آخر طبيبة توليد في حلب تروي معاناتها
آخر تحديث GMT12:42:50
 السعودية اليوم -

رفضت السفر خارج سورية لمساعدة الأطفال

آخر طبيبة توليد في حلب تروي معاناتها

 السعودية اليوم -

 السعودية اليوم - آخر طبيبة توليد في حلب تروي معاناتها

طبيبة التوليد الوحيدة الدكتورة فريدة المتبقية في شرق حلب
لندن ـ ماريا طبراني

كشفت طبيبة التوليد الوحيدة الدكتورة فريدة المتبقية في شرق حلب عن الحالة المزرية التي عاشتها مع ابنتها (8 أعوام)، في ظل التزامها بالمساعدة في ميلاد الأطفال الأبرياء خلال الحرب التي حطمت المدينة السورية في مستشفى تعاني من نفاذ الإمدادات والمياه النظيفة بشكل حاد، وكانت فريدة تصطحب طفلتها يوميًا إلى العمل مع إرسالها إلى المدرسة التي تتعرض إلى قصف مستمر إلا أنها رفضت التخلي عن وظيفتها.

آخر طبيبة توليد في حلب تروي معاناتها

 وأكدت الطبيبة إلى جريدة ديلي ميل: "عملي هو روحي لا أستطيع العيش من دون رؤية الأطفال الصغيرة، لا يمكنني التوقف وأن أصبح أم طبيعية أو أعمل في المطبخ"، وكان يبدو من المستحيل الحياة داخل المنطقة التي يسيطر عليها المعارضة أن تصبح أسوأ لكنها أصبحت كذلك بالفعل، وفي بداية ديسمبر/ كانون الأول مع دخول البرد القارس في الشتاء أطلق الجيش السوري التابع للرئيس بشار الأسد وقوات التحالف هجومًا لا يمكن التغلب عليه ما أدى إلى فرار المدنيين من منازلهم في ظل عدم وجود مكان آخر للذهاب إليه سوى لنفس النظام الذين ظلوا يقاتلوه لمدة 5 أعوام.

آخر طبيبة توليد في حلب تروي معاناتها

وضرب انفجار منزل الدكتورة فريدة، وأصيب المكان الصغير الذي تعيش فيه بأضرار بالغة، ولم تذكر ديلي ميل اسمها الكامل خوفًا على سلامتها، وكانت الطبيبة الأم تربي اثنين من الدجاج في ثقة فارغة بالجوار حتى يمكن لعائلتها تناول البيض مرة أخرى، ونجا الدجاج من الانفجار الذي لم ينجو منه المنزل.

آخر طبيبة توليد في حلب تروي معاناتها

وتسائل العديد من الناس عن سبب استمرار الدكتورة فريدة في مكان يتم استهداف المدارس والمستشفيات فيه، فضلًا عن حظر المساعدة والقصف، وعلى عكس ملايين السوريين الذين فروا منذ أدت المطالبة بالديمقراطية إلى اندلاع حرب أهلية منذ 5 أعوام تقريبًا إلا أن فريدة تعتقد أن وظيفتها مهمة للغاية، ولذلك لا يمكنها مغادرة البلاد، حيث ساعدت يوميًا على ميلاد ما يتراوح بين 10-15 طفلًا، ويواجه الأطفال حديثي الولادة مستقبلًا صعبًا وكثير منهم لن يعرفوا آبائهم أبدًا، وبعضهم أصبح ضحايا لحرب وحشية لم يسعون إليها، إلا أن صرخات الأطفال المتبوعة بابتسامات على وجوه أمهاتهم دفعت الطبيبة فريدة إلى البقاء للعمل بشرق حلب في سورية.

آخر طبيبة توليد في حلب تروي معاناتها

وأوضحت فريدة "هم يريدون وقف الحياة في حلب، لقد أرادوا إخراج الجميع من حلب، وإذا توقفت الرعاية الصحية للنساء فيجب عليهم مغادرة حلب وعندما تغادر النساء سيغادر معهم الرجال والأطفال وتنتهي المدينة"، وهناك توقعات قاتمة لمستقبل المدينة التي كانت يومًا ما محور ثقافي لسورية وضمت مباني تاريخية تعود إلى القرن 12، وتبدو الحقيق حاليًا أسوأ مما تصورت الدكتورة فريدة حيث بقى المدنيين من النساء والأطفال المصابين محاصرين في ظل عملية إخلاء فوضوية مع الانهيار المتكرر لوقف إطلاق النار.

آخر طبيبة توليد في حلب تروي معاناتها

وأفادت فريدة أن حياتها كانت جيدة في كثير من النواحي قبل الحرب، مضيفة: " كنت إنسانة ويمكنني إرسال ابنتي إلى المدرسة دون خوف من تعرض المدرسة إلى القصف، وكان في استطاعتي أخذ سيارتي والذهاب حيث أريد، كان يمكنني أن أذهب إلى مراكز التسوق والمشي في الحديقة والخروج من سورية والذهاب إلى أي مكان ولكن لم أكن أمتلك الحرية ولا يمكنني التحدث عن الرئيس، والآن لدي الحرية ولكن ليس لدي أي شيء آخر، ليس لدي ماء أو كهرباء وأخشى أن تتعرض المدرسة أو المستشفى إلى القصف، ولا أشعر بالأمان ولكن الآن يمكنني قول أي شيء".

آخر طبيبة توليد في حلب تروي معاناتها

وكانت فريدة قبل القصف تسير مع زوجها وابنتها إلى المستشفى التي تفيض بضحايا الحرب، ولم يكن استخدام السيارة خيارًا متاحًا باعتبارها تجذب اهتمام الطائرات الحكومية والقوات الجوية الروسية في السماء، وكانوا يسيرون على طول الشوارع المهجورة التي كانت يعيش فيها أصدقائهم يومًا ما حيث انهارت المباني وتمتلئ الأرض بثقوب الصواريخ، وكانت ابنة فريدة تلعب مع الدجاج والكلاب والأرانب بالقرب من المستشفى أو تشاهد الأفلام أثناء عمل والدتها لأن المدارس أصبحت مستهدفة ويصعب الحضور فيها، وقُتل ستة أطفال في 6 نوفمبر/ تشرين الثاني في بلدة حرستا إحدى ضواحي دمشق بعد أن أسقطت قوات النظام قذائف الهاون على حضانة للأطفال، وأفادت فريدة: "لقد استهدفوا كل شيء يساعد الناس على البقاء على قيد الحياة من مدارس ومستشفيات".

وكانت فريدة تذهب إلى المستشفى لرؤية الناس يموتون في غرفة الطوارئ ثم تذهب إلى قسم الولادة، مضيفة: "حينها أرى حياة جديدة وأشعر بتحسن لأني أساعد النساء لجلب حياة جديدة إلى العالم"، وعندما يتعلق الأمر بالإمدادات الطبية فعليها الإبداع، موضحة: "نحن نعمل ونقتصد في الاستهلاك ولدينا إمدادات تكفي فقط لشهر أو شهرين"، وكان على الطبيبة أن تتخلى عن الكثير من التقنيات الحديثة التي تعلمتها في الجامعة قبل 10 أعوام، وعمل أشياء كان يفعلها الأجداد، وعندما عانت إحدى الأمهات من نزيف بعد الولادة لم يكن هناك الأدوية الكافية في المستشفى، وتابعت فريدة: "استخدمنا تدليك الرحم والضمادات ووضعنا الثلج على البطن، ولا يستخدم ذلك في المدينة ولكن لدينا نقص في الإمدادات".

آخر طبيبة توليد في حلب تروي معاناتها

وأوضحت فريدة: "النساء اللواتي يلدّن في شرق حلب يظهرّن سعداء، لكنهم يبكون عندما يرون أطفالهم، لكنهم ليسوا سعداء أبدًا عندما تقصف الطائرات المستشفى لأنهم يعرفون أن الطائرات تستهدف المستشفى، إنها مستشفى تهدد الحياة"، وأعربت الدكتورة فريدة عن إعجابها بالأمهات الأرامل الاتي قُتل أزواجهّن في الحرب، وتابعت: "كل يوم تأتي امرأة أو اثنين أرامل ونساعدهم على الولادة ولديهم أمل في أطفالهم، وكان هناك امرأة تُعالج من العقم لمدة 5 أعوام ثم أصبحت حامل وكان زوجها سعيدًا، وعندما تم حملها الشهر السابع قُتل زوجها وأصبحت مكتئبة وبعد أن وضعت طفلها غادرت حلب"، وكان يمكن للدكتورة فريدة أن تغادر حلب وتتجه إلى أي بلد عربي وتربح راتبًا مرتفعًا.

وأردفت فريدة: "عرض علّي أصدقائي في قطر ودبي الذهاب إليهم وحينها سأكون فقط طبيبة عادية، ولكن يجب علي أن أساعد الناس وآلا أنسى وأهرب، ولكن هنا أنا مختلفة ولدي قيمة ويجب علي أن أساعد الناس بما أوتيت من علم ولا أريد أن أكون مثل أي طبيب آخر، الطائرات تقتلنا يوميًا ولا أحد يستطيع مساعدتنا، إنهم يقولون إننا نقتل الناس لكننا لا نفعل نحن فقط نريد الديمقراطية والحرية".

آخر طبيبة توليد في حلب تروي معاناتها

 وشاهد زملاء الطبيبة فريدة بجهودها ووصفوها بأنها أقوى من ألف رجل وهو ما يجعلها تضحك، وتابعت فريدة: "لا أعتقد ذلك معظم أصدقائي يقولون ذلك لكني أعتقد أنني امرأة عادية أنا فقط أحب وظيفتي".

وأصبح الوضع في حلب أكثر سوءً منذ تواصلت ديلي ميل مع الدكتورة فريدة في أكتوبر/ تشرين الأول، وكتبت فريدة في رسالة منذ أسبوعين: "أخبرني أحدهم أن الجيش الحكومي وحلفاؤه يقتربون من منزلي، ماذا علي أن أفعل"، وبالنسبة إلى فريدة والآلاف غيرها الذين اختاروا البقاء في منازلهم في شرق حلب يعتبر التهجير قسرًا والرحلات المحفوفة بالمخاطر إلى المناطق التي يسيطر عليها النظام الحل الوحيد.

alsaudiatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

آخر طبيبة توليد في حلب تروي معاناتها آخر طبيبة توليد في حلب تروي معاناتها



GMT 16:15 2024 الأحد ,14 كانون الثاني / يناير

إسرائيل تعتقل شقيقتَي العاروري في الضفة الغربية

GMT 15:45 2024 الإثنين ,08 كانون الثاني / يناير

الشيخة حسينة رئيسة وزراء بنغلاديش تفوز بولاية رابعة

GMT 15:47 2023 الإثنين ,25 كانون الأول / ديسمبر

أنجلينا جولي تقرّ بأن حقوق الإنسان في العالم كذبة كبيرة

إطلالات متنوعة وراقية للأميرة رجوة في سنغافورة

سنغافورة - السعودية اليوم

GMT 17:04 2021 الخميس ,07 كانون الثاني / يناير

حظك اليوم برج الدلو الخميس 7 يناير/كانون الثاني 2021

GMT 16:31 2021 الخميس ,07 كانون الثاني / يناير

حظك اليوم برج العذراء الخميس 7 يناير/كانون الثاني 2021

GMT 15:06 2017 الخميس ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالة رائعة لسارة سلامة في جلسة تصوير جديدة

GMT 09:43 2019 الأربعاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر

كاريلو يكشف عن كواليس البقاء مع "الهلال"

GMT 03:32 2017 الخميس ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

مروان الشوربجي يودع ربع نهائي بطولة قطر للاسكواش

GMT 10:08 2017 الإثنين ,09 تشرين الأول / أكتوبر

اتحاد جدة ينهيء الشعب المصري بالصعود إلى كأس العالم

GMT 13:33 2017 الأحد ,01 تشرين الأول / أكتوبر

محمد عساف يغني في 5 مدن كندية دعماً لأطفال فلسطين

GMT 11:59 2020 الإثنين ,29 حزيران / يونيو

يبشرك هذا اليوم بأخبار مفرحة ومفيدة جداً

GMT 18:43 2020 الإثنين ,20 إبريل / نيسان

طريقة ترتيب السفرة في الدعوات الرسمية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
alsaudiatoday alsaudiatoday alsaudiatoday
alsaudiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab