القاهرة - العرب اليوم
يحاول المؤتمر العالمي حول الفضاء الالكتروني، الذي تنطلق أشغاله اليوم الخميس في لاهاي بهولندا، الإجابة عن السؤال الكبير المتمثل في كيفية تأمين الأنترنت وتفادي وقوع المعلومات المتبادلة على الشبكة بين أيدي مجرمين مع الحفاظ على حريته وحياده.
وسيسعى ممثلو حكومات ومقاولات وفاعلون من المجتمع المدني من عشرات البلدان، من بينها المغرب، على مدى يومين للتوصل إلى توافقات كفيلة بالحفاظ على الأمن والحياة الخاصة للمستعملين مع الإبقاء على أنترنت حر ومفتوح.
كما يتعلق الأمر بتشجيع التعاون في هذا المجال وكذا السلوكيات المسؤولة داخل الفضاء الالكتروني من أجل الحفاظ على التوجه الأول للأنترنت كمحفز للتنمية والابتكار، خاصة عبر تطوير وتأمين المعاملات الاقتصادية، ومحاربة الجريمة، فضلا عن تعزيز الاستقرار العالمي.
ويؤكد منظمو هذا الحدث أن التحرك معا على المستوى العالمي سيكون السبيل الوحيد لضمان أن يبقى أهم فضاء في القرن الحادي والعشرين حرا ومفتوحا وآمنا. وبهذا الشكل، سيكون بالإمكان توظيف قدرات الفضاء الالكتروني في كليتها.
ومن بين الأهداف الرئيسية لمؤتمر لاهاي أيضا إطلاق مبادرة عالمية حول الصلابة الالكترونية ستسمح للشركاء بتبادل خبراتهم وتعزيز تعاونهم في هذا المجال.
من جهة أخرى، سيبحث المؤتمر، بالرجوع إلى توصيات مؤتمر سيول، الخروج بتوافق حول المعايير الواجب اعتمادها لتعزيز الأمن الالكتروني ومحاربة الجريمة الالكترونية ومواجهة التهديدات التي تتربص بالأمن العالمي والنهوض بنقاش دولي حول حقوق الإنسان والحياة الخاصة على الشبكة.
ويأتي مؤتمر لاهاي كاستمرارية لدوراته السابقة المنظمة بلندن وبودابست وسيول والتي أرست مجموعة من المبادئ في مجال الحكامة على الأنترنت.
ويشدد المنظمون على قناعتهم بأن مستقبل الأنترنت ينبغي أن يناقش بشكل متعدد الأطراف.
وخلال هذا الملتقى العالمي، ستتم مناقشة عدة مواضيع ترتبط بالشبكة، خاصة "السلم العالمي والأمن في الفضاء الالكتروني"، و"الجريمة الالكترونية، المحكمة المختصة والإيواء"، و"فضاء آمن للمقاولات والمواطنين"، و"الأنترنت: نحو معايير للقرن الحادي والعشرين".
ويرتقب حضور حوالي 1300 مندوب من عشرات البلدان في مؤتمر لاهاي، العاصمة السياسية لهولندا التي وقع عليها الاختيار لاحتضان هذا الحدث بسبب الحضور القوي فيها للمنظمات المتخصصة في الأمن الالكتروني والمجتمعة ضمن مجموعة دلتا للأمن في لاهاي (إيتش إس دي).
وداخل هذه المجموعة، التي تعد أكبر مجموعة للأمن في أوروبا، تشتغل المقاولات والسلطات العمومية ومراكز الخبرة معا على مواضيع الابتكار والمعارف في مجال الأمن، من أجل تنمية الأنشطة التجارية والنهوض بالتشغيل والأمن.
ومن بين منظمي المؤتمر، المركز الوطني للأمن الالكتروني، والمركز الأوروبي للجريمة الالكترونية، ووكالة التواصل والإعلام التابعة لحلف شمال الأطلسي، وأوروبول وقيادة الدفاع الالكتروني.
أرسل تعليقك