نسور تكافح للبقاء في باكستان وسط نفور شعبي
آخر تحديث GMT12:42:50
 السعودية اليوم -

نسور تكافح للبقاء في باكستان وسط نفور شعبي

 السعودية اليوم -

 السعودية اليوم - نسور تكافح للبقاء في باكستان وسط نفور شعبي

نسور تكافح للبقاء في باكستان
شانغا مانغا (باكستان) (أ ف ب)

في مساحة مسيجة شاسعة داخل غابة شانغا مانغا الباكستانية، ينتظر حوالى عشرين نسرا أبيض الظهر بفارغ الصبر طعام العشاء المؤلف من لحوم الحمير والماعز ... هذه الطيور المهمة للغاية للنظام البيئي تواجه خطر الزوال في البلاد غير أن منظمة محلية تحاول انقاذها.
وقد تراجعت أيضا أعداد هذه الطيور الضخمة غير المحببة اجمالا بفعل استخدام مضادات للالتهاب في المزارع.

ويشير الصندوق العالمي للطبيعة بفرعه الباكستاني إلى أن أعداد النسر الأبيض الظهر المعروف باسمه العلمي "جيبس بنغالنسيس" والبالغ باع جناحيه مترين ووزنه 7,5 كيلوغرامات تراجعت بنسبة تفوق 99 % خلال التسعينات بعدما كانت هذه الطيور تنتشر بكثرة في سماء شبه القارة الهندية.

ومنذ 2005، يدير الصندوق العالمي للطبيعة بدعم مالي من منظمات أخرى مركزا لمحاولة انقاذ هذه النسور، على بعد حوالى مئة كيلومتر من العاصمة الثقافية لاهور (شرق).
وترابط هذه الطيور ذات الريش الأبيض والبني في أقفاصها الخشبية خلف المنطقة المسيجة على علو حوالى عشرة امتار.
هذه النسور محتجزة لكنها على الأقل في امان. والهدف من هذا المركز هو الابقاء على هذه الفصيلة من الطيور حية بانتظار أن تسمح الظروف الخارجية بإطلاقها، وهو شرط غير متوافر حاليا.

وتوضح منسقة المشروع وردة جاويد "في الماضي، كانت سماء باكستان تعج بالنسور".
وتقول "لكن نظرا الى التهديدات المختلفة، وفي الدرجة الأولى دواء لاستيرويدي مضاد للالتهاب هو +ديكلوفيناك+ الذي يسبب تناوله قصورا رئويا مباغتا لدى النسور، سجل تدهور سريع في أعداد" هذه الطيور.

ويستخدم "ديكلوفيناك" كمسكن من المربين وهو يلحق بطريقة غير مباشرة أضرارا كبيرة بالنسور التي تقتات على جيف الحيوانات.
ويجري الصندوق العالمي للطبيعة في الموازاة حملة لدى السلطات والأطباء البيطريين والمجموعات الصيدلانية للدفع في اتجاه الاستعاضة عن هذا الدواء في المزارع بنوع آخر لا يشكل خطرا على الطيور هو "ميلوكسيكام".

وقد حظر استخدام "ديكلوفيناك" اعتبارا من سنة 2006 في الهند حيث سجلت أعداد النسور تراجعا أيضا من ملايين الطيور إلى بضعة آلاف في خلال حوالى عقد.
وولدت أربعة صغار نسور خلال السنتين الأخيرتين في المركز. ويراوح عمرها حاليا بين 8 أشهر و18.

وتشير جاويد إلى أن "المسار لبلوغ هذا النجاح على صعيد التكاثر كان طويلا جدا. لذا فحتى الآن وإلى سنة 2020، لا نعتزم إطلاقها قبل توفر بيئة قيد السيطرة في خارج المركز".
وتلفت إلى أن "مخاطر أخرى حُددت بالإضافة الى +ديكلوفيناك+"، في اشارة الى أدوية أخرى مستخدمة أيضا في المزارع هي "اسيكلوفيناك" و"كيتوبروفين" و"فلوكسينين".

وتؤدي النسور دورا أساسيا في النظام البيئي عبر تناولها الحيوانات النافقة ما يجنبها التحلل في الطبيعة.
وفي باكستان ثمانية أجناس من النسور بينها اثنان هما النسر الأبيض الظهر والنسر الهندي، يواجهان خطر الانقراض بشكل حرج وفق تصنيف الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة.

وكانت النسور البيضاء الظهر تقتات في الماضي على الجثث البشرية في باكستان وبلدان أخرى في المنطقة في إطار "الجنازات السماوية" للجماعة الزرادشتية. وكانت الجثامين توضع على "ابراج للصمت" لتلتهمها النسور.
هذه الطقوس ما عادت تمارس في المنطقة خصوصا بسبب زوال النسور. وفي باكستان، تشهد أعداد الزرادشتيين أنفسهم الذين يتركزون في كراتشي (جنوب) تراجعا كبيرا.
غير أن هذه الطيور الضخمة تعاني أيضا بسبب صورتها السلبية لدى العامة، وهو ما يسعى الصندوق العالمي للطبيعة الى تصحيحه.

وتوضح فاطمة عريف من الفرع الباكستاني لهذه المنظمة "نحاول إفهام الرأي العام بأن المقولات الشائعة المرتبطة عموما بهذه الأجناس لا تستند إلا على معتقدات شعبية" منافية للحقيقة.
وتقول "في مجتمعنا، النسور مرتبطة دوما بأمور سلبية. مع ذلك، انها طيور خجولة جدا وتعتني بشكل كبير بصغارها".

alsaudiatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نسور تكافح للبقاء في باكستان وسط نفور شعبي نسور تكافح للبقاء في باكستان وسط نفور شعبي



إطلالات متنوعة وراقية للأميرة رجوة في سنغافورة

سنغافورة - السعودية اليوم

GMT 16:48 2024 الثلاثاء ,16 كانون الثاني / يناير

اكتشاف بروتين يحفز إنتاج الدهون الجيدة والتخلص من السمنة

GMT 10:54 2020 الإثنين ,29 حزيران / يونيو

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 09:30 2016 الأربعاء ,11 أيار / مايو

لازم يكون عندنا أمل

GMT 05:34 2020 الثلاثاء ,28 إبريل / نيسان

"قبعات التباعد" سمحت بعودة الدراسة في الصين

GMT 11:29 2020 الخميس ,05 آذار/ مارس

أعمال من مجموعة «نجد» تعرض في دبي 9 الجاري

GMT 14:43 2017 الخميس ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح من أجل محاربة الأرق عن طريق الوجبات الخفيفة

GMT 18:25 2016 الثلاثاء ,25 تشرين الأول / أكتوبر

معين شريف يهاجم راغب علامة عبر قناة "الجديد"

GMT 04:58 2012 الخميس ,06 كانون الأول / ديسمبر

سلوى خطاب بائعة شاي في"إكرام ميت"

GMT 03:32 2016 الإثنين ,04 كانون الثاني / يناير

جيسيكا هيلز ستعتزل في 2017 لتتفرَّغ لإنجاب طفل آخر

GMT 11:22 2012 الثلاثاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

تفاصيل سرية تنشر للمرة الأولى بشأن اغتيال الشيخ أحمد ياسين

GMT 15:55 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

ارتفاع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي علی غزة إلى 24448 شهيدًا

GMT 17:10 2021 السبت ,16 كانون الثاني / يناير

مواطنة من فئة الصم تحصل على درجة الماجستير من أمريكا
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
alsaudiatoday alsaudiatoday alsaudiatoday
alsaudiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab