طفلة عمرها 4 أشهر يُصيبها كيميائي سورية
آخر تحديث GMT12:42:50
 السعودية اليوم -

ولدت مشوهة بقدم مساوية لحجم جسدها

طفلة عمرها 4 أشهر يُصيبها "كيميائي" سورية

 السعودية اليوم -

 السعودية اليوم - طفلة عمرها 4 أشهر يُصيبها "كيميائي" سورية

دمشق ـ جورج الشامي

دفعت طفلة سورية عمرها 4 أشهر، ثمن الحرب الدائرة في بلادها، حيث ولدت بقدم يسرى مشوهة، نتيجة تعرضها وهي في بطن والدتها للكيميائي في حمص. فقد أطلقت القوات السورية، في أواخر العام الماضي، غازات سامة أشبه بغاز السارين على حيي البياضة والخالدية الآهلين بالسكان في حمص، سببت للكثير ممن استنشقها اختناقات شديدة وشلل أعصاب وعمى موقت وهستيريي، حيث أكدت الهيئة العامة للثورة آنذاك، مقتل 7 أشخاص، وإصابة أكثر من 50، بينهم 12 شخصًا كانت حالتهم حرجة، ومن بين هؤلاء المصابين السيدة أم جوري العبيد التي لم يكن قد مضى على حملها سوى أسبوعين، ودفعت ابنتها التي كانت جنينًا في بطنها آنذاك، ضريبة حرب "لوّاحة للبشر لم تبق ولم تذرْ"، فولدت مشوّهة في قدمها اليسرى التي تكاد تبدو مساوية لجسدها الغض. وحملت جوري العبيد، ذات الوجه الملائكي، حملت ثقل العاهة قبل أن تولد، وبعد أن خرجت إلى الحياة، ولجأت إلى الأردن واجهت ثقل الإهمال واللامبالاة من قبل المنظمات الإغاثية والجمعيات الخيرية، التي لم تحرك ساكنًا تجاه طفلة جديرة بالحياة. وتحدثت والدة جوري إلى أحد مواقع المعارضة السورية عن حالة ابنتها، وظروف إصابتها، قائلة "كنت أسكن في حي الخالدية الذي أويت إليه مع عائلتي هربًا من القتل والدمار الذي لحق بنا وببيوتنا في حي جب الجندلي، وصباح 24/ 12 / 2012 شعرت برائحة كريهة تنبعث في الجو، وعندما نظرت من نافذة المنزل إلى الشارع رأيت شيئًا يصطدم بالجدران ويخلّف ما يشبه الدخان الأبيض، وحينما استنشقت هذه الرائحة شعرت بدوار شديد وكنت حاملاً آنذاك في طفلتي، ولم يمضِ على حملي سوى أسبوعين، وعندما حانت ساعة الولادة لم أستطع الذهاب إلى المستشفيات، لسبب القصف الشديد في كل مكان، ولسبب الحواجز العسكرية التي كانت تحيط بالحي، وبعد عسر شديد في الولادة لسبب الخوف الذي انتابني جاءت طفلتي جوري، ففوجئت بأن قدمها اليسرى ضخمة بشكل غير عادي، وعلمت حينها أنني ولدت طفلة مشوهة القدم، وثمة تشوّه بسيط في كلتا يديها، كان الورم أول ولادتها بسيطًا، ولكنه استمر في التضخم حتى أصبحت قدمها وكأنها كتلة لحم لا أصابع لها، وعلمت في ما بعد أن هذه الغازات التي استنشقتها لا تؤثر بشكل مباشر على من يستنشقها، وإنما يتأثر بها الأجنة في بطون أمهاتهم بما يسمى (التشويه التناسلي)، وهي حالة لا تؤثر إلا على الحمل الأول، وهذا ما حصل فعلاً لدى ولادة طفلتي "جوري" التي لم تقترف ذنباً سوى أنها ولدت في ظروف الحرب التي شنتها الحكومة السورية على شعبها، ولم اكتشف حالة ابنتي إلا بعد ولادتها، لأنني أنجبتها في المنزل، ولعدم توافر إمكان التصوير المعتادة في حالات الحمل والولادة، لسبب الوضع الأمني الصعب الذي كنا نحياه". وبشأن وضع الطفلة بعد الانتقال إلى الأردن، يقول والدها محمد فؤاد العبيد، بعد لجوئي مع أسرتي إلى الأردن، قمت بمراجعة العديد من المستشفيات الأردنية، ومنها "المستشفى الإسلامي" و"مؤسسة العون الطبي" و"مستشفى عاقلة" واكتفى الأطباء في هذه المستشفيات باستخراج خزعة من قدم طفلتي، ليتأكدوا أن الورم حميد، وبيّنوا أن سبب الإصابة جرثومة من الغازات السامة التي استنشقتها زوجتي، وأن طفلتي بحاجة إلى سلسلة من العمليات الجراحية المعقدة والغريب، وأن أحد أطباء المستشفى الإسلامي وهو (م . م) وهو أحد خريجي الجامعات البريطانية "نصحنا" ببتر قدم الطفلة من تحت الركبة من دون تقدير لوضعها أو حالتها ولا سيما أن الورم غير خبيث. وأضاف والد جوري، "للأسف تحولت حالة ابنتي إلى مصدر للشحادة بالنسبة للبعض من أفراد وجمعيات، فالكل يقوم بتصويرها ويعدنا بالمساعدة، ولكن شيئًا من ذلك لم يحصل، كما ذهبت بطفلتي إلى منظمة (إنقاذ الطفل) في المفرق، فقالوا لي لا علاقة لنا بمثل هذه الحالات وبرامجنا ترفيهية، وإذا كانت منظمة أطلقت على نفسها اسم (إنقاذ الطفل) لا تهتم بمثل هذه الحالات، فمن يهتم إذن؟، وانا لا أطلب من أحد شيئًا، وكل ما أطلبه أن يشفي الله ابنتي، ولتذهب مساعداتهم وتبرعاتهم إلى الجحيم".

alsaudiatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

طفلة عمرها 4 أشهر يُصيبها كيميائي سورية طفلة عمرها 4 أشهر يُصيبها كيميائي سورية



GMT 16:15 2024 الأحد ,14 كانون الثاني / يناير

إسرائيل تعتقل شقيقتَي العاروري في الضفة الغربية

GMT 15:45 2024 الإثنين ,08 كانون الثاني / يناير

الشيخة حسينة رئيسة وزراء بنغلاديش تفوز بولاية رابعة

GMT 15:47 2023 الإثنين ,25 كانون الأول / ديسمبر

أنجلينا جولي تقرّ بأن حقوق الإنسان في العالم كذبة كبيرة

إطلالات متنوعة وراقية للأميرة رجوة في سنغافورة

سنغافورة - السعودية اليوم

GMT 16:48 2024 الثلاثاء ,16 كانون الثاني / يناير

اكتشاف بروتين يحفز إنتاج الدهون الجيدة والتخلص من السمنة

GMT 10:54 2020 الإثنين ,29 حزيران / يونيو

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 09:30 2016 الأربعاء ,11 أيار / مايو

لازم يكون عندنا أمل

GMT 05:34 2020 الثلاثاء ,28 إبريل / نيسان

"قبعات التباعد" سمحت بعودة الدراسة في الصين

GMT 11:29 2020 الخميس ,05 آذار/ مارس

أعمال من مجموعة «نجد» تعرض في دبي 9 الجاري

GMT 14:43 2017 الخميس ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح من أجل محاربة الأرق عن طريق الوجبات الخفيفة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
alsaudiatoday alsaudiatoday alsaudiatoday
alsaudiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab