خسائر ضخمة لصنّاع الموضة في شهر رمضان بسبب كورونا
آخر تحديث GMT12:42:50
 السعودية اليوم -

محلات مُغلقة ومنتجات راكدة في المخازن بسبب الحجر الصّحي

خسائر ضخمة لصنّاع الموضة في شهر رمضان بسبب "كورونا"

 السعودية اليوم -

 السعودية اليوم - خسائر ضخمة لصنّاع الموضة في شهر رمضان بسبب "كورونا"

صناع الموضة
القاهرة - العرب اليوم

رمضان بالنسبة لصناع الموضة كان مناسبة ذهبية. كانوا يترقبونه بلهفة تُترجمها تشكيلات محدودة وحصرية، تشمل قفاطين وعباءات وجلابيات، إضافة إلى حقائب يد وإيشاربات ومجوهرات. معظمهم، إن لم نقل كلهم، أدركوا أهمية المناسبة، وما تعنيه من تقارب إنساني يتجسد في دعوات إفطار وسحور لا تُحصى، وبحسهم التجاري، لم يتأخروا عن تقديم تصاميم خاصة، وحققوا أهدافهم.

فمبيعاتهم في رمضان كانت تُغطي أرباح البعض منهم لسنة كاملة تقريبًا. فما أكدته التجارب أن تسويق عباءة من "دولتشي آند غابانا" أو "كارولينا هيريرا"، وغيرهما من بيوت الأزياء العالمية في هذا الشهر، حتى وإن كانت تقدر بآلاف الدولارات، عملية سهلة ومضمونة في شهر مايو (أيار) من العام الماضي، مثلًا، حقق صناع الموضة حوالي 1.27 مليار دولار في السعودية وحدها، وحسب مؤسسة النقد العربي السعودي (ساما)، التي تتبع مبيعات كل قطاع على حدة، فإن مبيعات المجوهرات في هذا الوقت من العام الماضي ارتفعت في السعودية بنسبة 46 في المائة. والفضل يعود إلى هدايا عيد الفطر. لكن رمضان 2020 ليس ككل عام.

فالمحلات والمجمعات التجارية مُغلقة، كذلك معامل الحياكة والإنتاج، فضلًا عن أن العزل الصحي فرض إلغاء أي لقاءات عائلية وغيرها خارج إطار الأسرة الواحدة. كل هذا أدى إلى إلغاء متعة الاستعدادات لرمضان والاحتفالات به حسب تقرير نشرته شركة "ماكنزي" في شهر أبريل (نيسان) الماضي، فإن 73 في المائة من سكان الإمارات و66 في المائة من السعوديين أعلنوا نيتهم خفض إنفاقهم. في الإمارات، صرحت 72 في المائة ممن شملهم المسح بأنهم سيخفضون إنفاقهم على الأزياء، و78 في المائة بأنهم سيخفضون إنفاقهم على الإكسسوارات. فالحاجة لشراء أزياء جديدة احتفالًا بالمناسبة لم تعد ملحة.

وحتى في حال استدعت الضرورة، فإن إعادة استعمال تصاميم قديمة ستكون هي الخيار الأول هذا العام، إضافة إلى الاستغناء عن الإكسسوارات، مثل حقائب اليد والأوشحة ما دامت الحاجة للخروج قد انتفت. ورغم أن دبي أعلنت هذا الأسبوع نيتها بفتح المجمعات التجارية بالتدريج، تداركًا للمزيد من الخسائر، إلا أن حركة البيع والشراء لن تعود إلى سابق عهدها في ظل المخاوف من انتشار العدوى. ومخاوف المصممين بأن السلع ستبور في المخازن والمعامل ليست أضغاث أحلام.

ولا تقتصر أهمية الشهر الفضيل التجارية على صناع الموضة العالمية، فمصممات المنطقة كن أيضًا يُعولن على هذه المناسبة للترويج لمنتجاتهن. أمر تؤكده المصممة السعودية أروى العماري، مؤسسة علامة "آرام"، بقولها إن أهمية رمضان والعيد لا تقتصر على الناحية الروحانية فحسب، بل أيضًا التجارية، "فهو مناسبة مهمة جدًا في أجندة الموضة في الشرق الأوسط، ويجني صناع الترف من ورائها الكثير من الأرباح".

وتضيف أن المصممين المحليين، مثلهم مثل غيرهم، "فاجأتهم هذه الجائحة. فبعد أشهر من التحضيرات لهذه المناسبة الفضيلة، تم إغلاق كل شيء، وفُرض الحجر المنزلي. والنتيجة أن المخازن والمعامل أصبحت الآن مكدسة بالأقمشة والقفاطين والعباءات التي لن تر النور، ولا يمكن تنفيذها فيما بعد لأنها صممت لهذا الموسم تحديدًا". وتتابع قائلة: "لو طبقنا نظرية ماسلو على الوضع الحالي، سنتأكد من أن هم المستهلك لا ينصب على التسوق، وشراء آخر صيحات الموضة بقدر ما ينصب على رغبته في الشعور بالأمان والطمأنينة".

توافقها الرأي المصممة السعودية المعروفة أميمة عزوز، بقولها إن "عمليات الإنتاج توقفت منذ شهور، والأحوال تُشير إلى أننا قد نبقى على هذا الحال لعدة شهور أخرى. شهر رمضان كان بالنسبة لنا فرصة ذهبية من الناحية التجارية، حيث كانت المرأة تشتري ما لا يقل عن عباءتين أو ثلاثة أثواب إضافة إلى مجموعة من القفاطين، لكن كل هذا تأثر، خصوصًا بالنسبة لمن تعودن على البيع والشراء مباشرة من خلال معارض أو محلات. لهذا من الضروري الآن البدء في التفكير جديًا في الوجود على منصات إلكترونية تتيح لنا البيع في كل الأوقات، وُتجنبنا هذه المطبات المفاجئة" بالنسبة لأميمة، فإن أهمية الأونلاين ستقوى بلا شك "لأن الكثير من الأشياء ستتغير في حياتنا وسلوكياتنا".

تقول هذا وهي تُلمح لمنصات إلكترونية مهمة مثل "نيت أبوريته". فهذه الأخيرة طرحت مجموعة رمضانية تشمل 20 قطعة حصرية من أوسكار دي لارونتا وماركيزا ونعيم خان وريم عكرا، إضافة إلى قطع مجوهرات. كما أن العديد من دور الأزياء وشركات المجوهرات والساعات سارعت بإطلاق منصات إلكترونية، أملًا في تقليص خسائرها، مثل دار "لورو بيانا"، أو التعاون مع منصات

لكن تعود أميمة لتُعلق بأن "كورونا" ربما كانت لها سلبيات اقتصادية كبيرة، كما أودت بالكثير من الأشياء الجميلة في حياتنا مثل اللقاءات العائلية الحميمية، لكنها في الوقت ذاته فتحت المجال للعديد منا لإعادة ترتيب أوراقه "فالتأثير الاقتصادي كان قاسيًا بالنسبة لي على مستوى العمل، لكن على المستوى الشخصي كانت له إيجابيات لا يمكنني إنكارها. من بين ما اكتشفته أننا كنا مسرفين بشكل مبالغ فيه، ولم نكن نُقدر أبسط الأشياء. لا أخفيك أني ولقتل الوقت في فترة الحجر الصحي، بدأت إعادة ترتيب خزاناتي لأكتشف كمًا هائلًا من القطع التي صممتها أو اشتريتها،

ولم أستعملها قط في حياتي، بل نسيت وجودها، لأنها ضاعت ضمن الكم الهائل الذي جمعته عبر السنوات. كان الأمر صادمًا بالنسبة لي، لهذا وضعت ما يمكنني استعماله في الواجهة، وركنت الباقي جانبًا لأهديه لغيري لكي يستفدن منه عوض أن يبقى مركونًا، وشبه منسي في الخزانة". ومع ذلك لا تُخفي أميمة قلقها من استمرار تأثير الأزمة السلبي حتى بعد شهر رمضان الفضيل، بعد أن أدت إلى إفلاس البعض، الأمر الذي يترتب عنه البحث عن أفكار جديدة للتسويق عبر المنصات الإلكترونية، خصوصًا تحسبًا لأي أزمات قادمة. أما بالنسبة لأروى العماري،

فإنه ما دمنا لم نتوصل إلى مصل يحد من انتشار "كوفيد 19"، فإن الوضع سيزيد سوءًا بالنسبة لصناع الموضة، الذين ما إن بدأوا يتنفسون الصعداء في أواخر عام 2019 حتى جاءت الجائحة، لتقتل أي أمل كان لهم بالانتعاش والخروج من الأزمة الاقتصادية الخانقة. فـ"كوفيد 19" قد لا يكون السبب الوحيد الذي هز عالم الموضة، لكنه كان القشة التي قصمت ظهر البعير، كما هو الحال بالنسبة لموقع "ذي موديست"، الذي تأسس منذ حوالي 3 سنوات، وانطلق قويًا، نظرًا لحاجة السوق إلى منبر "شرقي" الهوية "غربي" اللغة، لكنه أعلن نهايته منذ أسابيع. الآن وبعد إعلان فتح المراكز التجارية الكبيرة في دبي،

فإن صناع الترف، ربما يُدغدغهم الأمل في إمكانية تقليص خسائرهم، لكن يبقى السؤال ما إذا كان المستهلك بحماس السنوات السابقة نفسه، للخروج والتجمع أم لا؟ فالتسوق في المراكز الكبيرة في الشرق الأوسط كان يستمد قوته ومُتعته من كونه عملية اجتماعية، تُجرى فيها اللقاءات مع الأصدقاء، وهو ما لن يكون ممكنًا في ظل سياسة التباعد الاجتماعي.

قد يهمك ايضا

"المنصة الرقمية" ملاذ صناع الموضة حول العالم بعد إلغاء مهرجانات وفعاليات الأزياء

مصممون يعتمدون على "أيورفاسترا" لإضفاء خصائص علاجية على الملابس

alsaudiatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

خسائر ضخمة لصنّاع الموضة في شهر رمضان بسبب كورونا خسائر ضخمة لصنّاع الموضة في شهر رمضان بسبب كورونا



إطلالات متنوعة وراقية للأميرة رجوة في سنغافورة

سنغافورة - السعودية اليوم

GMT 11:30 2017 الأربعاء ,22 شباط / فبراير

فريق الجيش السوري يكشف حجم إصابة الواكد والخولي

GMT 21:19 2019 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

أفضل الطرق لحماية البشرة وإزالة الماكياج بمواد طبيعية

GMT 03:50 2019 السبت ,13 إبريل / نيسان

جولة داخل أول مسجد عائم في البحر الأحمر

GMT 08:21 2018 الأربعاء ,18 إبريل / نيسان

عرض فيراري "625 Targa Florio" في المزاد العلني

GMT 00:18 2017 الخميس ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

هاني شاكر يستعد لطرح أغنية "مصر محتاجانا" الأسبوع

GMT 13:47 2017 الأربعاء ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

ليفربول يسهل مهمة برشلونة في ضم فيليب كوتينيو

GMT 03:59 2016 الجمعة ,22 كانون الثاني / يناير

الفنانة التشكيلية رشا مرسي تحول الإسكارف إلى حلي للفتيات

GMT 05:30 2015 الأربعاء ,25 آذار/ مارس

كشف الفنان

GMT 05:00 2013 الثلاثاء ,08 كانون الثاني / يناير

BBC تحتفل بمرور 75 عامًا على أول بث باللغة العربية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
alsaudiatoday alsaudiatoday alsaudiatoday
alsaudiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab