حكيمة المرأة المغربية  الوحيدة التي تقود حافلات النقل العمومي الألماني
آخر تحديث GMT12:42:50
 السعودية اليوم -

"حكيمة" المرأة المغربية الوحيدة التي تقود حافلات النقل العمومي الألماني

 السعودية اليوم -

 السعودية اليوم - "حكيمة" المرأة المغربية  الوحيدة التي تقود حافلات النقل العمومي الألماني

حكيمة أوعميري
الرباط - العرب اليوم

اسمها حكيمة أوعميري، وتوصف بالمرأة المغربية والعربية الوحيدة التي تقود حافلات النقل العمومي للركاب في الوسط الحضري في ألمانيا، في مدينة "دارمشتات" الجنوبية؛ فيما بلغت إنجازها المذكور بعد سنوات اكتئاب حاد أعقبت ولادتها لابنها الوحيد إلياس، قبل أن تتحول القصة من مأساة نفسية إلى قصة نجاح تستحق أن تروى.

"من أجل ابني انتصرت على الاكتئاب"، هكذا عنون برنامج "ضيف وحكاية" الذي يبث باللغة العربية على قناة "دويتشه فيله" الفضائية الألمانية، إذ روت حكيمة أن مهنتها، التي تحتاج منها الهدوء والرزانة والصبر، وقالت إنها تعشقها "إلى درجة الموت"، تشعرها بالفخر والمسؤولية في "تقديم صورة مشرفة وإيجابية للمرأة العربية والمغربية".

قبل ثلاث سنوات ونصف استطاعت حكيمة أن تجد لها مكانا غير سهل وسط الرجال، والحصول على وظيفة سائقة "باص" في ألمانيا. وبدأ المشوار، الذي لم تكن تنتظره منذ هجرتها إلى ألمانيا عام 2003، بتدريب لمدة 6 أشهر بعد تقديم الملف؛ وعن ذلك قالت: "كنت الوحيدة في قسم التدريب وسط 22 رجلا"؛ فيما أضافت أنها شعرت بأن عددا من الذكور عبروا عن عدم رغبتهم في تواجدها بينهم، لأنها امرأة.

تروي حكيمة موقفا غريبا وقع مع زميل لها من المغرب، قائلة: "سمعتُه يتساءل مع صديقه باللهجة الأمازيغية: ماذا تفعل هذه هنا؟ يجب أن تغادر"، مضيفة أن زميلها المغربي لم يكن يدري أنها تنتمي إلى الوطن ذاته، وتفهم اللهجة ذاتها، وزادت: "بعد أسبوع استفسر الصديق المغربي أستاذ مادة الميكانيك عن أمر غامض، فأجابه الأستاذ بأن يسألني لأنني ابنة وطنه..فتفاجأ وحاولت أن أُجنبه الإحراج".

تشتغل حكيمة أوعميري من 8 إلى 10 ساعات يوميا، في مهنة قالت إنها تعشقها، مضيفة: "أشعر بالفرح والسعادة رغم الضغوطات الأسرية والحياة اليومية، لأني أرتاح في إيصال الناس إلى الوجهات التي يرغبون فيها"، وقالت إن الزبناء يرفعون من معنوياتها لأنها "سيدة تقود حافلة"، فيما لم تخف تعرضها لحالات وصفتها بـ"المفاجآت"، بلغت حد اتصالها بمصلحة الشرطة بسبب حالة إزعاج تعرضت له من سيدة ألمانية.

وقالت حكيمة، وهي متزوجة وأم لإلياس الذي يبلغ حاليا 11 ربيعاً: "يفتخر في مدرسته أمام معلماته وأقرانه بأني والدته سائقة حافلة ركاب"..أما الأهل فنالت منهم التشجيع، وعنهم قالت: "تفاجؤوا في بداية الأمر باعتبار المهنة صعبة، إلا أنني نلت ثقة والدي الذي شجعني ونبهني إلى أن المهنة مسؤولية وتتطلب مجهودات كبيرة".

تعرضت السيدة المغربية بعد دخولها إلى ألمانيا عام 2003 لما وصفته بـ"أزمة نفسية"، بدأت بتغيير أهدافها التي سطرتها في متابعة دراستها، قبل أن تتزوج وتدخل عالم الأمومة بعد ولادة ابنها إلياس، قائلة: "شعرت بالخوف، فتحولت إلى العيش وسط العزلة والاكتئاب وقلة النوم في الليل"، مضيفة أن حدة الاكتئاب، الذي دام ثلاث سنوات، بلغت درجة عدم القدرة على الكلام.

دخلت حكيمة إثر ذلك المستشفى، ولبثت داخله لمدة ثلاثة أشهر وهي تتلقى علاجا ماديا ونفسيا، قبل أن تتغلب على مرضها النفسي بالتوقف عن تناول الدواء ومزاولة الرياضة والرسم والمشي في الغابة رفقة ابنها، وعن ذلك قالت: "أعطاني إلياس القوة والدافع للاستمرار في الحياة لأنه يحتاج رفقتي، فقررتُ المضي إلى الأمام، ثم انخرطت في تدريب مهني ناجح أوصلني إلى أن أكون سائقة حافلة ركاب".

alsaudiatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حكيمة المرأة المغربية  الوحيدة التي تقود حافلات النقل العمومي الألماني حكيمة المرأة المغربية  الوحيدة التي تقود حافلات النقل العمومي الألماني



إطلالات متنوعة وراقية للأميرة رجوة في سنغافورة

سنغافورة - السعودية اليوم

GMT 01:25 2017 الأربعاء ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

رائد محسن يكشف كيفية تربية الأطفال بالطرق الصحيحة

GMT 17:06 2018 الإثنين ,03 أيلول / سبتمبر

جرائم الكيان المعنوي للحاسب الآلي

GMT 12:53 2017 الأحد ,29 تشرين الأول / أكتوبر

مدرب النصر يمنح حسام غالي الفرصة الأخيرة لتحسين الأداء

GMT 04:43 2017 الجمعة ,20 تشرين الأول / أكتوبر

مجموعة ساحرة من خواتم الأصبعين الثنائية من

GMT 11:18 2021 السبت ,30 كانون الثاني / يناير

أغلى السيارات التي طرحت عبر تاريخ الصناعة

GMT 14:22 2020 الجمعة ,25 أيلول / سبتمبر

وفاة شقيق الفنان محمود حميدة

GMT 22:52 2020 السبت ,02 أيار / مايو

أبرز 6 شخصيات عربية على موقع "يوتيوب"

GMT 08:20 2019 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

!الوهم الأبیض
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
alsaudiatoday alsaudiatoday alsaudiatoday
alsaudiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab