الرياض ـ وكالات
بادرت جامعة الملك سعود بتفعيل المشروع الوطني في التعليم العالي للطلاب الصم وضعاف السمع، باختتام الطالبات للسنة التأهيلية وانتقالهن للسنة التحضيرية، بتسخير كافة الإمكانيات والطاقات لخدمة هذه الفئة من الطلاب ذوي الاحتياجات الخاصة، لتقديم الفرصة لهم باستكمال الدراسة الجامعية.
وظلت إشكالية كيفية تقديم الخدمات التعليمية لذوي الاحتياجات الخاصة بالتعليم العالي، لفترة طويلة محل نقاش، خصوصا بتعليم الصم وضعاف السمع، بإزالة المعوقات التي تمنعهم من استكمال دراستهم بالتعليم العالي. رؤى السليم المتخصصة بالتربية الخاصة ذكرت لـ«الشرق الأوسط» أن العمل بالمشروع الوطني في التعليم العالي للطلاب الصم وضعاف السمع جار منذ العام الماضي بجامعة الملك سعود، حيث تم تأسيس سنة تأهيلية انضم لها مجموعة من الطالبات، لتأهيلهن بسد الضعف الكبير في اللغة العربية لدى هذه الفئة من ذوي الاحتياجات الخاصة، وتم تكثيف البرنامج لهم.
وتذكر التربوية السليم أن أسلوب التدريس لفئة ضعاف السمع والصم، يتم عن طريق معلمة ومترجمة للغة الإشارة ومشرفة أكاديمية على البرنامج الخاص بهم ضمن قاعات دراسية مخصصة لهم، لصعوبة دمجهم مع بقية طالبات الجامعة أسوة بالكفيفات. ويلتحق الطالبات بعد إنهاء السنة التأهيلية بركب السنة التحضيرية لكلية التربية حيث فتح لهن المجال للدراسة فيها حاليا في قسمي التربية الفنية، والتربية الخاصة.
وخصصت الجامعة دروسا خاصة بالتقوية، بساعات إضافية تسمى بـ«غرفة المصادر» لاستقاء معلومات إضافية أو إعادة شرح لبعض المعلومات التي يحتاجونها. وإبان الاحتفال بيوم الإعاقة العالمي، قدمت الدكتورة بنية الرشيد عميدة مركز الدراسات الجامعية للبنات بجامعة الملك سعود دعمها للصم وضعاف السمع بتحفيزهم على الاجتهاد خلال السنة التحضيرية، كونهم اللبنة الأولى لتطبيق هذا المشروع الذي يعتمد على نجاح تجربتهم للبدء التدريجي بقبول عدد أكبر من ضعاف السمع والصم كجزء لا يتجزأ من مجتمع جامعة الملك سعود.
وانطلقت عدة مبادرات خاصة بمشروع التعليم العالي بجامعة الملك سعود، كمشروع تطوير خدمات ذوي الاحتياجات الخاصة، الذي يعمل على الاستفادة من البنية التقنية الضخمة التي تمتلكها الجامعة من خلال تطويع التقنية واستخدام التقنيات المساعدة في العملية التعليمية من خلال تدريب وتطوير نظم ومقررات تفاعلية تساعد ذوي الاحتياجات الخاصة على الاستخدام الأمثل للتقنية، ورفع كفاءة جامعة الملك سعود في دعم الأفراد ذوي الإعاقة من خلال الالتزام بالمعايير الدولية في تذليل أي عوائق معمارية أو تقنية لضمان المشاركة ودعم التحول لجامعة للجميع.
وفي ظل الطفرة التي تعيشها جامعــة الملك سعـود على كافة الأصعدة، والتطور الذي أحدثته في كل المجالات من حيث البنية الأساسية، والبنية البشرية، والبنية التقنية، وبحكم ريادتها في المنطقة واهتمامها بكل الفئات المختلفة، ودورها الفاعل في القضايا الوطنية وخدمة المجتمع، كان من الضروري أن تمتد مظلة الجامعة لتشمل ذوي الاحتياجات الخاصة، وتقدم لهم خدماتها في كافة المجالات.
وذكر الدكتور أحمد حفناوي أستاذ تقنيات التعليم بجامعة الملك سعود، أن الحرم الجامعي يركز على إعاقات رئيسية تقابل الطلاب الذين يسعون للدراسة، كالإعاقة الحركية، الإعاقة السمعية والبصرية، ضعيفي البصر والمصابين بعمى الألوان، التي تعد كل منها تحديا هاما أمام المخطط والمعماري الذي يقوم بتصميم مباني الحرم الجامعي، بتهيئة الفراغات والطرقات المخصصة للمشاة، مع توافر مساحات كافية لاستيعاب الجميع، وتسهيل وصول ذوي الاحتياجات الخاصة لجميع مباني الجامعة.
وأشار الدكتور حفناوي إلى أن وحدة التهيئة التقنية وخدمات التقنية المساعدة تولي اهتماما متزايدا لاستخدام التقنيات في العملية التعليمية، خصوصا مع ظهور التقنيات المساندة والمخصصة لاحتياجات هذه الفئة، فبات من الممكن لذوي الاحتياجات الخاصة الاستفادة من كامل طاقاتهم المعطلة بالأجهزة أو البرامج الخاصة، أو تهيئة البنية التحتية للتقنية للعمل على تسهيل الوصول إلى أحد الجوانب المهمة في تأهيل البيئة التعليمية لذوي الاحتياجات الخاصة، فضلا عن تهيئة البيئة الإلكترونية لتتفاعل مع تلك الأجهزة والبرامج لتسهيل وصول ذوي الاحتياجات الخاصة للخدمات الإلكترونية للجامعة.
ويعتبر أحد إنجازات وحدة التهيئة التقنية، إنشاء معامل حاسب خاصة بذوي الاحتياجات الخاصة بالسنة التحضيرية، وتدريب الأكفاء لتخطيهم الاختبارات الدولية المعتمدة للحصول على رخصة قيادة الحاسب الآلي الدولية، وإجراء دراسات وبحوث لتطوير الخدمات الأخرى بالجامعة كالمكتبة وأجهزة الصراف الآلي. ويتوقع في الفترة القادمة أن تشهد معامل الحاسب الآلي تطويرا لاستقبال شريحة أكبر من ذوي الاحتياجات الخاصة، وتهيئة مقررات إلكترونية خاصة بهم.
أرسل تعليقك