الدمج الثقافى سلاح الدعم للقوى الناعمة لـ عرب 48 ضد إسرائيل
آخر تحديث GMT12:42:50
 السعودية اليوم -

الدمج الثقافى سلاح الدعم للقوى الناعمة لـ عرب 48 ضد إسرائيل

 السعودية اليوم -

 السعودية اليوم - الدمج الثقافى سلاح الدعم للقوى الناعمة لـ عرب 48 ضد إسرائيل

الدمج الثقافى سلاح الدعم للقوى الناعمة
بلال رمضان - العرب اليوم


قال الناقد الكبير الدكتور صلاح فضل، إن ما فعلته إسرائيل مع الفنانة الفلسطينية دلال أبو آمنة، وادعائها بأنها تمثل إسرائيل فى مهرجان القلعة للموسيقى، هو أمر ليس بجديد منذ تأجج الصراع العربى الصهيونى، مؤكدا على أن الدمج الثقافى هو سلاح الدعم للقوى الناعمة فى عرب 48 فى ظل صمودهم وحفاظهم على هويتهم.

وأوضح صلاح فضل  أنه على اختلاف مراحل الصراع العربى الصهيونى كانت العواصم العربية وخاصة القاهرة هى المتنفس الذى يعلن فيه المبدعون الخاضعون لعمليات التجريد والتفتيش والقمع وكبت الهوية من عرب 48 يلجأون إلى القاهرة، ليعلنوا هويتهم ومقاومتهم ويتمسكوا بعروبتهم المطحونة، وعرفنا ذلك منذ جاء الشاعر محمود درويش واحتفى به المثقفون العرب فى مصر وعلى رأسهم مكتشف شعريته رجاء النقاش، وبدأت موجة شعر المقاومة الفلسطينى التى شاركه فيها سميح القاسم، وغيرهم، ثم حدثت انعطافة خطيرة بعد اتفاقية كامب ديفيد وانتعش الأمل لدى إسرائيل أن تفرض بالقوة تطبيعيا ثقافيا يتوازى مع التطبيع السياسى الذى نجم عن الاتفاقية.

وتابع صلاح فضل: زارنا فى هذه الفترة إيميل حبيب فى معرض القاهرة الدولى للكتاب، وحاول أن يدعو المفكرين والمبدعين فى مصر لكى يمدوا أيديهم لإنقاذ إخوانهم فى فلسطين المحتلة، لكننا حينئذ كنا نخوض معركة عنيفة لتنحية الأستاذ ثروت أباظة عن رئاسته لاتحاد الكتاب نظرا لدعمه لهذا التطبيع وانصياعه لرغبة الرئيس السادات، قمنا مع سعد الدين وهبة وبهاء طاهر وآخرين بإحداث انقلاب فى اتحاد الكتاب لتصحيح الوضع وبنى المصريون على وجه التحديد جدارا معنويا صلبا ضد التطبيع اشتركت فيه جميع النقابات المهنية من مهندسين وأطباء ومعلمين وغيرهم ووضعوا سدا عظيما أمام التطبيع الإسرائيلى.

وأضاف صلاح فضل: ولازلت أذكر مثلا عندما أرسل مناحم بيجن طائرة خاصة لتقل كوكبة من المثقفين المصريين لتناول العشاء معه شخصيا فى تل أبيب، وكيف أحرج فاروق حسنى، وجابر عصفور الذى كان أمينا عاما للمجلس الأعلى للثقافة من هذا الطلب، وانضممت إليهم لأقوى عزيمتهم فى الرفض الكامل لهذه الدعوة، وعادت الطائرة فارغة لا تحمل سوى شخص أو شخصين، ومازلت أذكر أيضا أنه فى هذه الأثناء حدث أن اختفى البيض  من المجمعات الاستهلاكية لمدة أسبوع مثلا، ثم غمر الأسواق دفعة واحدة، فهبت ربات البيوت لشراء كراتين البيض لأطفالها، فى الوقت ذاته الذى انتشر فيه شائعة أن هذا البيض جاء من إسرائيل، فألقت كل ربة بيت بالبيض على الأرض، وتحنت شوارع القاهرة بالبيض الذى أشيع أنه إسرائيلى وفضلت ربات البيوت حرمان الأطفال من البيض المشبوه بنكهة إسرائيلية.

وقال صلاح فضل: هذه الأمثلة أسوقها لكى أبرهن على أن المناعة المصرية ضد التطبيع والرفض الحقيقى لكل مظاهره أصبح جزاء حميما من تاريخنا الثقافى المعاصر، وأصبحت عادة القاهرة أن تحتضن كل إخوتها من الفلسطينيين دون أن تذهب إلى أرضهم المحتلة ما دامت تعبر أمام كشك الحدود الإسرائيلى.

وأضاف صلاح فضل: حاول البعض أن يكسر هذا الحصار فلم يستطع، ولحقه رزاز العار، مثل على سالم، وذلك لأمر بسيط، هو أننا فى ضميرنا القومى، لا نعادى السلام على الإطلاق، لكن الصهاينة منذ مولد دولتهم حتى الآن لم يتخلوا أبدا عن شعارهم الذى أعلنوه أن دولتهم لابد أن تمتد من النيل إلى الفرات أرضك الموعدة يا إسرائيل، وتسببوا بذلك فى تجميد معاهدات السلام وتفريغها من معناها الحقيقى، ولازالوا حتى اليوم، عندما أصدروا بالأمس القريب قانون الهوية اليهودية يصرون على مشروعهم فى محوا الشخصية الفلسطينية وتصفية قضيتها والاستمرار فى العداء التاريخى مع العروبة وجميع الأقطار العربية.

ورأى صلاح فضل أن هذه المناورة التى يصنعها الإعلام الإسرائيلى، لكى يجعل من زيارة فنانة فلسطينية عربية إلى القاهرة، وشدوها فى رحاب القلعة مظهرا للتطبيع فاشلة ولا جدوى منها، ولن تستطيع على الإطلاق أن تنزع من قلب كل مصرى وطنى وعربى قومى عداءه للصهيونية التى تحاربه، فإسرائيل قتلت بالأمس أكبر عالم سورى الدكتور إسبن رئيس مجموعة البحث العلمى لتطوير الصواريخ البالستية، وهى التى قتلت من قبل علماء الذرة المصريين، ودمرت المفاعل الذرى العراقى، وتتبع سياسية ممنهجة فى تقليم أظافر العرب العلمية والإبداعية والعسكرية ما استطاعت إلى ذلك سبيلا، لكى تظل هى الدولة المهينة تحت جناح راعيتها الكبرى الولايات الأمريكية المتحدة على أقدار العالم العربى بأكلمه، ولا يمكن لأى جيل يأتى ويدرك هذه الأبعاد أن يستسلم لمسعاها فى إلغاء هويته، ومحو شخصيته والخضوع الذليل للهيمنة الصهيونية.

وقال صلاح فضل: أما فيما يتصل بالمبدعين العرب تحت الاحتلال الصهيونى، وقد امتدت مساحتهم الآن من منطقة 48 إلى الضفة الغربية بأكملها تقريبا، أن نعزز مقاومتهم الباسلة، ونؤكد صمودنا معهم لتغيير وجه التاريخ المفروض علينا معا، ونستقبل بكل ترحاب من يأتى إلينا منهم، لكننا نعزف تماما عن أن نكون أداة للتطبيع مع العدو الإسرائيلى أو إضفاء المشروعية على التهامه للقدس كعاصمة موحدة له، أو غض النظر عن افتراسه للحقوق المشروعة للشعب الفلسطينى المناضل.

وحول طريقة الإدماج الثقافى، فرأى صلاح فضل أنها تتمثل فى احتضانهم والترحيب بهم عندما يجيئون وتزويدهم بكل ما يحتاجون إليه عن بعد وليس بالزيارة أو التطبيع من أسلحة مادية ومعنوية خاصة ما تتسم به القوى الناعمة الفكرية والأدبية والفنية حتى يظلوا محتفظين بهويتهم لا تزيدهم التحديات إلا إصرارا وصلابة.

وأشار صلاح فضل إلى أنه يسخر كثيرا من بعض الجهلة بالتاريخ ممن يقلون مثلا بأن يهود خيبر كانوا يعيشون فى المدينة المنورة، وأن المسلمين كانوا يتعايشون معهم، فليس عداؤنا مع اليهود على الإطلاق لأننا نحترم الأديان، لكن العداء الأساسى كان مع المشروع الصهيونى الذى أصبح واقعا استعماريا استيطانيا يقفأ عين العالم كلها، وانتهى به الأمر لتشكيل المجتمع الإنسانى الوحيد، على وجه الكرة الأرضية الآن المتسم بالعنصرية الكريهة وهو إلى زوال بكل تأكيد مهما كانت الظروف فى المستقبل.

وختم صلاح فضل تصريحاته قائلا: نحن الآن فكريا بصدد تجديد وتنمية مفهوم العروبة لكى يتم تحديث الفكر القومى بطريقة عصرية ملائمة تحفظ للأمة هويتها، وتتجاوز عن أخطائها التاريخية السابقة وتبنى مستقبلها على أساس الديمقراطية والتعددية والسلام.

 

alsaudiatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الدمج الثقافى سلاح الدعم للقوى الناعمة لـ عرب 48 ضد إسرائيل الدمج الثقافى سلاح الدعم للقوى الناعمة لـ عرب 48 ضد إسرائيل



إطلالات متنوعة وراقية للأميرة رجوة في سنغافورة

سنغافورة - السعودية اليوم

GMT 13:27 2017 الأربعاء ,04 تشرين الأول / أكتوبر

الجيش الجزائري يدمر مخبأ للمتطرفين في محافظة بومرداس

GMT 05:13 2017 الأحد ,14 أيار / مايو

عِبْرة في زحام الخبرة

GMT 03:10 2016 السبت ,17 كانون الأول / ديسمبر

"فورسيزونز" تفتتح فندقها على جزيرة في المالديف

GMT 04:58 2017 الأحد ,27 آب / أغسطس

مايا خليفة تسخر من تهديدات "داعش" لها

GMT 09:46 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الثور 6 أكتوبر/ تشرين الأول 2020

GMT 06:15 2020 الثلاثاء ,08 أيلول / سبتمبر

أسعار الذهب في السعودية اليوم الثلاثاء 8 سبتمبر 2020

GMT 05:36 2020 الثلاثاء ,23 حزيران / يونيو

معلومات مهمة عن السياحة في باريس 2020

GMT 23:12 2020 الثلاثاء ,05 أيار / مايو

إسرائيل تتوعد بقصف سورية من جديد

GMT 04:06 2019 الجمعة ,18 تشرين الأول / أكتوبر

جزيئات صغيرة من البلاستيك تلوث الشواطئ في نورفولك

GMT 15:03 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

جوارديولا يُشيد بقدرة مانشستر سيتي على هزيمة توتنهام بهدف

GMT 11:13 2017 الخميس ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

"السر المعلن"..
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
alsaudiatoday alsaudiatoday alsaudiatoday
alsaudiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab