المدن تلتهم 75 من الطاقة والموارد في العالم
آخر تحديث GMT18:40:39
 السعودية اليوم -

المدن تلتهم 75% من الطاقة والموارد في العالم

 السعودية اليوم -

 السعودية اليوم - المدن تلتهم 75% من الطاقة والموارد في العالم

باريس ـ العرب اليوم

دفع فشل رؤساء الدول والحكومات في اتخاذ إجراءات هادفة لتجنب أزمة المناخ الكبرى، رؤساء بلديات المدن والبلدات في مختلف أنحاء العالم، للبدء في تنفيذ حزمة من التغييرات على المستوى المحلي. فبحلول عام 2050، سيقيم في المدن 75 في المئة من سكان العالم -أي 9.5 مليار نسمة. "المدن هي الخطوط الأمامية لمعركة تغير المناخ". هذا ما قاله ريتشارد ريجيستر - مؤسس ورئيس بناة المدن البيئية، وهي منظمة رائدة في تصميم وتخطيط المدن البيئية- لوكالة إنتر بريس سيرفس. وبدعم من سكانها، أصبحت العديد من المدن والبلدات في جميع أنحاء العالم أكثر نظافة وإخضراراً وأفضل للعيش، وذلك من خلال حظر مرور السيارات، وتحسين وسائل النقل الجماعي، والحد من استخدام الطاقة، وزراعة المحاصيل الغذائية الذاتية، مع إضافة المزيد من الأماكن العامة الخضراء. ويقول ريجستير أن إصلاح مسار المدن يحل الكثير من المشاكل، فالمدن هي نقطة البداية لإتخاذ إجراءات بشأن التغيير المناخي، وحماية النظم الإيكولوجية والتنوع البيولوجي، واستخدام الطاقة، وإنتاج الغذاء، وأكثر من ذلك، فهي المكان الذي يعيش فيه غالبية البشر اليوم. كذلك فتستهلك المدن نحو 75 في المئة من الطاقة والموارد في العالم، وهي مصدر مباشر أو غير مباشر لـ 75 في المئة من انبعاثات الكربون في العالم، بل وبحلول عام 2050، سيكون 75 في المئة من سكان العالم، أي 9.5 مليار نسمة، يعيشون في المدن، وفقا للخبير. وبالتالي، سوف تكون المناطق الحضرية اللازمة لإيواء هذه الزيادة الضخمة، أكثر من كل ما بناه البشر في أي وقت مضى، وستكون غالبية المباني الجديدة في العالم النامي. في هذا الشأن، "يجب إنجاز كل هذه البنية التحتية العمرانية الجديدة بالشكل الصحيح"، حسب ديفيد كادمان، عضو مجلس مدينة فانكوفر، كندا، ورئيس ICLEI ، الشبكة الوحيدة للمدن المستدامة التي تعمل في جميع أنحاء العالم والتي تضم 1200 حكومة محلية كأعضاء. وبالفعل، قد التزم أعضاء هذه المنظمة بخفض انبعاثاتهم من الكربون بنسبة 20 في المئة بحلول عام 2020 و80 في المئة بحلول عام 2050 . ويقول كادمان لوكالة إنتر بريس سيرفس:"المدن لها أكبر دور في قضايا مثل الطاقة ، والمناخ ، والإنتاج الغذائي المستدام"، كذلك أن التغيير المناخي يعتبر "تنبيها خطيرا، ومع ذلك لا تتخذ أي حكومة الإجراءات اللازمة”. وعلاوة على ذلك، فالحكومات تتجاهل إلى حد كبير دور المدن، وقد منحتها مؤخراً 10 دقائق فقط من وقت المناقشات في مفاوضات الأمم المتحدة السنوية للمناخ والخاصة بوضع معاهدة عالمية جديدة. أما آنا تينجي -نائبة عمدة مدينة فاكسجو السويدية الصغيرة التي خفضت انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بنسبة 40 في المئة وتهدف إلى أن تكون أخضر مدينة في أوروبا- فتقول "مازالت لدينا الشجاعة السياسية للعمل". وشرحت في مؤتمر القمة العالمي العاشر للمدن المستدامة -الذي شارك فيه اكثر من 2،000 من رؤساء البلديات والمسؤولين المحليين وأعضاء من المجتمع المدني: "كانت فاكسجو منطقة ملوثة جداً في الستينيات من القرن الماضي، ولكن نتيجة لجهود المجتمع العام وقطاع الأعمال، تم دعم إعادة تشكيلها كمدينة خضراء .. والآن، الناس يسبحون ويصيدون من البحيرات المحيطة بالمدينة والتي كانت ملوثة في الماضي". كذلك فتتطور مدينة فاكسجو على المستوى الإقتصادي أيضاً، مما يثبت أن خفض الانبعاثات ليس عبئا. فجميع المباني السكنية الجديدة معزولة جيداً حتى لا تحتاج إلي الكثير من التدفئة. وتم تركيب الألواح الشمسية في المدارس وعلى سطح مبنى البلدية. وينتج مصنع الغاز الحيوي وقودا للسيارات من مياه الصرف الصحي وبقايا الطعام المدرسي، بينما يجري إنشاء مصنع أكبر ليقوم باستخدام النفايات المنزلية كمادة وسيطة. وقال نائب رئيس البلدية أن المدينة تهدف لتكون خالية من الوقود الأحفوري بحلول عام 2030 ، وقد بدأت بالفعل جهداً كبيراً لإخراج الناس من سياراتهم، وجعل النقل العام والمشي وركوب الدراجات أكثر متعة من قيادة السيارات. هذا وكانت قمة الاستدامة في العام الماضي ريو +20 بالبرازيل قد اختارت عبارة "المستقبل الذي نريده" كشعار لها . وقال أندرو سيمز -خبير الاقتصاد المناخي في غلوبال ويتنس والزميل في مؤسسة الاقتصاد الجديد بالمملكة المتحدة: "في حين تم إنجاز القليل في ريو دي جانيرو، كانت بعض المدن والبلدات تقوم بالفعل بخلق المستقبل الذي تريده". في غضون ذلك، تحصل العديد من المدن الدنماركية تحصل على طاقتها من الرياح. وفي مدينة غينت البلجيكية تضاعف عدد الدراجات في الشوارع في أقل من 10 سنوات علي أمل أن تصبح المدينة خالية من السيارات. أما المواطنين في المدينة البرازيلية بورتو أليغري فيعقدون لقاءات أسبوعية لمناقشة كيفية إنفاق ميزانية المدينة، مما أدى إلى تحسن كبير في الخدمات. وقال سيمز لوكالة إنتر بريس سيرفس: "يمكن للمدن أن تزرع أيضا الكثير من المواد الغذائية الخاصة بها"، مشيرا إلى أن الحدائق الحضرية في هافانا التي تزرع نصف ما تحتاجه المدينة من الفاكهة والخضروات الطازجة. وتقدر مدينة نيويورك أن لديها 4000 دونما يمكن زراعة المحاصيل الغذائية فيها. أما مدينة بولدر في كولورادو، الولايات المتحدة، فهي تسعى لإنتاج جميع المواد الغذائية الخاصة بها . ولا شك في أن تزايد استخدام الموارد جراء الاستهلاك المفرط، لا يزال يشكل تحديا كبيرا ، ولكن هنا أيضا المدن لها دور رئيسي تؤديه. فالمدينة البرازيلية الضخمة -ساو باولو -حظرت اللوحات الاعلانية والإعلان العابر، في حين خفضت المدينة المميزة في أوروبا -باريس- هذه الإعلانات بنسبة 30 في المئة، لتجميل منظر المدينة وتقليل أهمية الإستهلاك المادي.(آي بي إس / 2013).

alsaudiatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المدن تلتهم 75 من الطاقة والموارد في العالم المدن تلتهم 75 من الطاقة والموارد في العالم



إطلالات متنوعة وراقية للأميرة رجوة في سنغافورة

سنغافورة - السعودية اليوم

GMT 16:30 2024 الأحد ,14 كانون الثاني / يناير

ترقب لجوائز "فيفا" للأفضل في عام 2023

GMT 01:21 2017 الأحد ,24 كانون الأول / ديسمبر

ماجد المصري يوضح أن شخصيته في "الطوفان" إضافة كبيرة له

GMT 14:09 2019 الإثنين ,07 كانون الثاني / يناير

الشحات يؤكّد سعيه للتتويج ببطولة أفريقيا

GMT 00:25 2018 الإثنين ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

الزمالك يوثق عقد كهربا رسميًا في اتحاد الكرة

GMT 17:32 2018 الأربعاء ,26 أيلول / سبتمبر

مهرجان المسرح العالمى يرفع شعار "لروح جميل راتب"

GMT 11:59 2018 السبت ,08 أيلول / سبتمبر

بصير محمود يفتتح معرضه "Eyes Recently Seen"

GMT 21:27 2018 الأربعاء ,11 إبريل / نيسان

سعر الدرهم الإماراتي مقابل درام أرمينى الاربعاء

GMT 14:40 2018 الجمعة ,19 كانون الثاني / يناير

3000 مشارك في "ماراثوان زايد الخيري" في الأقصر

GMT 18:53 2017 السبت ,16 كانون الأول / ديسمبر

"أوبرا إسكندرية" تقدّم ليلة مع روائع أعمال كوكب الشرق
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
alsaudiatoday alsaudiatoday alsaudiatoday
alsaudiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab