نيويورك – العرب اليوم
اكتشفت شركة فيسبوك مؤخراً عبر مجموعة من الباحثين العاملين في مختبر أبحاث الذكاء الصناعي خاصتها FAIR أمر غير متوقع، حيث تمكنت روبوتات الدردشة الكتابية الخاصة بالمنصة من خلق لغتهم الخاصة وعملوا على تطويرها بشكل عفوي، وتم ذلك أثناء محاولة العلماء تحسين إمكانيات تلك الروبوتات المعروفة باسم “وكلاء الحوار” Dialog Agents على النقاش والتفاوض بشكل أقرب للبشر.
وتعمل فيس بوك على تحسين الذكاء الصناعي أو ما يدعى اختصاراً باسم AI، وتمكنت أثناء هذه العملية من تحقيق بعض الإنجازات الهامة جداً، حيث تعمل الشركة على تعليم روبوتات الدردشة الكتابية (بوت) مهارات التفاض والنقاش من أجل استبدالها بالمفاوضات والنقاشات الإنسانية، وقد أثبتت التجارب انها ناجحة إلى حد كبير.
وقام الباحثون بالسماح لروبوتات الدردشة الكتابية المسماة “وكلاء الحوار” بالتحدث بحرية باستعمال خوارزميات التعلم الآلي، وذلك في محاولة لتعزيز مهاراتهم في المحادثة، وبدأت تلك الروبوتات مع مرور الوقت بالانحراف عن القواعد المكتوبة، وأصبحت تتواصل بلغة جديدة تماماً، حيث تمكنت الروبوتات من خلق لغة جديدة دون استعمال المدخلات الإنسانية.
وتعتبر هذه اللغة من ناحية المعنى اللغوي أقرب إلى ثرثرة أو كلام غير مفهوم، إلا أن المثير بالاهتمام أنه بمجرد إعطاء الذكاء الصناعي فرصة فإن التقنية بدأت بالإنحراف عن السيناريو المرسوم لها، وعملت على خلق شئ جديد حتى لو كان هذا الشيء يبدو كلام فارغ في الوقت الحالي.
وحاول الباحثون تحسين إمكانيات روبوتات الدردشة الكتابية فيما يخص التحدث مع البشر إلا أن الروبوتات اتخذت خطوة أبعد من ذلك وعملت على خلق لغة ومحادثات خاصة بهم، ووجد الباحثون أيضاً أن هذه الروبوتات قادرة على المفاوضة بشكل لا يصدق.
وقد اعتمدت الروبوتات، بعد حصولها على مهارات التفاوض، على التعلم الآلي والاستراتيجيات المتقدمة في محاولة لتحسين نتائج هذه المفاوضات، وأصبحت مع مرور الوقت على قدر كبير من المهارة، وبدأت تتظاهر بالاهتمام ببند واحد أو عنصر واحد من أجل التضحية في مرحلة لاحقة من المفاوضات باعتبار ذلك الحل بمثابة تسوية مقبولة.
ويمكن لهذا الاكتشاف أن يوفر لمحة عن كيفية تواصل الآلات بشكل مستقل عن الأشخاص في المستقبل، وتركت البوتات لوحدها من أجل تطوير مهاراتها في المحادثة، حيث وجد العلماء أن برمجيات الذكاء الصناعي قد بدأت الانحراف عن الكلام العادي، واستعملوا بدلاً من ذلك لغة جديدة تم خلقها دون أي مدخلات من المشرفين البشريين.
وكانت اللغة الجديدة أكثر كفاءة للتواصل بين الروبوتات، إلا انها لم تكن مفيدة في تحقيق المهمة التي تم تعيينها، وكان على المبرمجين تغيير الطريقة التي اتبعتها الآلات لتعلم اللغة من أجل استكمال التدريب الخاص بالتفاوض.
أرسل تعليقك