النموذج الرياضي الألماني وأزمة الإقصاء مِن مونديال روسيا
آخر تحديث GMT12:42:50
 السعودية اليوم -

النموذج الرياضي الألماني وأزمة الإقصاء مِن مونديال روسيا

 السعودية اليوم -

 السعودية اليوم - النموذج الرياضي الألماني وأزمة الإقصاء مِن مونديال روسيا

منتخب ألمانيا
برلين ـ العرب اليوم

يرى البعض في فلسفة كرة القدم الألمانية مرآة لنبوغ "النموذج الألماني" على جميع المستويات، وفي توصيف المانشافت بـ"الماكينات" إسقاط على جودة كل ما "صُنع في ألمانيا"، وبالتالي فإن نجاح أو تعثر للأول يؤثر بالضرورة على الثاني.

عاش النموذج الرياضي الألماني طوال نصف قرن على الإرث الأسطوري لجيل فرانس بيكنباور، أو "القيصر"، والذي بات من أيقونات كرة القدم العالمية. ذلك الجيل أسس لهيمنة الكرة الألمانية وجعلها في الصدارة العالمية، حيث فاز "المانشافت" أربع مرات بكأس العالم.

ولم تأت مقولة أسطورة كرة القدم الإنجليزية غاري لينكر من فراغ: "كرة القدم لعبة بسيطة.. 22 شخصا يطاردون كرة القدم لمدة 90 دقيقة وفي النهاية، يفوز الألمان دائما".

معجزة الكرة الألمانية أصبحت رديفة للمعجزة الاقتصادية وللنجاح الألماني على جميع المستويات، وكثيرون باتوا يرون في فعالية ونجاعة "الماكينات" انعكاسا لقوة الذهنية الألمانية وانضباطها وقدرتها على التعامل مع الصعاب في كل وقت وحين وإلى آخر ثانية من عمر كل مباراة. غير أن خروج ألمانيا لأول مرة منذ عام 1938 من الدور الأول لكأس العالم، والذي يتزامن مع أزمة سياسية خانقة تعيشها البلاد بسبب موضوع اللاجئين، إضافة إلى فضيحة تلاعب أكبر صانعي السيارات الألمان بقيم عوادم سياراتهم، التي زعزعت ثقة المستهلكين حول العالم في علامة "صنع في ألمانيا": كل ذلك زاد من مؤشرات الشك والريبة مما يعرف بـ"النموذج الألماني".

لحظتان فارقتان ميزتا مشوار المنتخب الألماني في روسيا. الأولى تتمثل في إنقاذ طوني كروس لفريقه من تعادل بطعم الخسارة أمام السويد، حين سجل هدف الفوز لصالح أبطال العالم في الوقت القاتل من المباراة ضمن المجموعة السادسة لمنافسات مونديال 2018. وكالت الصحافة العالمية المديح لـ"المعجزة الألمانية" أو "ضربة معلم".. إلى غير ذلك من الأوصاف. أسطورة كرة القدم الأرجنتينية دييغو مارادونا أشاد بـ"قوة "الذهنية الألمانية" وأضاف: "أعتقد أن قوة ألمانيا تتجاوز الإعداد البدني، هم يعرفون أن عليهم أن يمضوا قدماً". مديح المعلقين لإنجاز المانشافت أمام السويد لا يمكن استيعابه إلا ضمن هاجس الجودة والإتقان الراسخ في طبيعة الألمان والذي لا يقتصر على الرياضة فحسب، وإنما ينسحب على كل القطاعات.

اللحظة الفارقة الثانية كانت الهزيمة التاريخية للمانشافت وخروجه للمرة الأولى في تاريخه منذ عام 1938 من دور المجموعات، بعد هزيمته على يد المنتخب الكوري الجنوبي بهدفين لصفر. حينها تحول إحساس المعلقين من الانبهار بـ"المعجزة" إلى الاستغراب من الانتكاسة. صحيفة "إل موندو" الإسبانية كتبت معلقة: "ستتذكر كرة القدم هذا اليوم للأبد، ألمانيا، بطل العالم العظيم الذي كان قادراً دائماً على أن ينهض من بين الأموات ليذكرنا دائماً بأنه سيفوز غير عابئ بما يحدث في هذه الرياضة، مُني في روسيا (بهزيمة)، يا لها من سخرية". فيما كتبت صحيفة "إندكس إتش يو" المجرية: "تفكك المنتخب الألماني الرائع خلال عام".أما صحيفة "444 إتش يو" فذهبت إلى القول: "إرادة النصر لم تكن موجودة لدى الألمان، لم تكن لديهم إرادة أصلاً"، فيما خلصت صحيفة "سفينسكا داجبلاديت" السويدية إلى القول "إنه أعظم خزي في تاريخ الكرة الألمانية".

تشابه مع فضيحة العوادم؟
"واجبنا أن نقول للصناعة: عليكم أن تعوضوا بأنفسكم الثقة التي ضاعت". جملة المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل يمكن أن يسري على المانشافت، ولكنها هنا كانت تتحدث عن فضيحة عوادم الديزل لدى عدد من شركات السيارات الألمانية. تفجرت الفضيحة مع شركة فولكسفاجن في أيلول/ سبتمبر 2015، إذ أقرت الشركة آنذاك بأنها زودت ملايين من سياراتها ببرامج لا تسمح بتنقية العوادم إلا في التشغيل التجريبي فقط، مما يعني أن هذه السيارات تتسبب في انبعاثات غازات مضرة بالبيئة أكثر من المعلن أثناء سيرها في الشوارع وعلى الطرق في الظروف الطبيعية، وهو ما أدخل الشركة - ومعها الصناعة الألمانية برمتها- في أزمة شديدة.

قوة علامة "صنع في ألمانيا" تعتمد أساساً على ثقة المستهلكين عبر العالم في جودة المنتجات الألمانية. فضيحة العوادم نزلت كالصاعقة لتحدث زلزالاً في تلك الثقة قد تمتد آثاره إلى قطاعات أخرى. الفضيحة مسّت قطاع السيارات، رمز قوة الصناعة الألمانية وأحد أسس معجزتها الاقتصادية، وقلصت بلا شك من بريق "النموذج الألماني" ومكانته في العالم.

هزائم بدأت من فرنسا!
من أشهر الهزائم التي سجلها المنتخب الألماني تلك التي ذاقها بفرنسا في 1938. المانشافت خرج من الدوري التأهيلي حينها، باعتبار أن المونديال كان يعتمد نظام التصفيات التأهيلية بين المنتخبات المشاركة ليتأهل الفائزون إلى دور الستة عشر. في هذه المباراة كان الفوز لصالح فريق سويسرا، الذي تمكن من الربح بفضل الركلات الترجيحية، وحسم النتيجة لصالحه في حين خسرت ألمانيا مباراة ماتزال الذاكرة الكروية تحتفظ بها.

اللاجئون.. من الترحيب إلى الترحيل؟ 
سياسيا نالت ألمانيا، وبالتحديد المستشارة ميركل، إعجاب العالم حينما استقبلت مئات الآلاف من اللاجئين، معظمهم من وسريا، في صيف عام 2015. غير أن تحفظ جزء من الرأي العام الألماني على ذلك وتنامي الهجمات الإرهابية بعد تسلل بعض مقاتلي تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) ضمن موجة اللاجئين، إضافة إلى انقسامات أوروبية حادة بشأن هذا الموضوع، كل هذا تسبب في توترات سياسية وخلافات مستمرة بين مكونات المشهد السياسي الألماني، وصفها البعض بأكبر أزمة تتعرض لها ميركل منذ توليها الحكم.

وتواجه المستشارة هجمات مطردة من قبل حليفها المحافظ ووزير داخليتها هورست زيهوفر (الاتحاد الاجتماعي المسيحي) على خلفية موضوع الهجرة واللجوء. ومازال شبح الانهيار يخيم على الائتلاف الألماني الحاكم، الذي تشكل قبل 3 أشهر بسبب الخلاف حول الهجرة. ولأول مرة، هناك انطباع عام بأن النموذج السياسي الألماني القائم على الحوار والتوافق قد يفشل هذه المرة في نزع فتيل أزمة غير مسبوقة تهدد مستشارية ميركل.

alsaudiatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

النموذج الرياضي الألماني وأزمة الإقصاء مِن مونديال روسيا النموذج الرياضي الألماني وأزمة الإقصاء مِن مونديال روسيا



إطلالات متنوعة وراقية للأميرة رجوة في سنغافورة

سنغافورة - السعودية اليوم

GMT 16:19 2021 الخميس ,07 كانون الثاني / يناير

حظك اليوم برج الأسد الخميس 7 يناير/كانون الثاني 2021

GMT 18:13 2019 الثلاثاء ,15 تشرين الأول / أكتوبر

حمدي فتحي يسجل أول أهداف مصر في شباك بوتسوانا

GMT 11:25 2018 الجمعة ,26 تشرين الأول / أكتوبر

عسيري يؤكد أن الاتحاد قدم مباراة كبيرة امام الهلال

GMT 00:28 2018 الخميس ,05 تموز / يوليو

كروم 67 يدعم تطبيقات الويب المتجاوبة

GMT 15:41 2018 الجمعة ,09 شباط / فبراير

سترة الجلد تناسب جميع الأوقات لإطلالات متنوعة

GMT 14:57 2017 الجمعة ,15 كانون الأول / ديسمبر

كليب Despacito يحقق مليار ونصف مشاهدة على اليوتيوب

GMT 18:27 2017 الثلاثاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

العثور على معدات صيد في الدار البيضاء لرجل اختفى عن الأنظار

GMT 21:15 2017 الأربعاء ,04 تشرين الأول / أكتوبر

مباراة الدحيل والريان تحظى بنصيب الأسد من العقوبات

GMT 08:17 2017 الأربعاء ,27 أيلول / سبتمبر

الكويت تجدد سعيها لحل الخلافات العربية مع قطر

GMT 02:26 2017 الجمعة ,14 تموز / يوليو

نادي نابولي الإيطالي يكشف عن بديل بيبي رينا

GMT 13:25 2017 الخميس ,14 أيلول / سبتمبر

نفوق اكبر باندا في العالم عن 37 عامًا في الصين

GMT 01:21 2016 الإثنين ,05 كانون الأول / ديسمبر

دور الإعلام خلال مؤتمر "كوب 22" في مراكش

GMT 23:09 2016 الثلاثاء ,20 كانون الأول / ديسمبر

لجنة الانضباط في الاتحاد السعودي تقرّر إيقاف حسين المقهوي

GMT 13:38 2015 الإثنين ,03 آب / أغسطس

سهو السهو يؤكد وجود احتمالية بنقل خليجي 23

GMT 06:53 2017 الأحد ,08 كانون الثاني / يناير

مدينة كييف أجمل مدن أوروبا الشرقية لقضاء شهر العسل

GMT 00:57 2017 السبت ,14 كانون الثاني / يناير

عمار الحلاق يكشف مشاكل "الجمباز" في سورية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
alsaudiatoday alsaudiatoday alsaudiatoday
alsaudiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab