لندن – العرب اليوم
هاجرت الذئاب الرمادية إلى أمريكا الشمالية عبر جسر بري لم يعد له وجود هذه الأيام. ورحلت تلك الذئاب في موجات متعددة وبالآلاف على الأرجح، عابرة من آسيا إلى أمريكا عبر مضيق بيرنغ.
كان انخفاض مياه البحر إلى أدنى مستوياتها قد أدى إلى ظهور جسر بري، وفر بدوره طريقا مباشرا يربط بين القارتين، وذلك قبل نهاية العصر الجليدي، قبل حوالى 12,000 سنة.
وازدهرت أعداد الذئاب الرمادية فيما بعد، وأصبحت تمثل أكثر الحيوانات المفترسة المهيمنة في مناطق واسعة من أمريكا الشمالية.
وفي الآونة الأخيرة، شهدت أعداد تلك الذئاب ارتفاعا وانخفاضا ملحوظين، ويعود ذلك في جزء منه إلى الطريقة التي ننظر بها لهذه الحيوانات المفترسة بشكل عام. فبالنسبة للبعض، ترمز الذئاب إلى الخوف، بينما يراها البعض الآخر رمزا للطبيعة والحياة البرية.
لكن لا تزال الطريقة التي وصلت بها أول مجموعة من الذئاب الرمادية إلى أمريكا الشمالية تمثل لغزا منذ وقت طويل. وهناك دراسة حديثة الآن تقدم إجابة مدهشة.
إذ تشير الأدلة الجيولوجية إلى أن عدد الذئاب الرمادية في أمريكا الشمالية كان كبيرا منذ 500 ألف سنة، لذا هناك افتراض بأن ذئاب اليوم انحدرت من تلك الذئاب الرمادية المفترسة القديمة.
ومع ذلك، فإن التحليل الجيني لشجرة عائلة الذئب الرمادي كشف أن ذلك ليس هو الحال. بل إن جميع الذئاب التي تعيش في أمريكا الشمالية اليوم، وفقا لذلك النوع من التحليل، كانت قد نشأت من موجة استيطانية، كما قال باحثون في دورية "الجغرافيا الحيوية".
أرسل تعليقك