جوزيف براودي الإعلام الأميركي أخفق في قراءة أحداث الربيع العربي
آخر تحديث GMT12:42:50
 السعودية اليوم -

جوزيف براودي: الإعلام الأميركي أخفق في قراءة أحداث "الربيع العربي"

 السعودية اليوم -

 السعودية اليوم - جوزيف براودي: الإعلام الأميركي أخفق في قراءة أحداث "الربيع العربي"

واشنطن ـ العرب اليوم

قال الصحافي والكاتب الأميركي جوزيف براودي، إن الكثير من الإعلاميين الأميركيين لم ينجحوا في نقل صورة كاملة عن الثورات العربية ما أدى إلى خلق انطباعات غير صحيحة لدى الجمهور الأميركي. وقال براودي، الذي يتحدث العربية وكتب الكثير من التقارير والمقالات الموسعة عن قضايا الشرق الأوسط في عدد من كبريات الصحف والمجلات الأميركية، أن المشكلة تكمن في التحولات التي جعلت العمل الإعلامي أكثر سرعة ما أدى إلى غياب الرؤية الدقيقة الفاحصة. وجاء الحوار على النحو التالي: * هناك شكوى تتكرر من عدم فهم الساسة الأميركيين وعدد كبير من الإعلاميين لمنطقة الشرق الأوسط. في العامين الماضيين بدت مثل هذه الشكوى مصيبة. ما رأيك؟ - مع أنه من الصعب التعميم فيما يخص مجال الإعلام الأميركي الواسع، أو دائرة القرار الأميركي المتحولة، أوافق في أن الكثير من الإعلاميين لم ينقل الصورة الكاملة للثورات العربية. من جانب آخر، الدبلوماسي الأميركي أيضا يعيش محاصرا في العالم العربي ، وحينما يخرج من السفارة، التي باتت أشبه بالثكنة العسكرية، فإن حراسة مشددة ترافقه على الدوام. لذا فهو بالفعل منعزل عن المجتمع الذي يعيش فيه، وقد يستند إلى تغطية مواطنيه الإعلاميين لفهم ما يدور حوله. وبعض الباحثين الأميركيين يعتمدون على هؤلاء الدبلوماسيين في المعلومة والتحليل. وعلى ضوء ذلك يكتبون بحوثا قد تؤثر على كل من صانع القرار والإعلاميين أيضا، والدورة تبدأ من جديد وهكذا. من جانب آخر، عدد كبير من المتابعين للإعلام الأميركي ينقصهم الاهتمام بالشؤون الخارجية. من طبيعة البشر أن يهتم الشخص أكثر في الحدث الأقرب إليه. فلذا، ليس لصناعة الإعلام الأميركي عموما ما يبرر الاستثمار طويل الأمد في مراسلين ذوي خبرة خاصة في الشرق الأوسط. وبسبب العجز في الميزانية الذي أصاب المؤسسات الإعلامية الأميركية في السنوات الأخيرة، فهناك الكثير من مكاتب وسائل الإعلام الأميركية أغلقت أبوابها في العالم العربي وغيره من المناطق. إذن هناك مزيج من الأسباب أدت إلى هذا القراءة غير الصحيحة وليس سببا واحدا. * ما رأيك بتغطية الصحافة الأميركية لما يسمى «الربيع العربي». حسب متابعتي الشخصية قلة فقط من كتبت عن معرفة ودراية، وهذا ما أدى إلى خلق انطباعات غير صحيحة؟ - قد يكون الأمر منطلقا من حسن النية والتفاؤل، ولكن يبدو أن الكثير من الصحافيين تعاملوا مع التطورات التي حدثت في ذلك الوقت من خلال المعيار الديمقراطي على النمط الغربي. وبالفعل، عبر الكثير من الشباب المتظاهرين الناطقين بالإنجليزية عن رغبتهم في نشر الديمقراطية الليبرالية في بلدانهم، وقدمت آراءهم كأنها تمثل الاعتقاد السائد. وفي تلك الفترة التي شهدت اندلاع الثورات، الشخصيات التي كانت تظهر بالإعلام الأميركي وتتحدث عن مخاطر الإخوان المسلمين، وصفت من قبل الكثير من الإعلاميين أنفسهم بالتشاؤم وعدم القدرة على فهم التغيرات العميقة التي تجري في تلك اللحظة. والآن قد تغيرت النظرة تماما، ولكن لا يزال أمام من تبنى رأيا متفائلا جدا أن يتأمل أسباب عدم قراءته الواقع بشكل صحيح. * ولكن هناك الكثير من أميز الصحافيين والكتاب الذين يفهمون جيدا منطقة معقدة كالشرق الأوسط. ولكنهم غير حاضرين وأصواتهم لا تسمع كثيرا؟ - أظن أن الكثير من المسؤولين عن المحطات التلفزيونية يبحثون عن الصحافي الذي يرى الأشياء من خلال لونين فقط: الأبيض والأسود. تقديم مثل هذا الرأي يبدو أسهل لأنه يخلو من التحليل والتمحيص. الأشخاص الذين يرون المسائل المطروحة في العالم العربي من زوايا متعددة، غير مرغوب فيهم. في الحقيقة ليس هناك وقت لهم في جداول البرامج التلفزيونية التي تبحث عن آراء سريعة جاهزة، تعقبها مجموعة من النصائح. * يبدو أن عدم معرفة اللغة العربية تمثل أيضا عائقا أمام الصحافي الذي يأتي للمنطقة؟ - بكل تأكيد، فمن دون إتقان العربية، لا يمكن للزائر أن يتبادل آراء مباشرة إلا مع شريحة ضيقة من المجتمع، والمترجم المكلف بالتوسط بين المراسل ومصدره يضيف بعدا جديدا إلى المقابلة ولكنه لن يكون بديلا عن الاتصال المباشر. في الحقيقة أحيانا يتجاوز المترجم دوره المنوط به، ويقوم بدور المراسل أيضا. * في أحد مقالاتك ذكرت أن القرارات التي تصدرها الإدارات الأميركية بخصوص الشرق الأوسط، ليست بالضرورة نتيجة نقاش وفهم عميق للمنطقة، كما قد يتوهم المرء. - نعم هذا صحيح فيما يخص بعض القرارات. على سبيل المثال، قرار إجراء الانتخابات في العراق كان قرارا شبه عشوائي. حسبما عرفت من بعض الأصدقاء المطلعين، القرار تم في ظروف غاية في الفوضى، وهناك من اقترح فكرة إجراء انتخابات بغرض ملء فراغ فكري قبل أن يكون سياسيا، وتم الأخذ به. * كيف تنظر آنت شخصيا إلى طبيعة عملك بصفتك مواطن أميركي ينشر ويقدم برامج باللغتين، الإنجليزية والعربية؟ - أحب أن أخدم الجمهوريين. فتزويد المجتمع الأميركي بفهم أوسع العالم العربي هو أمر تجاوزت أهميته حدود الولايات المتحدة، مع أنني أشعر أحيانا باليأس من عدم اهتمام الكثير بما يجري في هذا الجزء من العالم. أما فيما يخص الجمهور العربي والذي أنتمي إليه كون والدتي عراقية، فأحب أن أسهم في الجدل الذي يشغله ويثير اهتمامه واهتمامي بذات الوقت

alsaudiatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

جوزيف براودي الإعلام الأميركي أخفق في قراءة أحداث الربيع العربي جوزيف براودي الإعلام الأميركي أخفق في قراءة أحداث الربيع العربي



إطلالات متنوعة وراقية للأميرة رجوة في سنغافورة

سنغافورة - السعودية اليوم

GMT 16:48 2024 الثلاثاء ,16 كانون الثاني / يناير

اكتشاف بروتين يحفز إنتاج الدهون الجيدة والتخلص من السمنة

GMT 19:18 2021 الخميس ,04 شباط / فبراير

يتيح أمامك هذا اليوم فرصاً مهنية جديدة

GMT 00:36 2017 الثلاثاء ,12 كانون الأول / ديسمبر

5 طرق لتنظيف السيراميك والأرضيات من الطبيعة

GMT 16:43 2021 السبت ,13 شباط / فبراير

بناطيل هوت كوتور ربيع 2021 من أسبوع باريس

GMT 12:48 2020 الأربعاء ,15 إبريل / نيسان

جامعة سعودية تتوصل لنتائج تقضى على فيروس كورونا

GMT 13:28 2019 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

عادل عصمت يناقش "الوصايا" في نادي ركن الياسمين

GMT 19:49 2018 الأربعاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

"البيت الأبيض" يُعلن سحب قوات بلاده من سورية

GMT 19:12 2018 الإثنين ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

فورد إكسبلورر 2020 الجديدة تظهر بتمويهات خفيفة

GMT 03:54 2018 الخميس ,30 آب / أغسطس

ترشيح أحمد السقا لبطولة فيلم "أشرف مروان"
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
alsaudiatoday alsaudiatoday alsaudiatoday
alsaudiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab