تحذير من كوارث إنسانية ترتكبها داعش في تطبيقها الخاطئ للحدود
آخر تحديث GMT12:42:50
 السعودية اليوم -

تحذير من كوارث إنسانية ترتكبها "داعش" في تطبيقها الخاطئ للحدود

 السعودية اليوم -

 السعودية اليوم - تحذير من كوارث إنسانية ترتكبها "داعش" في تطبيقها الخاطئ للحدود

"داعش"
دمشق - العرب اليوم

حذَر رئيس الهيئة العامة للطبَ الشرعي حسين نوفل، من حدوث كوارث إنسانية وخصوصًا عند النساء بسبب تطبيق التنظيمات المتطرفة بشكل خاطئ للحدود الإسلامية في المناطق التي تسيطر عليها، وخصوصًا تنظيمي "النصرة" و"داعش"، معلنًا أنه تم تطبيق الحدود في مختلف أنواعها على آلاف النساء.
 
وكشفت مصادر طبية شرعية أن عدد النساء اللواتي طبقت بحقهن الحدود سواء كانت سرقة أم زنى بعرف تلك التنظيمات بلغ أكثر من ثمانية آلاف امرأة على مدار خمسة أعوام منهن نحو ستة آلاف طبق عليهن الحد لدى تنظيم "داعش"، في حين طبقت جبهة "النصرة" والفصائل التابعة لها الحد على ألفي امرأة.
 
واعتبر نوفل أن ما تقوم به تلك التنظيمات هي جرائم موصوفة بكل ما في الكلمة من معنى، مبينَا أن طبيق حدود الشريعة لا تكون بهذه الطريقة التي يقومون بها، مضيفًا أنهم لا يستمعوا للمتهم إطلاقًا ويصدرون الأحكام مزاجيًا وعشوائيًا ولا تخضع لمعايير القضاء.
 
وأكد نوفل، بأن النساء يتعرضن لكل أنواع الظلم من تلك التنظيمات ويعاملوهن معاملة الجاهلية مضيفًا أن الشريعة الإسلامية بريئة منهم وأنهم لا يملكوا أي معلومات عن الفقه الشرعي وأحكامه ومتى تطبق الحدود ومتى لا تطبق.
 
وقال، "تطبيق الحدود لا بد أن تطبق في القضاء والسؤال هنا هل ما تقوم به "داعش" هو قضاء؟ وإذا قلنا إن ما تقوم به هو قضاء فإن معيار الشريعة والقضاء لابد أن يخضع لمعايير معينة، ومنها أن يسمع القاضي للطرفين في حين ما يحدث في تلك المحاكم أنهم لا يسمحون للمتهم بالتكلم أو الدفاع عن نفسه، وبالتالي فهذا ليس بقضاء مؤكداً أنه حتى في الشريعة الإسلامية لا تنطبق عليه معيار القضاء".
 
وبين رئيس الهيئة العامة للطبَ الشرعي، أن "للقضاء مستويات وذلك حينما يحكم أي شخص في أي جريمة فإنه لابد أن يستأنف الحكم وهذا موجود في الشريعة، لكن أحكام المجموعات المسلحة ولاسيما تنظيمي "داعش" و"النصرة" لا تخضع لأي مستوى من مستويات القضاء من الاستئناف أو الطعن فأنهم بمجرد إطلاق الحكم على الشخص ينفذونه عليه مباشرة.
 
وأوضح حسين نوفل أن "حجة هذه التنظيمات أنها تعتمد على رجال دين في إصدار أحكامها وهذا يدل على جهل واضح منها في ذلك لأن الدين يختلف عن الشريعة والقضاء باعتبار الأخيرين ملزمان إلا أن تطبيقهما لابد أن يخضع لأصول معينة، ومنها لابد أن تتوافر الأدلة لتطبيقها"، ضاربًا مثلًا ما حدث في زمن الخليفة الراشدي عمر بن الخطاب حينما كان يتجول مع رجلين من الشرطة فسمعوا صوت رجل وامرأة فدخلوا عليهما فوجدوهما عاريين، فحولهما عمر إلى القاضي وكان حينها علي بن أبي طالب فحكم عليهما بالبراءة لعدم وجود شاهد رابع.
 
وأشار إلى أن الدين هو علاقة تنظم الإنسان مع ربه في حين القضاء والشريعة هما ملزمان ينظمان علاقة الأفراد مع بعضهم، معتبرا أن محاكم تلك المجموعات لا تتمتع بالمواصفات حتى تلك التي تخضع للتعابير الشرعية الدينية، باعتبار أن القاضي يجب أن يتمتع بالشرع.
 
وتابع نوفل، أن تلك المنظمات تطبق حالياً قانون القوة أي إن القوي هو الذي يحكم وليس الشرع أو القانون، مشيرًا إلى أن هذا يعود بنا إلى عصر ما قبل وضع القوانين سواء السماوية أم البشرية والذي كان فيه يسود قانون قوة الإنسان فقط إلا أن القوانين تطورت مع مرور العصور.
 
ورأى أن زرع ما يسمى جهاد النكاح في المجتمع هو لتكريسه كثقافة وبالتالي يتم الاعتراف به كما اعترفت أوروبا حاليَا بزواج المثليين في وقت كان محظورَا فيها، معربَا عن أسفه أن جهاد النكاح أصبح ثقافة عند البعض من الناس، علمَا أنه دعارة يتم إدخالها إلى المجتمعات لهز الأخلاق فيها والتي تدمر المجتمع أكثر من الصواريخ.
 
واعتبر نوفل أن هناك خطرَا كبيرَا على المجتمع لافتًا إلى أن المعركة هي أخلاقية بالدرجة الأولى ولاسيما أنهم ربطوا جهاد النكاح بالشريعة الإسلامية، مشيرًا إلى أن من هنا يأتي مصدر الخطورة وهو التلاعب بعواطف الناس عبر الدين.
 
وشدد نوفل على ضرورة إعادة هيكلية التربية وبناء الأخلاق من جديد في المجتمع منوهًا أن مفرزات الحرب ستكون كثيرة وكبيرة ومن هنا يأتي دور أساتذة الشريعة والطب الشرعي والقضاء للقيام بهذه المهمة باعتبار أن هناك أناسًا سيعتادون على قيم معينة ولو كانت خاطئة كحالة جهاد النكاح.

alsaudiatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تحذير من كوارث إنسانية ترتكبها داعش في تطبيقها الخاطئ للحدود تحذير من كوارث إنسانية ترتكبها داعش في تطبيقها الخاطئ للحدود



إطلالات متنوعة وراقية للأميرة رجوة في سنغافورة

سنغافورة - السعودية اليوم

GMT 16:48 2024 الثلاثاء ,16 كانون الثاني / يناير

اكتشاف بروتين يحفز إنتاج الدهون الجيدة والتخلص من السمنة

GMT 18:50 2021 الخميس ,04 شباط / فبراير

يبدأ الشهر بيوم مناسب لك ويتناغم مع طموحاتك

GMT 14:13 2018 الإثنين ,17 كانون الأول / ديسمبر

طريقة إعداد وتحضيركيكة الشوكولاتة الباردة

GMT 22:53 2018 الأحد ,28 تشرين الأول / أكتوبر

طريقة سهلة وبسيطة لإعداد كيك بالمربى والكريمة

GMT 07:12 2018 الخميس ,25 تشرين الأول / أكتوبر

​تعرفي على طريقة تحضير مهلبية بطعم الشكولاتة

GMT 03:20 2017 الثلاثاء ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرّفي على كيفية ارتداء فساتين الصيف في الشتاء

GMT 13:19 2013 الأربعاء ,01 أيار / مايو

هنري كافيل يتحدث عن علاقته مع راسل كرو

GMT 23:49 2017 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

طريقة إعداد بان كيك بدون بيض

GMT 15:00 2017 الثلاثاء ,13 حزيران / يونيو

أهمية صناعة الصابون في سوق الذهب في لبنان

GMT 11:22 2020 الإثنين ,10 شباط / فبراير

ناشطة بيئية تثير قلق شركات الطيران الأميركية

GMT 10:16 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

حاذر ارتكاب الأخطاء والوقوع ضحيّة بعض المغرضين

GMT 09:50 2019 الأربعاء ,06 شباط / فبراير

"مستودع" أميركي يتحول إلى منزل فاخر يطل على حديقة

GMT 07:24 2018 الأربعاء ,12 كانون الأول / ديسمبر

طرق العناية بالتسريحات الفير للشعر الطويل

GMT 14:27 2018 الثلاثاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

فريق ميلان الإيطالي يبدأ المفاوضات لضم لاعبي تشيلسي
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
alsaudiatoday alsaudiatoday alsaudiatoday
alsaudiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab