موسكو تقلص حصة النفط في ميزانية السنوات المقبلة
آخر تحديث GMT12:42:50
 السعودية اليوم -

موسكو تقلص حصة النفط في ميزانية السنوات المقبلة

 السعودية اليوم -

 السعودية اليوم - موسكو تقلص حصة النفط في ميزانية السنوات المقبلة

موسكو تقلص حصة النفط في ميزانية السنوات المقبلة
القاهرة - سهام أبوزينه

على الرغم من «الظروف المريحة» التي وفرها ارتفاع أسعار النفط في الأسواق العالمية للاقتصاد الروسي، يبقى ارتباطه بالدولار، مثار جدل في روسيا، وتعمل الحكومة الروسية، في إطار قانون الميزانية، على تقليص دور عائدات الطاقة في الاقتصاد، وقالت مؤخرا إن عائدات القطاع ستتراجع تدريجيا خلال السنوات القادمة.

واعتمد المركزي الروسي حزمة تدابير للحد من تأثير تقلبات سعر الذهب الأسود على الاقتصاد الوطني، وشكل فائض العائدات النفطية أداة رئيسية فيها. رغم ذلك يستمر الجدل بهذا الصدد، وسط شبه إجماع بأن هذا التأثير لم يتوقف، إلا أنه بات في الآونة الأخيرة أضعف مما كان عليه خلال الأزمات السابقة.

في أعقاب اجتماعها الأخير الذي أعلنت فيه اعتمادها ميزانية العام 2020، وخطة الميزانية لعامي 2021 - 2022، قالت الحكومة الروسية، إن حصة عائدات النفط والغاز داخل الميزانية ستواصل تراجعها خلال السنوات القادمة، لكن مع ذلك ستبقى مصدراً لما يزيد على ثلث دخل الميزانية. وحسب تقديرات وزارة المالية فإن «حصة النفط والغاز في إجمالي دخل الميزانية الفيدرالية، ستتراجع من 40.8 في المائة العام 2019، حتى 35 في المائة بحلول العام 2022».

وأحالت هذه الدينامية إلى تقديرات بـ«تراجع عائدات النفط والغاز إلى الناتج المحلي الإجمالي من 7.2 في المائة العام 2019 حتى 6 في المائة العام 2022».

وأثارت هذه البيانات الجدل مجددا بشأن مدى ارتباط الاقتصاد الروسي بالعائدات النفطية. في هذا الصدد يرى أندريه ماكاروف، رئيس لجنة مجلس الدوما لسياسات الميزانية والضرائب، أن الاقتصاد الروسي لا يزال، كما في السابق، يعاني من «صدمات الطاقة»، أي التقلبات وغيرها من أزمات في أسواق النفط، إلا أن تأثره حاليا بتلك الصدمات «بات أضعف بثلاث مرات عما كان عليه خلال الأزمات السابقة». وفي إحاطة أعدها حول دور النفط في الاقتصاد الوطني، ونشرت وسائل إعلام روسية مقتطفات منها، عرض ماكاروف العلاقة بين صادرات النفط والناتج المحلي الإجمالي خلال الأزمات الأخيرة، لتأكيد وجهة نظره حول تراجع تأثير النفط على الاقتصاد الروسي، وأشار إلى أن «صادرات النفط انخفضت خلال أزمة 1997 - 1999 بما يعادل 2.3 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي، ما أدى بالتالي إلى تقلص الناتج المحلي بنسبة 10.5 في المائة، وخلال الأزمة منذ عام 2007 وحتى 2009 انخفضت صادرات النفط الروسي بمعدل 6.6 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي، ما أدى إلى انخفاضه بشكل عام بنسبة 10.8 في المائة. وتكرر الأمر ذاته خلال أزمة 2014 - 2016 حينها انخفضت صادرات النفط بمعدل 8.6 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي، والذي تراجع بدوره بنسبة 3.6 في المائة».

وفي محاولة للتأكيد على تراجع دور النفط، نشرت وزارة المالية الروسية في وقت سابق بيانات أظهرت فيها تراجع حصة عائدات النفط والغاز في دخل الميزانية، وقالت إنها شكلت 46.3 في المائة من إجمالي دخل الميزانية وفق البيانات عن العام 2018 وخلال الفترة من يناير (كانون الثاني) وحتى يوليو (تموز) 2019 شكلت 41.7 في المائة من إجمالي دخل الميزانية.

وشككت صحيفة «آر بي كا» بدقة تقديرات الوزارة، وقالت في مقدمة تقرير بهذا الصدد، نشرته نهاية أغسطس (آب) الماضي، إن «تقديرات مدى اعتماد روسيا على عائدات النفط والغاز، قد تكون أكبر (من الرسمية) إذا أضفنا لها مجمل الضرائب والرسوم التي تسددها شركات قطاع الطاقة»، وأوضحت أن «تقديرات وزارة المالية لا تشمل على سبيل المثال الضريبة على أرباح القطاع النفطي، أو ضريبة القيمة المضافة على هذه الصناعات، وغيره». ورأت الصحيفة الروسية أن 165.6 مليار روبل، قيمة الزيادة في إيرادات القطاعات غير النفطية، التي أشار إليها وزير المالية الروسي أنطون سيلوانوف مصدرها في واقع الأمر زيادة الضريبة على أرباح قطاعي إنتاج النفط والغاز، لافتة إلى أن الوزارة لا تحسب هذه الضريبة ضمن فقرات عائدات القطاع النفطي.

ورغم تشكيك البعض بالتقديرات الرسمية لدور النفط والغاز في الاقتصاد، يمكن القول إن هناك شبه إجماع حول تراجع طفيف على تأثير التقلبات في أسواق النفط على الاقتصاد الروسي. وتمكنت الحكومة الروسية من تحقيق هذه النتيجة بفضل «قواعد الميزانية» التي سمحت بالاستفادة من فائض عائدات النفط ذاته، للحد من تأثيره على الاقتصاد. ومنذ ارتفاع أسعار النفط في السوق العالمية أعلى من السعر المعتمد في الميزانية الروسية، كانت الحكومة حريصة على تحويل الجزء المعتمد من تلك العائدات إلى الميزانية، بينما خصصت الفائض لشراء العملات الصعبة من السوق المحلية، واحتفظت بها كمدخرات أو احتياطي في صندوق الرفاه الوطني، ووفرت بذلك وسادة أمان، يمكن الإنفاق منها لتمويل العجز بحال هبطت أسعار النفط مجدداً. وفي الوقت ذاته فإن عدم إدخال ذلك الفائض إلى الميزانية، وتجميده عمليا في صندوق الرفاه، دون استثماره في عمليات اقتصادية، ساهم في الحفاظ على دور لعائدات النفط، ضمن الحدود المعتمدة بموجب قانون الميزانية، وبالتالي ساعد على تراجع تأثيرها على الاقتصاد الروسي.

قد يهمك أيضًا

استقرار في أسعار النفط عقب تصريحات السعودية بعودة الإمدادات

خبراء يتنبؤون بوجود أزمة اقتصادية حادة في روسيا

alsaudiatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

موسكو تقلص حصة النفط في ميزانية السنوات المقبلة موسكو تقلص حصة النفط في ميزانية السنوات المقبلة



إطلالات متنوعة وراقية للأميرة رجوة في سنغافورة

سنغافورة - السعودية اليوم

GMT 16:19 2021 الخميس ,07 كانون الثاني / يناير

حظك اليوم برج الأسد الخميس 7 يناير/كانون الثاني 2021

GMT 18:13 2019 الثلاثاء ,15 تشرين الأول / أكتوبر

حمدي فتحي يسجل أول أهداف مصر في شباك بوتسوانا

GMT 11:25 2018 الجمعة ,26 تشرين الأول / أكتوبر

عسيري يؤكد أن الاتحاد قدم مباراة كبيرة امام الهلال

GMT 00:28 2018 الخميس ,05 تموز / يوليو

كروم 67 يدعم تطبيقات الويب المتجاوبة

GMT 15:41 2018 الجمعة ,09 شباط / فبراير

سترة الجلد تناسب جميع الأوقات لإطلالات متنوعة

GMT 14:57 2017 الجمعة ,15 كانون الأول / ديسمبر

كليب Despacito يحقق مليار ونصف مشاهدة على اليوتيوب

GMT 18:27 2017 الثلاثاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

العثور على معدات صيد في الدار البيضاء لرجل اختفى عن الأنظار

GMT 21:15 2017 الأربعاء ,04 تشرين الأول / أكتوبر

مباراة الدحيل والريان تحظى بنصيب الأسد من العقوبات

GMT 08:17 2017 الأربعاء ,27 أيلول / سبتمبر

الكويت تجدد سعيها لحل الخلافات العربية مع قطر

GMT 02:26 2017 الجمعة ,14 تموز / يوليو

نادي نابولي الإيطالي يكشف عن بديل بيبي رينا
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
alsaudiatoday alsaudiatoday alsaudiatoday
alsaudiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab