القاهرة ـ العرب اليوم
خلف صمت بعض لاعبي الكرة، عشرات القصص المُلهمة، تجسد روايات للعائدين من الخلف، ومن أقصى اليسار بقرار شبه نهائي إلى أقصى اليمين بالتألق والانضمام إلى منتخب الفراعنة في كأس العالم بروسيا 2018.. هنا سطر أيمن أشرف قصة كفاح من نوع خاص لأبناء جيل.
في أقل من عامين، سجل أيمن أشرف لاعب الأهلي والمنتخب الوطني، عودة ثلاثية، فكانت الأولى بالعودة للعب في بيته الأهلي، ثم الثانية بعودته لنفسه بعد وفاة أمه وأخته في حادث مؤلم، والثالثة بالعودة للتألق في مركز لم يرتح له منذ بدء اللعب مع المارد الأحمر.
رحلة 8 سنوات
قبل سنوات رسم «أبو تريكة» قصة كفاح بدأها من مصانع الطوب، ثم لحقه محمد صلاح بحكاية عالمية نسج أول خيوطها في بسيون؛ لكن مع الموت ربما يختفي كل شيء، ويصبح التألق حبيس قبر الحزن، وهو ما كان أيمن أشرف قريب منه للغاية، إلا أن شيئًا ما غير الأمور.
أيمن - صاحب الـ27 عامًا – بدأ مشواره مع الفريق الأول للأهلي عام 2009 كظهير أيسر، ثم توالت انتقالاته بين أندية تليفونات بني سويف كإعارة، وسموحة كإعارة ثانية، ثم الانتقال لسموحة من 2014 لـ2017، وأخيرًا العودة للأهلي في صفقة انتقال حر.
أصعب لحظة
حين حاورته «بوابة أخبار اليوم»، منذ أسابيع، لم يتمالك أيمن أشرف نفسه، وتحدث والدموع تحاصره: «أصعب اللحظات في حياتي هي موت أمي وأختي، بعدما وافتهما المنية في حادث سير بالإسكندرية، فكرت في ترك الكرة نهائيًا، خاصة أنهما كانتا دائمًا تمنحاني الأمل قبل كل مباراة لكن في النهاية حولت هذا الشعور إلى دافع لإسعادهما في قبرهما»، كان هذا العبور الأول لأيمن لكنه نجح في تحويل حزنه لطاقة نجاح داخل المستطيل الأخضر.
لم يكن حسام البدري المدير الفني السابق للأهلي مجرد مدرب لـ«أيمن»؛ بل يرى فيه «الأب» الداعم على طول المشوار، بداية من منحه فرصة التواجد بالفريق الأول عندما كان في سن الثامنة عشر، وهذه من حسنات «البدري» بين جدران الأهلي؛ لأنه أحد القلائل الذين فتحوا أبواب مدرجات التتش أمام عدد ليس بمحدود أمام ناشئي النادي.
إلا أن قناعة البدري قوبلت برفض كثيرين لإتمام الصفقة، فتعرض أيمن أشرف – والكلام على لسانه - لضغط كبير في بداية انضمامه للأهلي؛ إذ أن قليلين هم آمنوا بقدراته.
البدري وأيمن.. الأب والابن
علاقة «الأب والابن» كانت سر قبول أيمن باللعب في مركز المدافع مودعًا مركزه الأصلي «ظهير أيسر»؛ بل بمرور الوقت صار أساسيًا ليسجل بها العودة الثانية لنفسه ولفريقه الأهلي بعد تألقه في المركز الجديد.
وبقدر احترام لاعب الأهلي لـ«الدكة» بالقدر نفسه حصل على فرصة المشاركة كاملة، مع الأهلي أولا ثم المنتخب المصري ثانيًا، وأبى أن يتركها دون علامة مميزة فمنح مصر هدف «حفظ ماء الوجه» في ودية الكويت لتنتهي المباراة بالتعادل بين المنتخبين.
واليوم منحه المدير الفني للمنتخب، هيكتور كوبر، فرصة العبور الثالث إلى مونديال روسيا 2018، كظهير أيسر للمنتخب حاملا قميصًا فرعونيًا برقم «12» وربما يصبح أحد الأساسيين بين صفوف الفراعنة بالمونديال.
وخلال هذا المشوار القصير، لم يتخل أيمن أبدًا عن «شارته السوداء» التي يرتديها في يده متذكرًا بها أمه وشقيقته، وكلما أحرز هدفًا سارع بتقبيلها، وكأنها سر نجاحه الذي لازمه من العودة للأهلي وحتى المنتخب.
أرسل تعليقك