طالبة فلسطينية من غزة تحصل على منحة غير تقليدية من  جامعة أوكسفورد البريطانية
آخر تحديث GMT12:42:50
 السعودية اليوم -

طالبة فلسطينية من غزة تحصل على منحة غير تقليدية من جامعة أوكسفورد البريطانية

 السعودية اليوم -

 السعودية اليوم - طالبة فلسطينية من غزة تحصل على منحة غير تقليدية من  جامعة أوكسفورد البريطانية

لندن ـ وكالات

روان ياغي، فتاة في التاسعة عشرة من عمرها تعشق القراءة، تبدو كطالبة تدرس الأدب، وصلت إلى غزة لمقابلتي وهي تطوي نصا مكتوبا تحت ابطها. كانت نسخة مطوية بعناية من رواية "كاتش 22" الكلاسيكية الساخرة للمؤلف جوزيف هيلر حول سخافات الحرب، وهو اختيار يعد غريبا بالنسبة لفتاة قضت معظم حياتها في واحدة من أكثر مناطق الصراع سخونة في الشرق الأوسط. ولكن حياة روان ستبدأ في التغير، صحيح أنها طالبة في الجامعة الإسلامية بغزة، ولكنها حصلت على منحة دراسية في جامعة أوكسفورد لدراسة علوم اللغة واللغة الإيطالية، وهي تحلم بالانتقال من غزة مدينة المآذن إلى أوكسفورد مدينة "الأبراج الحالمة". قالت مبتسمة "أنا متحمسة للغاية ولا أستطيع الانتظار، صحيح أن الأمر سيكون مختلفا ولكنه سيكون ممتعا." ولكن الأكثر غرابة من هذا أن كل الطلبة الآخرين في "جيزاز كوليج" بجامعة أوكسفورد سيقومون بدفع جزء من دراسات روان، وهو برنامج تم إنشاؤه حديثا للطلبة الذين يحصلون على المنح الدراسية في هذه الكلية ويوافق فيه الطلبة الآخرون على دفع مبلغ 3.90 جنيه استرليني (5.90 دولار) في كل فصل دراسي من المصروفات الدراسية لروان. وقام بتأسيس هذه المنحة إميلي دريفوس خريجة جامعة أوكسفورد التي أدركت أن قليلين جدا من طلبة غزة من يحصلون على فرصة الدراسة في واحدة من أعرق الجامعات البريطانية وأفضلها سمعة. تؤكد روان أن الكثير من الطلبة الآخرين في الكلية سعداء بهذه المساهمة، وتقول "لقد قاموا بالتصويت لهذا منذ البداية، وهم يدركون أن هذه مساهمة صغيرة جدا من أجل تحقيق فائدة إيجابية لشخص تعوقه الظروف." وستصل مساهمات الطلبة الموجهة لدعم دراسة روان لمبلغ 6300 جنيه استرليني سنويا سيتم توجيهها لمصروفات إقامتها، وهو مجرد جزء من المصروفات السنوية التي تقدر بمبلغ 30 ألف جنيه استرليني التي تحتاجها لإكمال دراستها خلال أربع سنوات. ولكن الجامعة وافقت على التنازل عن قرابة 60 بالمئة من النفقات الدراسية لروان، وسيتحمل الجزء الباقي من النفقات ثلاث مؤسسات خيرية وهي مؤسسة هاني قدومي للمنح الدراسية، ومؤسسة عبد المحسن القطان، ومؤسسة أمل التي تدعم اللاجئين الفلسطينيين حول العالم. تقول روان "أنا شديدة الامتنان لإميلي التي آمنت بالناس هنا ومنحت أناسا مثلي الفرصة لتغيير حياتهم." كانت لدى روان فرصة بالغة الضآلة للخروج من الإقليم الفلسطيني الصغير، عندما سافرت في رحلة دراسية للولايات المتحدة. وتغلق إسرائيل قطاع غزة، كما أن صدامها المستمر مع حماس التي تحكم هذا القطاع يجعل السفر عبر إسرائيل عملية بالغة الصعوبة. في الماضي كانت إسرائيل ترفض منح التصاريح للطلبة الفلسطينيين بمغادرة قطاع غزة من أجل إجراء دراسات في الخارج. ويسري هذا أيضا على روان، التي ستغادر قطاع غزة عبر مصر حتى تسافر إلى أوكسفورد، وهي تكمل دراستها الآن لنيل درجة في الأدب الانجليزي من خلال كتاب "مزرعة الحيوانات" لجورج أورويل، وكتاب "أمير الذباب" لويليام جولدنج. وتقول أن الكتاب المفضل بالنسبة لها هو كتاب "صباحات جنين" للمؤلفة الأمريكية من أصل فلسطيني سوزان أبو الهوى، وهي الرواية التي تتتبع ثلاثة أجيال من عائلة فلسطينية تحول أفرادها إلى لاجئين بعد إعلان قيام دولة إسرائيل عام 1948. كما أن روان واحدة من معجبي مؤلفة سلسلة روايات هاري بوتر جي كي رولنغ، وتقول "أسلوبها في الكتابة بالغ الرقة، وأشياء قليلة في قصصها فقط يمكن أن تستحوذ على اهتمامك بالكامل." التعليم في غزة باهظ التكاليف، فهناك مالايقل عن سبع جامعات في منطقة يبلغ تعدادها 1.7 مليون نسمة، ولكن روان تتوقع تجربة دراسية مختلفة في أوكسفورد. تقول :"النظام الدراسي شديد الاختلاف، سأحظى بمدرسين لي وحدي، ليس مثلما يحدث في غزة حيث لايحظى مئات الطلبة سوى بمدرس واحد." وستحظى روان أيضا بتعليم مختلط، ففي الجامعة الإسلامية حيث تدرس الآن، يتلقى الرجال والنساء دروسهم في أماكن منفصلة. وتعلق روان على هذا "لا أعتقد أن هذه ستكون مشكلة، فالثقافة ستكون مختلفة كليا، ولكني مستعدة تمام لتقبل هذا"، كما أنها مستعدة للتعايش مع إحساس البعد عن الأسرة، وتقول "بالتأكيد سأشعر بالحنين إلى الوطن، ولكن علي فعل هذا والتعايش معه، لأن لدي هدف مهم علي تحقيقه." كانت إملي درايفوس تتوقع أن يلاقي الشباب الفلسطينيون ترحيبا حارا، وقالت "أنا واثقة من أنها ستقضي وقتا ممتعا، وأعلم أن هناك الكثير من الناس في الكلية حريصون على مقابلتها والترحيب بها في مجتمعهم." كما أن روان تتطلع لأن تخبر الناس عن الجانب الآخر من حياتها في غزة، وتقول :"كثير من الناس تتصور أنها هنا منطقة حرب، وأن الناس هنا مهم بالسياسة، ولكن الأمر لايتعلق بالحرب دائما، إنها يتعلق أيضا بالعائلات، والأصدقاء، والحب، وليس فقط بالصدام مع إسرائيل." ولكن على الرغم من الفرصة الموجودة لديها لتوسيع آفاقها، إلا أنها اعترفت أنها ستعود إلى غزة فور إنهاء سنواتها الدراسية الأربع في أوكسفورد. تقول بابتسامة ساخرة "حتى الآن لم أفكر فعليا فيما يمكن أن أفعله بعد إنهاء دراستي الجامعية، ولكني بالتأكيد سأعود إلى هنا، وعلى الرغم من صعوبة الحياة هنا إلا أنها لاتزال ممتعة، ومليئة بالمغامرات في بعض الأحيان، صحيح أن في غزة أشياء سيئة ولكن هذا لايعني أن تتركها وتدير ظهرك لها."

alsaudiatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

طالبة فلسطينية من غزة تحصل على منحة غير تقليدية من  جامعة أوكسفورد البريطانية طالبة فلسطينية من غزة تحصل على منحة غير تقليدية من  جامعة أوكسفورد البريطانية



إطلالات متنوعة وراقية للأميرة رجوة في سنغافورة

سنغافورة - السعودية اليوم

GMT 16:48 2024 الثلاثاء ,16 كانون الثاني / يناير

اكتشاف بروتين يحفز إنتاج الدهون الجيدة والتخلص من السمنة

GMT 11:28 2021 الأربعاء ,03 شباط / فبراير

يشير هذا اليوم إلى بعض الفرص المهنية الآتية إليك

GMT 11:49 2020 الإثنين ,29 حزيران / يونيو

ما كنت تتوقعه من الشريك لن يتحقق مئة في المئة

GMT 02:29 2017 الخميس ,05 كانون الثاني / يناير

إعادة مسلسل الدم والنار للفيشاوي على "قناة الحكايات"

GMT 06:40 2019 الخميس ,04 إبريل / نيسان

تعرّف على حظك وتوقعات الأبراج الخميس 4 نيسان

GMT 19:32 2018 الأحد ,16 كانون الأول / ديسمبر

الصفاء يتعادل مع الراسينغ خلال أخر مباراة من الدورى

GMT 12:38 2017 الثلاثاء ,29 آب / أغسطس

المراهقون أفسدوا الكرة

GMT 15:29 2023 الثلاثاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

مواصلة ارتفاع اسعار النفط بسبب هجمات البحر الأحمر
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
alsaudiatoday alsaudiatoday alsaudiatoday
alsaudiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab