خوخ أفريكانا في الكاميرون بلسمٌ مهدّد بالانقراض
آخر تحديث GMT12:42:50
 السعودية اليوم -

"خوخ أفريكانا" في الكاميرون "بلسمٌ" مهدّد بالانقراض

 السعودية اليوم -

 السعودية اليوم - "خوخ أفريكانا" في الكاميرون "بلسمٌ" مهدّد بالانقراض

"خوخ أفريكانا" في الكاميرون
ياوندي – العرب اليوم

في غابة صغيرة غير بعيدة عن "دوالا" عاصمة الكاميرون الاقتصادية، انهمك الكاميروني جونسون مبانكوي في إزالة لحاء جذع شجرة بدت متشبّثة بتلك القشور السميكة المتطايرة تحت وطأة الضربات المتتالية، لتتكوّم يمنة ويسرة تحت أنظار الشاب الذي كان يحصيها بابتسامته الواسعة.

منذ 3 سنوات، اعتاد هذا الشاب البالغ من العمر 26 عاماً، جمع لحاء (الطبقات الخارجية للجذوع) شجر "خوخ إفريقيا" الذي ينبت في غابات عدد من بلدان القارة السمراء بينها الكاميرون، والمعروف بفوائده في معالجة عدد من الأمراض، حيث يوجد أكثر من 10 أدوية مصنعة في مختبرات أوروبية، مثل "تادينان" و"بيجينيل" و"فيناستيريد"، ممن تعالج بعضها "تضخم البروستاتا الحميد" وداء "الثعلبة"، تتخذ من لحاء هذه الشجرة "المعجزة" التي يصطلح على تسميتها، علميا، بـ"خوخ أفريكانا"، أساسا لها.

وبسبب الاستغلال المفرط للحاء "خوخ أفريكانا"، عمد القائمون على "معاهدة التجارة العالمية لأصناف الحيوان والنبات البري المهدد بالانقراض" أو "سايتس" في 2006، إلى تصنيف هذه الشجرة ضمن الأنواع النباتية المهددة بالانقراض.

ومعاهدة "سايتس" تم توقيعها في واشنطن عام 1973، وبدأ العمل بها في 1975، وتعتبر من أهم المعاهدات الدولية الخاصة بالحفاظ على الأنواع البرية من خطر الانقراض وذلك من خلال وضع إجراءات تحد من الاتجار الدولي المفرط بتلك الأنواع.

تصنيف شجرة "خوخ إفريقيا" ضمن الأنواع النباتية المهددة بالانقراض، دفعت الاتحاد الأوروبي إلى حظر استيراد اللحاء الذي يتم جمعه في غابات الكاميرون. وفي عام 2001، وضعت الحكومة الكاميرونية خطة لتنظيم استغلال هذه الشجرة، تضم من بين أهدافها، تدريب المزارعين على طريقة صديقة للبيئة في عملية الجمع.

هذا "الاستغلال البيئي" لـ "خوخ أفريكانا" الذي يسهل التجدد السريع للشجرة، من 3 إلى 5 سنوات بدلاً من 25 عاماً في حالة "الحصاد البري" غير المنظم، أدى إلى رفع الحظر على واردات الاتحاد الأوروبي، عام 2011، مقابل تحديد حصص للتصدير خاصة بها.

ويتمثل "الحصاد البري" في إزالة كامل لحاء الشجرة وترك جذعها عاريا تماما، ما يعرضها لخطر الموت.

وفي حالة صمودها أمام خطرالاندثار، ستتطلب الشجرة نحو 20 عاما، لاستعادة كامل قشرتها، في حين لا يجمع المزارعون البيئيون سوى 80% من اللحاء لتحتفظ الشجرة بـ 20% من الغلاف على كامل محيطها"، وفق "لورانس شيابي"، تقني في المجال الزراعي الذي يكرس بعضا من وقته بمواقع استغلال "خوخ إفريقيا" للاطمئنان على "مدى التزام الفلاحين بتطبيق أساليب الحصاد البيئي"، حسب تعبيره.

"شيابي" أضاف أن "الـ 20% المتبقية من اللحاء سوف يساعد على تجدد سريع للشجرة ويضمن للمزارع إمكانية العودة القريبة للجمع مرة أخرى"، مشيراً إلى أن بعض الحالات اقتضت "توصية بعدم جمع سوى ثلاثة أخماس اللحاء"، بسبب ضعف نمو بعض الأشجار. 

وعلاوة على الاستغلال "الجزئي" لـ "خوخ افريكانا"، بدأ الفلاحون في زراعة هذه الشجرة عبر توسيع مساحات المزارع الموجودة وإقامة أخرى جديدة، إضافة إلى إنشاء مشاتل غير بعيدة عن مواقع "حصاد" اللحاء، وفق المصدر نفسه.

وفي هذا الاتجاه، تحدث "جوناثان نغونغ"، صاحب أحد المشاتل الذي إلتقته الأناضول بمقر مشروعه قائلاً: "منذ عام أسست هذا المشتل. وفي السنة الماضية، قمت بتوزيع نحو مليونين و300 ألف نبتة خوخ، حتى أنني لم أتمكن من تلبية طلبات المزارعين المكثفة".

ويتم جمع لحاء شجر "خوخ أفريكانا" من أماكن مختلفة من البلاد، لتنقل، في مرحلة لاحقة، إلى مدينة "دوالا"، حيث "يجفف ويدق إلى أن يتحول إلى مسحوق ويتم تصديره إلى أوروبا"، وفق نغونغ.

alsaudiatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

خوخ أفريكانا في الكاميرون بلسمٌ مهدّد بالانقراض خوخ أفريكانا في الكاميرون بلسمٌ مهدّد بالانقراض



إطلالات متنوعة وراقية للأميرة رجوة في سنغافورة

سنغافورة - السعودية اليوم

GMT 16:48 2024 الثلاثاء ,16 كانون الثاني / يناير

اكتشاف بروتين يحفز إنتاج الدهون الجيدة والتخلص من السمنة

GMT 13:52 2018 الأحد ,09 كانون الأول / ديسمبر

سرعة سرية تقوم بها سيارة كورفيت C8.R 2020

GMT 15:05 2018 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

إصدار كتاب "الرواية في العراق" وتأثرها بنظيرتها الأميركية

GMT 16:49 2021 الخميس ,07 كانون الثاني / يناير

حظك اليوم برج القوس الخميس 7 يناير/كانون الثاني 2021

GMT 03:05 2019 الخميس ,26 كانون الأول / ديسمبر

ميريام فارس تعود في 2019 بإطلالات جريئة في الحفلات

GMT 09:35 2014 الإثنين ,16 حزيران / يونيو

التركي جنيد جاقر حكمًا لمباراة البرازيل والمكسيك

GMT 07:48 2017 السبت ,21 تشرين الأول / أكتوبر

فقدان 20 شخصًا جراء انهيار أرضي في ماليزيا

GMT 04:23 2017 الأربعاء ,22 شباط / فبراير

اكتشاف علاج للقضاء على الألم المزمن من سم القواقع

GMT 07:53 2016 الخميس ,13 تشرين الأول / أكتوبر

بعض الهواجس التي تجول في خاطرك تجعلك في الواقع أكثر بدانة

GMT 01:25 2017 الإثنين ,16 كانون الثاني / يناير

تفاصيل تسوية طلاق بالملايين بين جوني ديب وآمبر هيرد
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
alsaudiatoday alsaudiatoday alsaudiatoday
alsaudiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab