علاقات لا تعرف الموت والخوفعن زوجة ذهبت للسياف بدلًا من زوجها
آخر تحديث GMT12:42:50
 السعودية اليوم -

علاقات لا تعرف الموت والخوف..عن زوجة ذهبت للسياف بدلًا من زوجها

 السعودية اليوم -

 السعودية اليوم - علاقات لا تعرف الموت والخوف..عن زوجة ذهبت للسياف بدلًا من زوجها

القاهرة - وكالات

هناك اعتقاد سائد بأنه كلما كانت حياة الزوج ملحمية وملأى بالمحطات العصيبة، كلما كان هناك متسع كي تشاركه الزوجة متاعبها، ومن ثم تصبح أكثر قربا منه، إلى أن يتطور الدفء بينهما ليصبح علاقة إنسانية مكتملة الأركان. يدرك كل طرف فيها نفسه بوصفه جزء من الآخر. ففي روايته ذائعة الصيت "شفرة دافنشي"، يصدر الروائي دان براون روايته بإهداء إلى زوجته، قائلا "إلى بليث..أكثر من أي وقت مضى!" وهو الإهداء الذي يكشف تاريخا طويلا من العلاقة الزوجية القوية ،استطاع براون أن يحكيه في جملة قصيرة من كلمات معدودة. فقد قابل براون عواصف من الهجوم العالمي عليه قادها الفاتيكان وبعض الطوائف المتشددة التي كانت ترى في روايته هجوما على المسيحية في جوهرها وعقيدتها. ويصعب أن نتخيل أن حياته المنظمة جدا والمدروسة بانضباط، يمكن أن تمر دون مساندة قوية من زوجته بليث. ويبدو لي هذا الإهداء الجميل الرقيق مدخلا مناسبا لما هو أعمق منه وأشد تعقيدا.. فعلى نحو أكثر ملحمية وصعوبة، يدرك من طالعوا مذكرات السيدة تحية كاظم زوجة الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر، كيف يمكن أن تكون الزوجة مرفأ أمان لزوجها، وكيف يمكن أن تركب معه الموج في حياة عاتية العواصف هادرة الأمواج. فعبد الناصر الذي خاض غمار تجربة تكوين تنظيم سري داخل الجيش ثم قاد به ثورة أطاحت بنظام ملكي ثم خاض ثلاثة حروب رئيسا، وغير عقيدة بلد بأكمله، وتصدى للولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا آنذاك، لا يمكننا تخيل حياته مع زوجة غير متفاهمة ومتفهمة. فمن هي الزوجة التي تعيش مع رجل تحوطه الأخطار من كل جانب، وتتهدد حياته حوادث الاغتيال من آن لآخر؟ حكت السيدة تحية كيف كان يصطحبها زوجها السيد الرئيس لزيارة ابنهما الطالب بإحدى الكليات العسكرية في أجواء أقرب للسرية كي لا يثيروا جلبة، وكيف ينشأ ابنهما كما ينشأ باقي أفراد الشعب وأبناؤه، لدرجة مقابلته خلسة بعد انتهاء وقت الزيارة الرسمية، بينما تعطيه أمه بعض المأكولات المنزلية. في فيلم "جمال عبد الناصر" للمثل خالد الصاوي والمخرج أنور القوادري، تجيء نهاية عبد الناصر على فراش الموت، بينما تستأذن زوجته السيدة تحية كل رجال الحكم أن يتركوها معه بمفردها، كي تأتنس به ميتا، بعد طول انشغاله عنها حيا. حتى الكتاب الأشهر في العلاقات الزوجية والعاطفية "الرجال من المريخ والنساء من الزهرة"، تقوم فكرته وفلسفته من النقطة التي استطاع مؤلفه أن يتوائم فيها مع متطلبات زوجته وأن يدرك، فيما يشبه ضربة البرق، أسباب الخلافات العميقة بينهما، ثم يقوم بمعالجتها. ويمضي الكاتب ليشرح لنا التحولات التي طرأت على حياته بعد تفهمه لطبيعة زوجته، وكيف تغيرت حياتهما معا، وكيف تحول هو بفضل التعاون وفضل مساعدتها لأحد أبرز الخبراء النفسيين في العلاقات الزوجية، وأحد المؤلفين الذين تتصدر كتبهم قوائم الأكثر مبيعا. العلاقة بين الرجل وزوجته معقدة بكل الأحوال، أيا كان مستواهما الاجتماعي والثقافي، لكن هناك نماذج نادرة تعكس الأبعاد العميقة لهذا الرباط المقدس والموثق الغليظ. ففي إحدى مطاردات الوالي خالد القسري أثناء فترة الحكم الأموي، تمكن من القبض على أحد معارضي بني أمية وقرر ضرب عنقه بالسيف، وصبيحة تنفيذ الحكم سمحوا لزوجته أن تزوره..وبعد خروجها بوقت..استدعوه كي يقتلوه ففوجئوا بأن الزوجة تركت لزوجها ملابسها ونقاب وجهها ودفعته للهرب، بينما وقفت مكانه في السجن كي تموت هي! ولما رأى خالد القسري الموقف، وقد كان مشهورا بغلظته وبطبيعته كسفاح يطارد المعارضين والمخالفين، اندهش وأعجب بالزوجة أيما إعجاب، وأمر رجاله أن يتركوها قائلا : "حرة فدت ابن عمها"..أي اتركوا هذه المرأة الحرة، أي الشريفة الكريمة، التي فدت زوجها وضحت بنفسها لأجله.

alsaudiatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

علاقات لا تعرف الموت والخوفعن زوجة ذهبت للسياف بدلًا من زوجها علاقات لا تعرف الموت والخوفعن زوجة ذهبت للسياف بدلًا من زوجها



إطلالات متنوعة وراقية للأميرة رجوة في سنغافورة

سنغافورة - السعودية اليوم

GMT 13:27 2017 الأربعاء ,04 تشرين الأول / أكتوبر

الجيش الجزائري يدمر مخبأ للمتطرفين في محافظة بومرداس

GMT 05:13 2017 الأحد ,14 أيار / مايو

عِبْرة في زحام الخبرة

GMT 03:10 2016 السبت ,17 كانون الأول / ديسمبر

"فورسيزونز" تفتتح فندقها على جزيرة في المالديف

GMT 04:58 2017 الأحد ,27 آب / أغسطس

مايا خليفة تسخر من تهديدات "داعش" لها

GMT 09:46 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الثور 6 أكتوبر/ تشرين الأول 2020

GMT 06:15 2020 الثلاثاء ,08 أيلول / سبتمبر

أسعار الذهب في السعودية اليوم الثلاثاء 8 سبتمبر 2020

GMT 05:36 2020 الثلاثاء ,23 حزيران / يونيو

معلومات مهمة عن السياحة في باريس 2020

GMT 23:12 2020 الثلاثاء ,05 أيار / مايو

إسرائيل تتوعد بقصف سورية من جديد
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
alsaudiatoday alsaudiatoday alsaudiatoday
alsaudiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab