نغمات الناي تأسر القلوب في كل مكان ومنذ قديم الأزمان
آخر تحديث GMT12:42:50
 السعودية اليوم -

نغمات الناي تأسر القلوب في كل مكان ومنذ قديم الأزمان

 السعودية اليوم -

 السعودية اليوم - نغمات الناي تأسر القلوب في كل مكان ومنذ قديم الأزمان

برلين - العرب اليوم

يعتبر الناي أقدم آلة موسيقية على الإطلاق، إذ تمكنت نغماته من فرض نفسها في موسيقى ثقافات مختلفة. كما للناي أنواع واستخدامات متعددة، في الطقوس الدينية وفي الموسيقى الشرقية وحتى لدى الرعاة. نبذة عن تطور هذه الآلة الموسيقية تختلف أنواع وأشكال الناي، فمنها ما يُصنع من الخشب أو من القصب أو النحاس أو من العظام مثلا. ويعتبر الناي أقدم آلات النفخ الموسيقية على الإطلاق والتي تحظى بشعبية كبيرة في عدد من الدول أيضا. ولقد كانت نغمات الناي جزءا مهما في الطقوس الدينية للرهبان البوذيين مثلا، كما يستخدموها الرعاة في الرعي وتُستخدم كذلك في الكنائس. باختصار: لا توجد هناك آلة موسيقية تتميز بالتنوع في النغمات والاستخدامات مثل الناي. في هذا الصدد، يقول الموسيقار فولفغانغ ميرنغ "حتى تتمكن من التعرف على كل هذه الاختلافات، لابد أن تكون خبيرا". ويوضح أن هناك مثلا أنواع من الناي طولية أو عرضية الشكل وناي المنقار وآخر بيد واحدة، مع أو بدون انشطار، مع أو بدون ثقوب الإصبع. كما أن هناك تسميات ومفردات متعددة مثل "الكافال" و"القنا" و"البيول" و"الشاكوهاشي". وكل هذا "يجعل شخصا عاديا يشعر بالدوار عند سماع هذا الكم الكبير من المفردات المرتبطة بالناي." ومن أجل التعريف بالناي وتقريبه للجماهير الشعبية قام ميرنغ مؤخرا بدعوة عازفي الناي من 15 دولة للمشاركة في تجربة "سحر الناي". وكان للعازفين الموهوبين، الذين جاؤوا من جميع أنحاء العالم، أربعة أيام للتحضير قبل العزف في مهرجان رودولستدت العالمي للموسيقى 2013 . وقد قام العازفون أيضا بتلقين الجمهور الحاضر المبادئ الأولية لعزف الناي بشتى أنواعه. تاريخ عريق في ألمانيا وبريطانيا وكانت الألمانية هايكه ميرتسنغ أيضا من المشاركات في تجربة "سحر الناي". وقد تعلمت هايكه العزف على الناي في المدرسة وظلت منذ ذلك الحين وفية له. وتعزف الآن الموسيقى الشعبية وموسيقى الجاز وتحيي بذلك عادات ضاربة في التاريخ في ألمانيا، حيث كان العزف على الناي منتشرا بين جميع طبقات المجتمع. وكانت نغمات الناي حاضرة دائما في الأسواق والحانات ومختلف المهرجانات والاحتفالات الشعبية. وفي تلك الأثناء، قام عمالقة الموسيقى على غرار باخ وهاندل أو فيفالدي بترجمة هذه الأنغام إلى ألحان مكتوبة. وكذلك في بريطانيا كان العزف على الناي منتشرا، فآلات العزف التي يطلق عليها اسم "تين ويسل" (Tin Whistle) كانت منتشرة على نطاق واسع وسهلة التعلم أيضا. ويعتبر الايرلندي آلان دوهرتي من أشهر العازفين في العالم، حيث استمع الملايين إلى معزوفاته في الفيلم الشهير "سيد الخواتم" (The Lords of the Rings). ويقول دوهرتي عن الناي بأنه "آلة عزف قوية". ويضيف قائلا: "كان العازفون يقدمون عروضهم في الحانات دون استخدام ميكروفون، ولهذا كان عليهم أن يعزفوا بصوت عالي حتى يحصلوا على بعض النقود". وأحيانا كانوا يحصلون بدلا عن النقود على بعض البيرة. ويقول دوهرتي في هذا الصدد: "موسيقى الناي لديها طابع اجتماعي ونحن نعشق الرقص والغناء، إلاّ أن هذا لم يكن دائما يروق للكنيسة الكاثوليكية. "ولذلك كانت فرق العزف تضطر في بعض الأحيان إلى إقامة الاحتفالات بعيدا عن الأنظار وفي أماكن بعيدة." ويضيف دوهرتي: "لحسن الحظ انتهت هذه الفترة، عندما استطاعت فرق عزف مرموقة مثل ذي شيفتينز (The Chieftains) وجيثرو تال (Jethro Tull) أن تجعل نغمات الناي مقبولة في المجتمع." أما في تركيا فقد كانت موسيقى الجماعات الصوفية، التي كانت تعتمد بشكل كبير على الناي، محظورة لفترة طويلة. فبعد إلغاء الخلافة العثمانية في تموز/ يوليو عام 1923 وإعلان الجمهورية التركية بقيادة كمال أتاتورك تم حظر كل التقاليد القديمة، بما في ذلك الموسيقى الصوفية. وفي هذا الصدد يقول قدسي إرغونر "لقد انتظرت الموسيقى الصوفية حتى الثمانينات لتعود بقوة من جديد، وذلك بعد أن ازدهرت السياحة وكانت هناك حاجة ماسة لتقديم تراث ثقافي للضيوف الأجانب." ويكافح العازف التركي منذ سنوات جاهدا من أجل الحفاظ على هذا الإرث الثقافي من الاندثار. وقد انتشرت آلة الناي في شمال أفريقيا والشرق الأوسط وإيران وأصبح من الآلات الأساسية في الموسيقى العربية. ويتميز الناي في هذه المناطق بنغماته الحزينة المميزة. ويصدر الناي النغمات بدقة كبيرة، لذا فغالبا ما يستخدم العازف أكثر من آلة ناي لتغطية ما تحتاجه المقطوعة الموسيقية من نغمات مختلفة. ومن قواعد العزف على هذه الآلة أن يوضع الناي على جانب الفم ثم ينفخ الهواء فيه، وعلى حسب قوة النفخ يُمكن التحكم في طبقة النغمات. لكن من الصعب العزف على الناي الذي تستخدمه قبيلة بيول الإفريقية التي تعيش بين جنوب السنغال والكاميرون في الصحراء وتعتمد على تربية الماشية. ويستخدم الرعاة نغمات الناي لاجتذاب الحيوانات المفقودة. كما يستخدم الناي أيضا في الاحتفالات العائلية والمناسبات الخاصة الأخرى في القرى. ولكن ياكوبا ماموني من نيجريا يعرب عن أسفه أن عددا قليلا فقط يمكنهم العزف على هذه الآلة، لافتا إلى أن "الأمر يحتاج لسنوات، حتى يتمكن المرء من عزف مقطوعة بسيطة"، على حد تعبيره. ولكن ورغم ذلك يبقى لنغمات الناي سحر مميز في موسيقى الكثير من الثقافات. خدمة DW

alsaudiatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نغمات الناي تأسر القلوب في كل مكان ومنذ قديم الأزمان نغمات الناي تأسر القلوب في كل مكان ومنذ قديم الأزمان



GMT 15:16 2023 الأربعاء ,04 تشرين الأول / أكتوبر

46% من القراء السعوديين يفضلون المجلات والجرائد الورقية

GMT 08:09 2023 الثلاثاء ,03 تشرين الأول / أكتوبر

فتح باب جوائز الشارقة الدولي للكتاب 2023 وترجمان

GMT 08:03 2023 الثلاثاء ,03 تشرين الأول / أكتوبر

الأزهر يحذر من 6 أخطاء أثناء أداء مناسك الحج

GMT 19:32 2021 السبت ,23 كانون الثاني / يناير

وفاة الأديب والصحفي السعودي عبد الله مناع

GMT 17:49 2021 السبت ,23 كانون الثاني / يناير

وفاة الروائي السوداني إبراهيم إسحق

إطلالات متنوعة وراقية للأميرة رجوة في سنغافورة

سنغافورة - السعودية اليوم

GMT 01:25 2017 الأربعاء ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

رائد محسن يكشف كيفية تربية الأطفال بالطرق الصحيحة

GMT 17:06 2018 الإثنين ,03 أيلول / سبتمبر

جرائم الكيان المعنوي للحاسب الآلي

GMT 12:53 2017 الأحد ,29 تشرين الأول / أكتوبر

مدرب النصر يمنح حسام غالي الفرصة الأخيرة لتحسين الأداء

GMT 04:43 2017 الجمعة ,20 تشرين الأول / أكتوبر

مجموعة ساحرة من خواتم الأصبعين الثنائية من

GMT 11:18 2021 السبت ,30 كانون الثاني / يناير

أغلى السيارات التي طرحت عبر تاريخ الصناعة

GMT 14:22 2020 الجمعة ,25 أيلول / سبتمبر

وفاة شقيق الفنان محمود حميدة

GMT 22:52 2020 السبت ,02 أيار / مايو

أبرز 6 شخصيات عربية على موقع "يوتيوب"

GMT 08:20 2019 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

!الوهم الأبیض
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
alsaudiatoday alsaudiatoday alsaudiatoday
alsaudiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab