تعاونية الحرفيين في جزين" أن هذه الصناعة كانت مورد رزق نصف اهالي جزين، وعادة ما كان الكثيرون هنا يتنافسون لابتكار الرسوم والزخارف التي تزين مقابض ادوات الطعام او السيوف لتأخذ اشكال طاووس او عصفور او سمكة او وزة وغيرها، ولتصبح لاحقا واحدة من أفخم الهدايا التي تقدم للشخصيات والرؤساء . ويشير الى أنه " من اصل 150 محترفا ومؤسسة كانت موجودة قبل أكثر من عقدين من الزمن في جزين، لم يتبق حاليا سوى 15 مؤسسة تعنى بالصناعات الحرفية الجزينية التقليدية يعمل في كل منها بين شخصين أو3 ، والسبب غياب الدعم الرسمي لهذه الحرفة وتراجع الاهتمام بها ، فما تقدمه وزارتا الثقافة والسياحة للصناعة الجزينية صفر. ومنذ سنتين قدمت طلبا الى وزارة الشؤون ليدعمونا ، وطلبوا مني المستندات وقدمتها وما زلنا عند الصفر!. وبالنسبة للبلدية لا امكانيات لديها لتدعمنا وانا حاولت كثيرا مع كل وزراء المالية الذين تعاقبوا على الدولة اللبنانية بان هذه الحرفة هي مسؤولية الدولة لأنها صناعة جزينية مشهورة من التراث اللبناني الأصيل" . ويتساءل "لماذا لا يكون هناك دعم دائم لها، على غرار دعم مزارعي التبغ مثلاً؟ نحن لا نطلب منهم حسنة ولكن ان يساهموا في احياء وتنشيط هذه الحرفة بتشجيع الطلب عليها. ويتابع عون: "في الماضي كان يأتي رئيس جمهورية او رئيس وزراء او ملك او يأتي البابا فيقدمون له هدية من الصناعة الجزينية.اما اليوم فلا احد يهتم ". ويتوقف عون عن متابعة عمله لبعض الوقت ثم ينظر الى لوحة على الحائط جمع فيها صورا له في بلدان عدة من العالم قبل عقود خلت، مع زعماء ورؤساء وفنانين ومشاهير فيقول: منذ العام 1965 جِلتُ بهذه الحرفة الجزينية الأصيلة العالم من اوروبا وحتى دولها الاسكندينافية، والتقيت شخصيات عدة وكونت معارف وصداقات. كانت هذه الحرفة هي التي تعرّف عني وعن لبنان. لكن خفت وهج وألق هذه الصناعة وتراجع عدد العاملين فيها بعدما توارثناها أباً عن جد.

alsaudiatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

صناعة وزخرفة مقابض أدوات الطعام حرفة جزِّينيَّة تتلاشى صناعة وزخرفة مقابض أدوات الطعام حرفة جزِّينيَّة تتلاشى



GMT 15:16 2023 الأربعاء ,04 تشرين الأول / أكتوبر

46% من القراء السعوديين يفضلون المجلات والجرائد الورقية

GMT 08:09 2023 الثلاثاء ,03 تشرين الأول / أكتوبر

فتح باب جوائز الشارقة الدولي للكتاب 2023 وترجمان

GMT 08:03 2023 الثلاثاء ,03 تشرين الأول / أكتوبر

الأزهر يحذر من 6 أخطاء أثناء أداء مناسك الحج

GMT 19:32 2021 السبت ,23 كانون الثاني / يناير

وفاة الأديب والصحفي السعودي عبد الله مناع

GMT 17:49 2021 السبت ,23 كانون الثاني / يناير

وفاة الروائي السوداني إبراهيم إسحق

إطلالات متنوعة وراقية للأميرة رجوة في سنغافورة

سنغافورة - السعودية اليوم

GMT 01:25 2017 الأربعاء ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

رائد محسن يكشف كيفية تربية الأطفال بالطرق الصحيحة

GMT 17:06 2018 الإثنين ,03 أيلول / سبتمبر

جرائم الكيان المعنوي للحاسب الآلي

GMT 12:53 2017 الأحد ,29 تشرين الأول / أكتوبر

مدرب النصر يمنح حسام غالي الفرصة الأخيرة لتحسين الأداء

GMT 04:43 2017 الجمعة ,20 تشرين الأول / أكتوبر

مجموعة ساحرة من خواتم الأصبعين الثنائية من

GMT 11:18 2021 السبت ,30 كانون الثاني / يناير

أغلى السيارات التي طرحت عبر تاريخ الصناعة

GMT 14:22 2020 الجمعة ,25 أيلول / سبتمبر

وفاة شقيق الفنان محمود حميدة

GMT 22:52 2020 السبت ,02 أيار / مايو

أبرز 6 شخصيات عربية على موقع "يوتيوب"

GMT 08:20 2019 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

!الوهم الأبیض
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
alsaudiatoday alsaudiatoday alsaudiatoday
alsaudiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab