الخرطوم ـ عبد القيوم عاشميق
اختتم المؤتمر العلمي العربي الحادي عشر للاستخدامات السلمية للطاقة الذرية جلساته في الخرطوم، في وقت متأخر من مساء الخميس، وأصدر توصياته التي اهتمت بعدد من المحاور، حيث أكد المجتمعون في البيان الختامي على ضرورة إدخال العلوم النووية في المناهج والمقررات الدراسية، و على ضرورة التعاون العربي في مجال التطبيقات المختلفة في مجال النظائر المشعة، وبناء مفاعلات القوة، والمفاعلات البحثية، على أن تكون الهيئة العربية هي المنسق الرئيسي لهذا التعاون.
ودعى البيان الختامي في توصياته إلى ضرورة تبادل الخبرات العربية في مجال تحاليل واستغلال اليورانيوم من خامات الفوسفات، وتنفيذ برامج تدريبية في عمليات استكشاف اليورانيوم عن بعد، وطرق تكوينه، إلى جانب فتح المجال للباحثين العرب للمشاركة في المؤتمرات الدولية في مجالات تطبيقات مفاعلات البحوث والتقنيات المساعدة، وتطبيقاتها الطبية والهندسية والتعليمية.
كما أكدت التوصيات النهائية للمؤتمر على ضرورة تفعيل إجراءات الحراسة على الإنشاءات والمواد النووية، وإقامة أجهزة كشف في المنافذ الحدودية، و على أن تقوم الهيئة بصورة مستمرة بتنفيذ دورات في مجال الأمن النووي، وضرورة الاستفادة من التجربة العراقية الغنية، في تفكيك وتصفية المنشآت النووية، وتوثيق التجربة للاستفادة منها.
كذلك حث البيان الختامي للمؤتمر على استخدام الطرق الحيوية، بالإضافة إلى استخدام تقنية الحشرة العقيمة، لإعطاء نتائج أفضل في مكافحة الحشرات. كما تحدثت التوصيات عن أن الطرق النووية من أكثر الطرق دقة في قياسات العناصر المغذية في التربة والنباتات، مقارنة بالطرق التقليدية. وأوصى المؤتمر كذلك بالاهتمام بمعايير الجودة في إنتاج الأدوية المشعة، لضمان الكفاءة والأمان والتأثير، والعمل على تنفيذ بحوث لتقليل تكلفة إنتاج الأدوية، إلى جانب التوعية بالأضرار البيئية الخطرة، التي تساعد على حدوث السرطان، ووضع خطة لتقليل الإصابة به.
هذا، وقد أكد وزير العلوم والاتصالات السوداني الدكتور عيبس بشري، رئيس المكتب الوزاري للوزراء العرب المعنيين بالطاقة الذرية، أن تنفيذ توصيات المؤتمر من شأنه تنفيذ قرارات جامعة الدول العربية، الداعية لزيادة الاستخدامات السلمية للطاقة الذرية، ودعى الوزير السوداني الحكومات العربية لرعاية جهود العلماء، وتوفير البيئة المناسبة لنهضة البحث العلمي.
ومن جهته، أشاد المدير العام للهيئة العربية للطاقة الذرية الأستاذ عبد المجيد محجوب بمؤتمر الخرطوم، الذي اعتبره خطوة متقدمة على طريق إنفاذ الاستراتيجية العربية في مجال الطاقة النووية، التي بدأت في الخرطوم، بإجازتها في اجتماع القمة العربية، الذي استضافته الخرطوم في العام 2006، مؤكدًا أن تنفيذ هذه الاستراتيجية يهم كل البلدان العربية، التي يجب أن تقوم بالتعاون والتنسيق عبر الهيئة العربية لتنفيذها، لتحقيق أهدافها في شتى المجالات، مؤكدًا على أهمية التدريب، لتمكين العلماء والباحثين العرب من التحكم في هذه التكنولوجيا، للاستفادة من مردودها الإيجابي على الوضع الاقتصادي والاجتماعي في البلدان العربية.
أرسل تعليقك