مكانة البقر المميزة في مملكة بوروندي
آخر تحديث GMT12:42:50
 السعودية اليوم -

مكانة البقر المميزة في مملكة بوروندي

 السعودية اليوم -

 السعودية اليوم - مكانة البقر المميزة في مملكة بوروندي

بوجمبورا ـ العرب اليوم

في الماضي، كان الرعاة في بوروندي يتلون قصائد للأبقار بينما يصطحبونها للرعي، ثم اندلعت الحرب الأهلية وتراجع عدد المواشي الى حد كبير... لكن تربية المواشي تعود اليوم تدريجيا وتشق طريقها بصعوبة نحو الحداثة.  وكان الاقتصاد برمته في بوروندي يتمحور على تربية المواشي. وفي دليل على الأهمية التي تولى إلى البقر في هذا البلد، تستخدم الكلمة عينها "إيغيسابو" للدلالة على معدة كل من الملك الذي يتمتع بسلطة إلهية والبقرة، في حين تستخدم كلمة "إندا" لمعدة أحد أفراد عامة الشعب.  وقبل الحرب الأهلية في بوروندي (1993 - 2006)، كانت الماشية تضم بصورة إجمالية "800 ألف رأس"، على حد قول إلياكيم هاكيزيمانا المدير العام لقسم تربية المواشي التابع لوزارة الزراعة. غير أنه كان للحرب الممتدة على 13 عاما "تداعيات مأساوية على البقر"، ولم يبق إلا 300 ألف رأس عند إبرام اتفاقية السلام بين إثنية توتسي الأقلية وإثنية هوتو الأغلبية.  وكان متمردو إثنية هوتو يستهدفون بصورة خاصة الابقار التي لها مكانة مميزة في إثنية توتسي المؤلفة تقليديا من مربي مواش، ويأكلون لحومها خلال هذا النزاع الذي أودى بحياة 300 ألف شخص ونسف اقتصاد هذا البلد الإفريقي الصغير الواقع في منطقة البحيرات الكبرى.  وفي الواقع، تحتل البقرة مكانة مقدسة في بوروندي.  ويشرح الكاهن ادريان نتابوما البالغ من العمر 74 عاما والذي كان يحاضر في علم الإثنيات في جامعة بوروندي في ما مضى أن "البقرة لم تكن يوما مجرد حيوان أليف في المملكة، وذلك حتى قبل الاستعمار في نهاية القرن التاسع عشر".  وهو يتابع قائلا إن "الراعي كان يتكلم مع البقرة ويتلو لها قصائد تختلف باختلاف المقاصد، مثل المورد والمرعى والحظيرة".  ويقول البورونديون للمرأة صاحبة العينين الجميلتين إنه لديها "عينا عجل".  وتقسم الأيام بحسب النشاطات الخاصة بتربية المواشي، فيقال "وقت الرعي" للإشارة إلى الصباح و"وقت عودة العجول" للتكلم عن بداية فترة بعد الظهر.  حتى أن الرعاة يتلقون أسماء على أبقارهم، مثل "يامويزي" (الآتية من القمر) أو "يامواكا" (الأجمل هذا العام) أو "جامبو" (الكلمة).  ويذكر بيير ندوويمانا وهو من سكان منطقة ماتانا (الجنوب) بأن "الابقار كانت تقدم للحصول على أراض وخدمات وحتى زوجات".  ويضيف أن "المهر كان مؤلفا مثلا من بقرة أو عدة أبقار، بحسب الثروة".  ويلخص الكاهن ادريان نتابوما الوضع قائلا إن "البلاد خصصت مكانة مميزة للأبقار التي كانت تتمحور عليها العلاقات الاجتماعية ... فهي لم تكن تعامل معاملة الآلهة، كما هي الحال في الهند، لكنها كانت تتمتع بطابع مقدس نسبيا".  لكن حتى قبل الحرب الأهلية، راحت هذه التقاليد تندثر في ظل الاستعمار الألماني ثم الوصاية البلجيكية بالتزامن مع تزايد عدد السكان وتراجع مساحة الأراضي الزراعية. ويتأسف الكثير من البورونديين على ما آلت إليه الحال اليوم.  ومنذ نهاية الحرب، ارتفع مجددا عدد المواشي ليصل اليوم إلى 600 ألف رأس. لكن الأبقار باتت تكلف غاليا (حوالى ألف دولار اميركي) في هذا البلد الذي يعد من الأفقر في العالم.  وقد أطلقت برامج تهدف إلى زيادة رؤوس المواشي ووزعت في إطارها 25 ألف بقرة منذ عام 2008.  لكن المستفدين من هذا البرنامج يواجهون صعوبة كبيرة في بيع حليب الأبقار أو تحويله، إذ انهم يفتقرون إلى معمل ألبان.  فالمعمل الوحيد قد أغلق أبوابه في بداية الحرب الاهلية. ويباع الحليب اليوم على أيدي بائعين متجولين يجوبون الشوارع طوال النهار على دراجاتهم الهوائية.  وتعد بوروندي أصغر منتج للحليب في شرق إفريقيا، مع إنتاج سنوي بلغ 71300 طن في عام 2011، في مقابل 2,5 مليون طن لكينيا و500 ألف طن لأوغاندا وتنزانيا و121400 طن لرواندا.

alsaudiatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مكانة البقر المميزة في مملكة بوروندي مكانة البقر المميزة في مملكة بوروندي



إطلالات متنوعة وراقية للأميرة رجوة في سنغافورة

سنغافورة - السعودية اليوم

GMT 17:04 2021 الخميس ,07 كانون الثاني / يناير

حظك اليوم برج الدلو الخميس 7 يناير/كانون الثاني 2021

GMT 16:31 2021 الخميس ,07 كانون الثاني / يناير

حظك اليوم برج العذراء الخميس 7 يناير/كانون الثاني 2021

GMT 15:06 2017 الخميس ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالة رائعة لسارة سلامة في جلسة تصوير جديدة

GMT 09:43 2019 الأربعاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر

كاريلو يكشف عن كواليس البقاء مع "الهلال"

GMT 03:32 2017 الخميس ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

مروان الشوربجي يودع ربع نهائي بطولة قطر للاسكواش

GMT 10:08 2017 الإثنين ,09 تشرين الأول / أكتوبر

اتحاد جدة ينهيء الشعب المصري بالصعود إلى كأس العالم

GMT 13:33 2017 الأحد ,01 تشرين الأول / أكتوبر

محمد عساف يغني في 5 مدن كندية دعماً لأطفال فلسطين
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
alsaudiatoday alsaudiatoday alsaudiatoday
alsaudiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab