الزواج القسري يقضي على آمال فتيات الطبقة المعدمة في النيبال
آخر تحديث GMT12:42:50
 السعودية اليوم -

الزواج القسري يقضي على آمال فتيات "الطبقة المعدمة" في النيبال

 السعودية اليوم -

 السعودية اليوم - الزواج القسري يقضي على آمال فتيات "الطبقة المعدمة" في النيبال

الزواج القسري
سيميكوت ـ أ ف ب

في ليلة قارسة قبل ثلاث سنوات، فرت سوسميتا كامي البالغة وقتها 13 عاما من منزل زوجها الذي ارتبطت به رغم ارادتها في شمال شرق النيبال، لتكون شاهدة على ظاهرة تتفشى في اوساط المعدمين في هذا البلد الفقير.

وكان حظ هذه الفتاة افضل من اقرانها في طبقة "المنبوذين"، اذ تقبل اهلها قرارها ورفضوا اعادتها قسرا الى بيت الزوجية الذي لم تختر ان تكون فيه.

وتقول هذه الفتاة البالغة من العمر اليوم 16 عاما لمراسل وكالة فرانس برس "قلت لاهلي اني لم اختر ان اتزوج، واني لن اعود الى هناك ابدا".

ومع ان القوانين في النيبال تحظر منذ العام 1963 زواج الاطفال، الا ان اربع فتيات من عشر يتزوجن قبل سن الثامنة عشرة، بحسب منظمة يونيسف.

وترتفع هذه النسبة في صفوف المعدمين الذي يعيشون على هامش التطور الاجتماعي.

فثلاث فتيات من اصل اربع من طبقة المنبوذين يتزوجن في سن المراهقة، او قبل ذلك احيانا، بحسب ما اظهرت دراسة اعدتها في العام 2012 المنظمات غير الحكومية "بلان انترناشونال"، و"سايف ذي تشيلدرن"، و"وورلد فيجن".

ويكثر ان تتعرض الفتيات للخطف على يد شبان يكرهونهن على الزواج منهم، ونادرا ما تعترض عائلاتهن على ذلك.

وسوسميتا واحدة من اللواتي خطفن لاكراههن على الزواج، وكانت حينها تجمع الحطب في الغابة، وكذلك كان مصير امها قبل عقود.

وتقول الام جادان كامي "هذا الامر من ثقافتنا، الناس يقبلونه لانه يخشون ان تذهب الفتيات للزواج من شبان من طبقات اخرى".

في سيميكوت الواقعة بمحاذاة الحدود مع هضبة التيبت، يعيش المنبوذون في تجمعات منعزلة، قوامها منازل ذات سقوف من القش، بخلاف منازل الهندوس والبوذيين الذين ينتمون الى طبقات ارفع اجتماعيا.

ويقول بام ابهادور المسؤول المحلي في المنطقة لوكالة فرانس برس "لطالما عانى المنبوذون بسبب كونهم من هذه الطبقة التي تعد الادنى، فقد كانوا محرومين على مدى عقود من ان يختلطوا بغيرهم".

ولذا، عاشوا منعزلين عن الآخرين، وظلت تقاليدهم على حالها، بحسب ابهادور.

وغالبا ما يضطر المنبوذون الى جعل اطفالهم يتركون مقاعد الدراسة للعمل وتأمين قوتهم.

كانت دانار سونار البالغة من العمر اليوم 18 عاما آخر ابناء طبقة المنبوذين في صفها الدراسي، بعدما تركه كل ابناء طبقتها الآخرين، وكانت مصممة على متابعة دراستها لتكون مدرسة في المسقبل.

لكنها خطفت وهي ابنة 14 عاما، واجبرت على الزواج من مزارع شاب لا يزيد دخله عن خمسين دولارا في الشهر.

وتقول "لقد بكيت كثيرا حينها، فقد شعرت ان احلامي كلها سرقت مني".

ولم يقتصر الامر على اكراه دانا سونار على الزواج، بل ان عائلة زوجها اجبرتها على ترك مقاعد الدراسة للعمل في الحقل وتدبير امور المنزل.

وتقول هذه الشابة التي اصبحت اما لطفلين "حولوا حياتي الى كفاح يومي، فنحن لم نملك يوما ما يكفينا من المال، واحيانا لا نأكل سوى مرة واحدة في اليوم..لا اعرف كيف سأربي الطفلين".

ويشير الخبراء الى النتائج الكارثية للزواج المبكر، واهمها المشكلات الصحية التي تصيب الام الصغيرة كما تصيب اطفالها.

ويرى كونغا ساندوك لاما المسؤول الحكومي المتخصص في حقوق الاطفال ان القوانين تبدو غير فاعلة في مكافحة هذه الظاهرة، كما ان عدم توفر الادلة من وثائق وصور وشهادات، يحول دون ملاحقة المسؤولين عن حالات الزواج القسري.

وينشط المدافعون عن حقوق الاطفال في حملات اعلامية وشبابية لرفع مستوى الوعي في هذه القضية.

ويبدو ان الفتيات اللاتي وقعن فريسة لهذه الظاهرة لا يحتجن لهذه الحملات لادراك انهن في حاجة ماسة لتغيير واقعهن.

ولذا ما زالت سوسميتا مصممة على مواصلة دراستها، ويحدوها الامل ان ترى نهاية هذه الظاهرة في حياتها.

ومع ان والدها الذي لا يزيد دخله عن 80 دولارا شهريا ينوء تحت تكاليف تعليمها، الا انه مصمم هو الآخر على ان يراها قادرة على الاعتماد على نفسها يوما ما.

وتقول والدتها "اعتقد انها خيرا فعلت حين هربت من بيت زوجها، انها اكثر شجاعة مني".



 

alsaudiatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الزواج القسري يقضي على آمال فتيات الطبقة المعدمة في النيبال الزواج القسري يقضي على آمال فتيات الطبقة المعدمة في النيبال



إطلالات متنوعة وراقية للأميرة رجوة في سنغافورة

سنغافورة - السعودية اليوم

GMT 05:39 2017 الخميس ,26 كانون الثاني / يناير

انطلاق "التحفة" فندق "جميرا النسيم" على شاطئ دبي

GMT 23:25 2018 الجمعة ,19 كانون الثاني / يناير

نشوب خلاف حاد بين مرتضى منصور وإبراهيم حسن

GMT 11:42 2017 السبت ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تنظيم الدولة الاسلامية ونهاية حلم "أرض التمكين"

GMT 03:07 2020 السبت ,06 حزيران / يونيو

لقاح صيني لمواجهة فيروس كورونا نهاية 2020

GMT 13:32 2018 الثلاثاء ,31 تموز / يوليو

تركي آل الشيخ يكشف عن تغييرات واسعة في الرياضة

GMT 02:15 2018 الأحد ,15 تموز / يوليو

سعر سامسونج جلاكسي نوت 9 المنتظر

GMT 11:18 2018 الأحد ,17 حزيران / يونيو

عباس يؤكد أن بنك عودة حدث نظامه التكنولوجي
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
alsaudiatoday alsaudiatoday alsaudiatoday
alsaudiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab