في يوم البيئة تعرف على الشجرة منقذة الملايين
آخر تحديث GMT12:42:50
 السعودية اليوم -

في يوم البيئة تعرف على الشجرة "منقذة الملايين"

 السعودية اليوم -

 السعودية اليوم - في يوم البيئة تعرف على الشجرة "منقذة الملايين"

أشجار
واشنطن - العرب اليوم

من داخل حوض نهر الأمازون في بيرو، يقبع منتزه مانو الوطني، بتنوعه الكبير الذي يمتد على مساحة 1.5 هكتار، ويضم أحد أهم أنواع الأشجار المهددة بالانقراض، شجرة "سينشونا أوفيسيناليس" المعروفة باسم "الكينا"، التي تستخرج منها مادة "الكينين" التي أنقذت الملايين عبر التاريخ من الملاريا. 

وفي يوم البيئة العالمي، 5 يونيو، كان يجب أن نتعرف أكثر إلى الشجرة التي شكلت "تاريخ البشرية" لقرون، وفق موقع "بي بي سي".

تقول ناتالي كانالز، عالمة بيولوجيا بالمتحف الوطني بالدنمارك وتنحدر من منطقة غابات الأمازون في بيرو، إن مادة "الكينين" التي تستخرج من لحاء هذه الشجرة المكتشفة في القرن السابع عشر أنقذت حياة الملايين على مر التاريخ.

ويعد مرض الملاريا، الذي ينقله البعوض بين البشر، من أكثر الأمراض فتكا، إذ أودى بحياة ما يتراوح بين 150 و300 مليون شخص في القرن العشرين.

نبذة تاريخية 
بحسب ما ذكرته هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، فإن مادة "الكينين" أول عقار لعلاج مرض الملاريا في العالم، الذي أثبت فعاليته منذ مئات السنين، واكتشف للمرة الأولى في القرن الـ17، عندما نجح في شفاء كونتيسة تشينتشون الإسبانية، زوجة حاكم بيرو، التي كانت تعاني من حمى وارتجاف وهما من أبرز أعراض الملاريا.

سكان بيرو المحليين

وبعد تناول الكونتيسة توليفة أعدها الكهنة من لحاء شجرة "سينشونا أوفيسيناليس" مع قرنفل وبعض النباتات المجففة استردت عافيتها وأصبحت الشجرة من وقتها شعارا وطنيا لبيرو والإكوادور.

كما ساهمت مادة "الكينين" في علاج الملك لويس الرابع عشر في فرنيا من نوبات الحمى، وأجرى طبيب البابا في روما تجارب عن مسحوق الكينين ووزعة الكهنة على الجمهور مجانا.

وفي عام 1677، أدرجت كلية الأطباء الملكية لحاء الكينا في دستور الأدوية البريطاني كعقار رسمي.

ويتردد أن مادة "الكينين" المستخلص من لحاء شجرة "سينشونا أوفيسيناليس" يقتل الطفيلي المسبب للملاريا.

طلب عالمي
لتلبية الطلب المتزايد على مادة الكينين، استعان الأوروبيون بالسكان المحليين للبحث عن شجرة سينشونا أوفيسيناليس، أو الكينا، في الغابات المطيرة والحصول على لحائها وتحميلها في سفن نقل البضائع في مرافئ بيرو. وما لبثت شجرة الكينا أن أصبحت نادرة.

 

وارتفعت قيمة لحاء الكينا في القرن التاسع عشر، بالتزامن مع التوسعات الاستعمارية، حين أصبحت الملاريا من المخاطر الكبرى التي تهدد الجيوش الأوروبية في المستعمرات الأجنبية. وبات الحصول على مادة الكينين أحد المزايا الاستراتيجية. ومن ثم أصبح لحاء الكينا أحد أكثر السلع طلبا في العالم.

وفي الفترة بين عامي 1841 و1861، كانت الحكومة البريطانية تنفق ما يعادل 6.4 مليون جنيه إسترليني سنويا على استيراد لحاء الكينا لتخزينه لجنودها في المستعمرات. ولهذا يرى الكثير من المؤرخين أن مادة الكينين كانت أهم الأدوات التي مكنت الإمبراطورية البريطانية من تحقيق أطماعها التوسعية، بحسب دكتور روهان ديب روي، مؤلف كتاب "موضوعات الملاريا".

مزارع الكينا في المستعمرات


لم يقتصر التنافس بين الدول الأوروبية على مادة الكينين، بل تعداه إلى بذور شجرة الكينا. ويقول دكتور روهان ديب روي، إن الحكومتين البريطانية والهولندية كانتا تسعيان لزراعة أشجار الكينا في مستعمراتهما بدلا من استيرادها من أمريكا الجنوبية، ففي منتصف القرن التاسع عشر أقام البريطانيون مزارع أشجار الكينا جنوبي الهند، فيما حول الهولنديون مدينة باندونغ عاصمة جاوة الغربية في إندونيسيا إلى أكبر مركز عالمي للكينين.

ولعبت مادة الكينين دورا كبيرا في انتشار اللغة الإنجليزية في الهند وهونغ كونغ وسيراليون وكينيا وسريلانكا، واللغة الفرنسية في المغرب وتونس والجزائر. 

غير أن الطلب المتزايد على لحاء الكينا خلف ندوبا واضحة على موطن الشجرة الطبيعي. ففي عام 1805 سجل المستكشفون 25 ألف شجرة كينا على سفوح جبال الإنديز في الإكوادور، لم يتبق منها الآن في نفس المنطقة سوى 29 شجرة. 

قد يهمك ايضا:

الإمارات تدشن حملة زراعة 10.6 مليون شجرة في نيبال واندونيسيا

5 خطوات لزراعة شجرة البونسيانا فى المنزل للتمتّع بجمالها الخلّاب

alsaudiatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

في يوم البيئة تعرف على الشجرة منقذة الملايين في يوم البيئة تعرف على الشجرة منقذة الملايين



إطلالات متنوعة وراقية للأميرة رجوة في سنغافورة

سنغافورة - السعودية اليوم

GMT 16:48 2024 الثلاثاء ,16 كانون الثاني / يناير

اكتشاف بروتين يحفز إنتاج الدهون الجيدة والتخلص من السمنة

GMT 10:54 2020 الإثنين ,29 حزيران / يونيو

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 09:30 2016 الأربعاء ,11 أيار / مايو

لازم يكون عندنا أمل

GMT 05:34 2020 الثلاثاء ,28 إبريل / نيسان

"قبعات التباعد" سمحت بعودة الدراسة في الصين

GMT 11:29 2020 الخميس ,05 آذار/ مارس

أعمال من مجموعة «نجد» تعرض في دبي 9 الجاري

GMT 14:43 2017 الخميس ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح من أجل محاربة الأرق عن طريق الوجبات الخفيفة

GMT 18:25 2016 الثلاثاء ,25 تشرين الأول / أكتوبر

معين شريف يهاجم راغب علامة عبر قناة "الجديد"

GMT 04:58 2012 الخميس ,06 كانون الأول / ديسمبر

سلوى خطاب بائعة شاي في"إكرام ميت"
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
alsaudiatoday alsaudiatoday alsaudiatoday
alsaudiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab