دراسة تكشف أن فترة البلوغ تؤثّر على الأداء الدراسي للطفل
آخر تحديث GMT12:42:50
 السعودية اليوم -

دراسة تكشف أن فترة البلوغ تؤثّر على الأداء الدراسي للطفل

 السعودية اليوم -

 السعودية اليوم - دراسة تكشف أن فترة البلوغ تؤثّر على الأداء الدراسي للطفل

فترة البلوغ تؤثّر على الأداء الدراسي للطفل
لندن – العرب اليوم

تتميز فترة البلوغ بالكثير من التغيرات الكبيرة التي تحدث في جسم الطفل وتحوّله إلى مراهق سواء على المستوى العضوي أو النفسي والجنسي، وهذه التغيرات تؤثر على الطفل بطبيعة الحال وعلى الاتزان النفسي والعاطفي، إضافة إلى الأداء الدراسي للطفل خاصة الفتيات اللائي يبدأن في البلوغ في وقت مبكر عن الذكور تقريباً في عمر العاشرة أو أقل، وهناك الكثير من الهرمونات المسؤولة عن هذه التحولات سواء الشكلية أو الوظيفية، ولعل أهمها في تلك المرحلة هي الهرمونات المسؤولة عن نضج وبداية عمل الأعضاء الجنسية سواء على المستوى الشكلي الخارجي للفتيات واكتساب الجسد الملامح الأنثوية أو على المستوى الوظيفي، حيث تبدأ المبايض في إخراج البويضات وحدوث الدورة الشهرية للمرة الأولى.

ويؤثّر هرمونا "الأستروجين"، و "البروجستيرون"، على الحالة الجنسية والعاطفية للفتيات وحدوث تغيرات فسيولوجية في الأعضاء التناسلية الخارجية أو الداخلية، وبالطبع فإن هذا التحوّل المفاجئ في المظهر، وأيضا على المستوى العاطفي والجنسي يسبب عبئا نفسيا على الفتاة، ولكن يبدو أن حدوث البلوغ يمثل عبئا من نوع آخر على الفتيات تبعا لأحدث الدراسات التي تناولت البلوغ والتي نشرت في دورية "journal Current Biology"، حيث أشارت إلى أن دور هذين الهرمونين ربما يمتد ليؤثر على العملية التعليمية أيضا، ليس فقط لتأثيره على الحالة النفسية والمزاجية، ولكن أيضا ربما بسبب أن بداية البلوغ تؤثر على القشرة المخية الأمامية frontal cortex وهي المسؤولة عن التعلم والإدراك واكتساب الخبرات المختلفة اللغوية والسلوكية والاجتماعية، وبسبب هذا التأثير يمكن أن تعاني بعض الفتيات من صعوبات في التعلم.

وخلصت الدراسة التي قام بها علماء من جامعة كاليفورنيا في الولايات المتحدة، إلى هذه النتائج بعد التجارب التي تم إجراؤها على إناث الفئران والتي يمكن أن يكون لها أثر كبير على الفتيات في العملية التعليمية، خاصة أن بعض الفتيات يبدأن البلوغ في عمر السابعة أو الثامنة في المدن الكبرى، وربما يكون السبب في ذلك هو ضغوط الحياة في المدن الكبرى فضلا عن تفشي ظاهرة البدانة نتيجة للعادات الغذائية الخاطئة والاعتماد على الوجبات السريعة بشكل كبير. والفتيات في هذه المرحلة العمرية في الأغلب ما زلن في المرحلة الابتدائية من الدراسة التي تستدعي شحذ القدرات الإدراكية للفتيات مما يعني تأثير البلوغ بالسلب عليهن، تغييرات في المخ، ولاحظ الباحثون تغيرات ملحوظة على التوصيلات العصبية في القشرة المخية الأمامية لإناث الفئران بعد تعرضها للحقن بهرمونات البلوغ.

وحدثت هذه التغيرات في المنطقة المسؤولة عن التعلم في المخ والانتباه والتعامل مع المواقف المختلفة وهو ما تحتاجه الدراسة على وجه التحديد، وأوضح الباحثون أن هذه الدراسة تعتبر الأولى من نوعها التي تناقش علاقة هرمونات البلوغ بالتوصيلات العصبية وأن القشرة المخية عند الفتيات في بداية البلوغ تكون من المرونة والقدرة على التعامل مع هذه المثبطات التي تتزامن مع هرمونات البلوغ، وهو الأمر الذي يمكن الكثير من الفتيات من استكمال حياتهم الدراسية بتفوّق، وبطبيعة الحال هناك فروق فردية بين كل فتاة وأخرى في التأثر والقدرات الإدراكية، بمعنى أن هذه التغيرات تعمل بمثابة المفتاح الكهربائي، الذي يثبط عمل التوصيلات العصبية، ولكن لأن مخ الأطفال يكون أكثر مرونة من البالغين في التعلم يمكنه التغلب على هذه الهرمونات.

وأوضحت الدراسة أن الفتيات على الرغم من استمرارهن في الدراسة فإن جزءا من القدرة الإدراكية للمخ يتم توجيهه إلى الجانب الاجتماعي، بمعنى أن هذه الفترة هي التي تتحول فيها الفتيات من أطفال إلى مراهقات ويبدأن في تكوين الصداقات والعلاقات الاجتماعية والتصرف بشكل أكبر نضجا. ومع حدوث البلوغ في عمر مبكر وتأثيره بالسلب على التوصيلات العصبية في المخ يضيف عبئًا إضافيًا على الفتيات في هذه المرحلة الحرجة على المستوى الدراسي والاجتماعي، وهو الأمر الذي يجب وضعه في الحسبان في التعامل في المستقبل وتقدير حجم المعاناة التي ربما تتعرّض لها الفتاة في الدراسة، وقام الباحثون بعد حقن مجموعة من الفئران بهرمونات البلوغ بتعطيل عملية البلوغ في مجموعة أخرى من الفئران من خلال استئصال المبيض لهن لمعرفة مقدار التأثير وعمل مقارنة ثم قاموا بقياس النشاط العصبي الكهربائي في خلايا الفئران التي تعرضت للحقن وتجربة البلوغ. ولاحظوا تغيرات هامة في التوصيلات المخية والتي تنظم مرونة المخ وقدرته على التعلم وقاموا أيضا بعمل اختبار للفئران جميعها لمعرفة مكان ثمرات معينة تمت تخبئتها بشكل يتطلب مهارة للحصول عليها، حيث كانت كل ثمرة مرتبطة برائحة معينة ولمعرفة الثمرة المحددة كان يجب أن يتبع الفئران أسلوب "التجربة والخطأ trial and error" وهو ما يعني التعلم.

ووجد الباحثون أن فئة الفئران التي تم حقنها بهرمونات البلوغ استغرقت وقتًا أطول في العثور على الثمرات، وهو ما يعني أنها واجهت صعوبات في التعلم بعكس البقية التي تم استئصال المبايض لها، وهو الأمر الذي تتعرّض له الفتيات في نفس الموقف ويثبت أن تجربة البلوغ بغض النظر عن العمر لها دور في القدرات الإدراكية والعقلية.

alsaudiatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

دراسة تكشف أن فترة البلوغ تؤثّر على الأداء الدراسي للطفل دراسة تكشف أن فترة البلوغ تؤثّر على الأداء الدراسي للطفل



إطلالات متنوعة وراقية للأميرة رجوة في سنغافورة

سنغافورة - السعودية اليوم

GMT 16:19 2021 الخميس ,07 كانون الثاني / يناير

حظك اليوم برج الأسد الخميس 7 يناير/كانون الثاني 2021

GMT 18:13 2019 الثلاثاء ,15 تشرين الأول / أكتوبر

حمدي فتحي يسجل أول أهداف مصر في شباك بوتسوانا

GMT 11:25 2018 الجمعة ,26 تشرين الأول / أكتوبر

عسيري يؤكد أن الاتحاد قدم مباراة كبيرة امام الهلال

GMT 00:28 2018 الخميس ,05 تموز / يوليو

كروم 67 يدعم تطبيقات الويب المتجاوبة

GMT 15:41 2018 الجمعة ,09 شباط / فبراير

سترة الجلد تناسب جميع الأوقات لإطلالات متنوعة

GMT 14:57 2017 الجمعة ,15 كانون الأول / ديسمبر

كليب Despacito يحقق مليار ونصف مشاهدة على اليوتيوب

GMT 18:27 2017 الثلاثاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

العثور على معدات صيد في الدار البيضاء لرجل اختفى عن الأنظار

GMT 21:15 2017 الأربعاء ,04 تشرين الأول / أكتوبر

مباراة الدحيل والريان تحظى بنصيب الأسد من العقوبات

GMT 08:17 2017 الأربعاء ,27 أيلول / سبتمبر

الكويت تجدد سعيها لحل الخلافات العربية مع قطر

GMT 02:26 2017 الجمعة ,14 تموز / يوليو

نادي نابولي الإيطالي يكشف عن بديل بيبي رينا
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
alsaudiatoday alsaudiatoday alsaudiatoday
alsaudiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab